ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 07/12/2012 Issue 14680 14680 الجمعة 23 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

رأي المرأة الغائب؟!
خالد خلف العنزي

رجوع

 

في مجتمعنا كلمة (المرأة) استهلكت كثيراً.. فلا يكاد هٌناك مجلس لم تذكر فيه المرأة في قضية من قضاياها..

فيحدث كثيراً أن تجد المثقفين أو من عامة الناس يتكلمون عن المرأة وقضاياها.. فأصبح موضوع المرأة هو الأرض الخصبة للجدل والتنظير والحلبة المفتوحة للجميع, يخوض فيها من يشاء من الناس. منذٌ وقت ليس بالقصير، احتلت المرأة وقضاياها النصيب الأكبر من المواضيع التي تتناقش بها مختلف التيارات الفكرية في المجتمع، إن لم تكن هي القضية الوحيدة أساساً التي يختلفون عليها ويختصمون من أجلها.

فهذا التنويري الذي يصدح بشعاراته في تحرير المرأة من أغلال يراها, وهذا رجل الدين على المنبر يهاجم الآخرين زاعماً أنه يريد حماية المرأة من مخططات التغريب!، وعلى ذلك دأبوا المنتمين للتيارات الفكرية المختلفة، ولا يزالون على حالهم حتى الآن، كل منهم يتكلم بأسم المرأة وحقوقها، فاستهلكوا هذه القضية كثيراً، إنهم يتصرفون في نقاشاتهم عن المرأة، وكأنهم أمام فكرة أو مسألة فقهية أو ورقة عمل أو بيت شعر وما أشبه, الذي يختلفون حولها بآرائهم، وهو بطبيعة حاله جماد - أعني ما شبهت به - لا يستطيع أن يدافع عن نفسهِ كما أنه عاجز عن الحديث والتعبير عن ذاته!، ونسوا أنهم لا يتحدثون عن جماد بل عن إنسان يدعى (المرأة)، أنعم الله عليها بلسان وشفتين، يمكنها أن تتحدث وتفصح عن رأيها لا سيما في قضيةً تتعلق بها!، كما أنها لا تنتظر رحمةً من هؤلاء أو أولئكَ, ليتكلموا باسمها ونيابة عنها.

إنهم بذلك يحتكمون بمصير النساء ومستقبلهن الذي هن أولى بمن يحدد معالمه، فينظرون لهن حسب ما يعتقدونه ويتفق مع آرائهم الخاصة، وصاحبة القضية مغيبة فلا رأي لها يمثلها ولا أي وجود حقيقي، وكأن القضية لا تعنيها في شيء.

أجد أن من باب العدل، أن ننزل إلى الشارع، ونواجه النساء لنسألهن عن آرائهن في القضايا التي تخصهن وتخص بنات جنسهن، ونقول لهن بكل شفافية..

ماذا؟ تريد المرأة.. ماذا؟ يردن النساء؟

إنه لا يهم من يتحدث بقضايا المرأة ذكراً كان أو أنثى.. فكلاهما لا يمثل رأي مجمل النساء.. أو لنقل رأيهن الحقيقي.. فمن يخولهم بذلك أساساً..

لست أعني بهذا الموضوع أن يكف الرجال عن الحديث بقضايا المرأة، بل أعني أن يتوقف عن الحديث كل من يظن أنه يتكلم باسمهن وبالنيابة عنهن، وعليه أن يعتبر ما يقوله رأياً شخصياً يعنيه بذاته لا يمثل رأي جموع النساء.

إلى متى ونحن نظن أن مصير المرأة متعلق في أيدي المثقفين أو المتدينين من الجنسين، وما يطرحونه من آراء وأفكار.

ينبغي أن نواجه النساء اللاتي نتحدث عنهن ونسألهن ماذا يردن؟ لا أن ننتظر من مثقفين أو رجال الدين أو ناشطين حقوقيين أو أياً كان، يملون علينا آراءهم باسمهن ويقررون لهن المصير.

من غير المنطقي أن يكون صاحب القضية والذي تعنيه أولاً وآخراً غير حاضر وليس له رأي فيها!، فيتكلم نيابة عنه.. أشخاص لا يعرفونه عن قرب ولا يدركون مجمل مطالبه وهمومه وحتياجاته.

فأين المرأة اليوم.. إنها غائبة عن المشهد، وغاب رأيها معها.

حينما أقول إن المراة غائبة لا يعني أن وجود ناشطة أو مثقفة أو متدينة تتحدث بقضيهتن يعني وجود المرأة.

فلا يشترط أن تكون هذه الأنثى أياً كان توجهها، تعبر عن احتياجات ومطالب نساء المجتمع كافة، وعن رأيهن الحقيقي، بل قد تكون تعبر عن ذاتها وعن أفكارها وهمومها الخاصة.

إذن كيف تكون المرأة حاضرة؟

تكون المرأة حاضرة حينما نأخذ برأي كل كائن حي ينضوي تحت مصطلح (امرأة)، فيجب أن تكون كل امرأة في المجتمع شريكة في هذا القرار، وعلى ضوء ذلك تؤخذ آرائهن من خلال استفتاءات تقوم بها جهة مسؤولة في الجامعات وفي كل الميادين.

التي تتواجد فيها المرأة، وبذلك يشكلن الرأي الذي يمثلهن والنابع من المرأة ذاتها، لا من أحد آخر، فيصبح لها الوجود الحقيقي في قضاياها.. حيث هي المسؤولة عن قرارها لا أحد آخر.

أنا اليوم بصفتي ذكراً، لا أعرف ماذا؟ تحتاج أمي أو زوجتي أو أختي؟

فقضيتهن ليست قضيتي.. إنها حقيقة إننا مهما بلغنا من الوعي لن نستشعر قدر معاناتهن وحجم مطالبهن، حان الوقت ليتحدثن هن ويعبرن عن أنفسهن.

فأفسحوا للمرأة المجال، لتشارك بصنع القرار وتقرر مصيرها الذي يناسبها بذاتها، لا سيما في قضايا تعنيها أولاً وآخراً.

المرأة أصبحت على قدر عال من الثقة بنفسها ولم تعد بحاجة لتنتظر من أحدهم أن ينظر لها طريقة معيشتها وحياتها. فهل سيكون للمرأة رأي حقيقي في قضاياها؟!.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة