ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 07/12/2012 Issue 14680 14680 الجمعة 23 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

بين يدي ديوان. (واستمطرتُكَ عشقاً)

رجوع

 

للشاعرة- اعتدال الذكر الله

محمود عبد الصمد زكريا

عضو اتحاد كتاب مصر

(استمطرتُكَ عشقاً)..

هذه هي عتبة الدخول إلى عالم هذا الملموس النسوي للشاعرة- اعتدال الذكر الله؛ هذا العالم الذي يمور بين ضفتي ديوانها.. أعني أن هذا هو عنوان ملموسها الشعري الذي تخطاها إلى الآخر بعد طباعته؛ ومن قبل كان ملموساً لها فقط حتى ولو «شاركت ببعضه في مناشط تراثية وثقافية».. بحسب معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور- عبد العزيز بن محيي الدين خوجه كما جاء في مقدمة الديوان؛ حيث معنى أن يطبع الشاعر ديواناً جديداً هو مبادرة بالملموس إلى الآخر، ومن قبل كان الديوان ملموساً لصاحبه فقط.. وبنظرة عامة فهو - أي هذا العنوان- المفتاح الأول - يطرح علاقة الذات الشاعرة الكامنة في الضمير المخاطِب (أنا) والآخر المعشوق الكامن في الضمير المخاطَب (أنت) خلال الفعل (استمطرتُكَ) المسبوق بواو العطف التي تؤكد أن الديوان هو مرحلة سبقتها أخرى أو هو ربما نتيجة لما سبق فهو عملية فعل بعد عمليات انفعال وإدراك ومراقبة، وهي كلها عمليات أساسية في سيكلوجية اللحظة الإبداعية؛ حيث هي عمليات في الوعي يقوم بها المبدع مع ملاحظة ذاته والآخر ملاحظة تأمل ومراقبة.. يقول عز من قائل {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ}.. وحيث نعمة المراقبة هذه هي أول نعمة يضعها الله في الإنسان المبدع منذ المهد.. هذه العمليات جميعاً تعمل دائماً في اتجاهين لتطرح العلاقة بين الذات والآخر؛ ويعنى بها الشِعر باعتباره حواراً دائماً بينهما.. استمطرتك.. أي طلبت مطرك.. أو جعلتك تمطر.. عشقاً.. وإذا كان المطر حسيَّاً؛ والعشق معنوياً.. فإن العلاقة الناتجة بين الحسي والمعنوي هي علاقة ينتجها الإبداع الشعري لأنه لا علاقة بينهما في الواقع، فتلك كيمياء الشعر.. من كل ذلك فإن هذه العتبة أو - هذا المفتاح الأولي - لم توضع هكذا جزافاً كمجرد علامة للبداية أو لافتة على قارعة الديوان؛ بل هي منتج إبداعي مخصوص يجتنز بداخله معنى كلياً للديوان في كل واحد متحد.. كما هو الحال مع عتبة النهاية أو الخروج؛ وأعني بها هذه الكلمات المنتقاة بعناية فائقة لتوضع على ظهر الغلاف:

في هدأة الليل العميق

ونشوة الهمس الرقيق

ولذة الأنس

وأشجانٌ سُكارى

لا تفيق!!!

وذكريات الهجر والوصل

على ذاك الطريق

صُبَّ الهوى

يا سيدي

أكوابَ سهدٍ

بالرحيقْ.

هي إذن ليست مجرد لافتات للزينة، بل هي منتج إبداعي مخصوص يمتاز بقدرته الفائقة على اختزال المعنى الكلي والحالة الفكرية والشعورية للذات الشاعرة في كل شامل مركز ومقطر كمفتاح وخلاصة في آن معاً.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة