ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 07/12/2012 Issue 14680 14680 الجمعة 23 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فنون تشكيلية

      

تعد الذاكرة لدى الإنسان بصفة عامة إرشيفا يخزن بها كم هائل من تذكارات ووقفات حياته، بيد أن استرجاع الذاكرة وتأملها هو عبارة عن مهارة ذهنية لمعالجة المعلومات، سواء كانت مصورة أو سمعية، مواقف حدثية يستعين بها العقل بالربط والتحليل فتبرزأيقونة التخيل لديه لكي تكون استنتاجاته ورؤياه لاستشراف المستقل مبنية على خبرات ومعطيات حياته.

فالكثير منها يسقط بمستوى ودرجة حساسيتها أو أهميتها، فهي باقية ما دامت ذات أهمية بحيث تكون انتقائية المعلومات أكثر أهمية، تجعل الذاكرة حاضرة باستمرار كاستعادة حدث جميل أو مأساوي لأماكن ومواقف قد مرت مرور المحدقين بها بشكل مباشر أو غير مباشر أي أن تكون داخل فعل هذا الحدث أو من المتأثرين به.

الذاكرة البصرية واختزالها بلوحة وذهنية الفنان هذا ما أرمي إليه التي تكون بمثابة البنية التحتية لدى الفنان الذي طالما تأمل الأشياء وتفكر بالحياة وتأثر بها وقرأ وتثقف، فكل هذا الشريط السينمائي غير المرئي -الذهني إن جاز التعبير- يكون مرجعية للفنان حتى تتكئ عليه منجزاته التشكيلية، فمن الفنانين من يعزفون عن المشاركة بالمعارض الجماعية، ويقول في ذاته دعني أشتغل على ذاتي وتمر سنة تلو سنة وهو مراوح في مكانه حتى لو أنتج مئات الأعمال سوف تجدها متشابهة بل قد نقول: إنها مستنسخة من بعضها البعض، وهذا الركود الفعلي بالمستوى الفني يكون سببه التقوقع على الذات وعدم الاحتكاك بالآخر، هذا من زاوية ومن زاوية ثانية عدم اطلاعه على الفنون الأخرى، سواء كانت أدبية أو فنية وعدم تفاعله بما يجري حوله من قضايا فأصبحت الذاكرة البصرية والذهنية لديه فقيرة وغير محفزة للجديد والتطور وهذا الفقر البصري الذهني بمخزون الذاكرة يعيدني إلى مقال كنت قد كتبته العام الماضي كيف يصبح التشكيلي حرفيا لأن الذاكرة البصرية توقفت لديه وأصبحت غير محفزة لابتكار الجديد، وهذه الحالة نموذج لحالات كثيرة قد نصادفها ولا نكتشف أنهم استبدلوا بالتشكيل الحرفة من حيث يعلمون أو لا يعلمون..!

الشاهد هنا أن القراءة والاطلاع وتقبل كل ما هو جديد بتفاصيل الصورة والبحث عنها هي محرض فعلي للخيال والتطور بعالم الفن، فإن لم تمتلك تلك المقومات فأنت يا صديقي الفنان قابع خلف قوقعتك البلورية التي تراها أنت جميلة وغيرك يراها عكس ذلك..!

jalal1973@hotmail.com
twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي
 

البعد السابع
الذاكرة البصرية ومخزون الفنان الذهني
جلال الطالب

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة