ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 07/12/2012 Issue 14680 14680 الجمعة 23 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

استجابة لدعوة أثيرة تلقيتها من زميلي وأخي المهندس أحمد بن صالح السلطان أمين منطقة القصيم ورئيس لجنة مهرجانات بريدة حضرت حفل افتتاح النسخة الخامسة من مهرجان الكليجا تحت رعاية سمو أمير منطقة القصيم فيصل بن بندر ابن عبدالعزيز، الكليجا هو الآخر وبالمناسبة أثير عند أهل القصيم لحلاوة طعمه ولذته وشكله الفريد الذي يتفاوت حجما ولونا وتعطي استدارته شكلا جذابا مع تميزه بالزخرفة على جداره العلوي الرقيق والذي ما أن تضعه وسط فمك حتى يتكسر إلى رقائق تذوب مع حشوته الداخلية من الخليط المطحون والمتمازج من الليمون الأسود والعسل أو السكر فتشعرك بلذة الطعم الفائق لتتوج متعتك بطعم الكليجا، ومقاديره عموما من طحين البر والسمن النباتي والسكر أو العسل والحليب وتشكل هذه المقادير أقراصا بديعة غنية بكل العناصر الغذائية، ولم تستطع جميع أنواع الحلوى الجديدة إزاحته عن مركز الصدارة والزعامة رغم تنوعها وتعدد أشكالها وألوانها، فحجم الإقبال على الكليجا يأتي في صدارة الترتيب حتى على الأكلات القديمة التي تضوع منها رائحة التاريخ والعراقة مثل الفتيت والسمسم وقرص العقيل نسبة إلى العقيلات تجار القصيم والذين كانوا يأخذونه معهم في رحلاتهم التجارية آنذاك ليبقى الكليجا فريدا مابه مثله بالقصيم.

حاولت أن أجد أصلا لمسمى كلمة كليجا فعثرت على قصص أشبه ماتكون بالأساطير ومنها قصة المرأة التي قالت لابنتها وهي تقدم لها أقراص الكليجا وتدعوها إلى الإسراع “كوليه جاء أبوك” فأختصر إلى كليجا، لكني أميل إلى أن أصل كلمة كليجا فارسي وترجمتها بالعربي القرص الصغير، ومؤكد القيمة الكبيرة للكليجا عند أهل القصيم إذ يأخذونه معهم ويقدمونه هدايا عند سفرهم لمناطق أخرى حتى ارتبط الكليجا تماما بالقصيم وأهله رغم أن صناعته قد انتقلت إلى مناطق سعودية أخرى وزاد الإقبال عليه بشكل غير مسبوق من أبناء دول الخليج العربي . أذكر أني أهديت قبل سنوات لصديق قطري كرتون كليجا وما أن وصل إلى الدوحة حتى اتصل بي يطلب المزيد مع استعداده لدفع أي قيمة وعندما سألته عن السر قال “والله الجماعة يوم ذاقوه جازلهم وايد”. من طرائف ماقرأت ولست متأكدا من صحة الرواية أن الكليجا من المأكولات المفضلة لدى شاه إيران وكانت تنقل له بطائرة خاصة من القصيم وخاصة ماتصنعه النساء كبيرات السن في ذلك الوقت، وكان الكليجا عند أهل القصيم بمثابة الصوغة وكانت أم العروس توصي أفضل وحده بالديرة لتجهز لها كراتين الكليجا الفاخر لتأخذه العروس كهدايا تقدمه لأهل زوجها ويتفاخرن بينهن فيمن جلبت أفضل أنواع الكليجا وهي قادمة لعش الزوجية.

أهمية الكليجا عند أهل القصيم تتجلى في تخصيص مهرجان سنوي له، وشهدنا مساء الاثنين الماضي تدشين نسخته الخامسة، وينتظر المنظمون والمشاركون إيرادات تقدر مبدئيا بأكثر من مليون ريال، وتشارك فيه أكثر من 500 سيدة من الأسر المنتجة بأمل تخطي حاجز أرباح العام الماضي والبالغة 800 ألف ريال.

المهرجان دعم للأسر المنتجة وللسياحة الوطنية وإبراز للمأكولات الشعبية ذات القيمة الغذائية العالية وربط للجيل الجديد بالماضي أتمنى استمراره مع شكري وتقديري لكل من ساهم فيه.

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15
 

مسارات
الكليجا مابه مثله بالقصيم
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة