ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 07/12/2012 Issue 14680 14680 الجمعة 23 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

رداً على الشراري:
انضمام الجوف للحكم السعودي عام 1340هـ

رجوع

 

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - سلمه الله

تعقيباً على ما ذكره الدكتور نايف الشراري حول انضمام الجوف للحكم السعودي، رغبت بتصحيح بعض المعلومات التي أوردها معد المقال وهي كالتالي:

أولاً : انضمام الجوف لحكم الملك عبد العزيز كان نتيجة رغبة أهالي منطقة الجوف التي عبّر عنها الشيخ رجا ابن مويشير بوفد برئاسة أخيه الشيخ حمد ابن مويشير، وبناءً عليه تم بعث أول أمير للحكم السعودي وهو (عساف الحسين) حيث وصل برفقة ابن مويشير واستلم مهامه بالمنطقة عام 1340هـ، بينما الشيخ ابن شعلان كان مستسلماً لهذه الإرادة، وبناءً عليها ارتحل من المنطقة بعد استلام العساف مهامه، وقد ورد ذلك بالعديد من المراجع التاريخية:

1 - مراجع استند لها صاحب المقال وتولّت الحديث عن هذه الحقبة الزمنية:

أ - يقول فلبي في مذكراته الواردة في كتاب (رحالة غربيون في شمال الجزيرة العربية): «عندما وصلنا إلى الجوف في عام 1922م الموافق 1340هـ وجدنا أن أعلن الجوف كانت سقطت بأيدي الثوار الوهابيين بقيادة ابن مويشير الذي أرسل وفداً إلى الملك عبد العزيز لضم الجوف لحكمه». كما ذكرت الكاتبة والصحفية اليزابث مونرو في كتابها (فلبي الجزيرة العربية) نقلاً عن فلبي «... بأن سلطان ابن شعلان قد فقد السيطرة على سكاكا مما جعل فلبي يغادر الجوف سريعاً إلى العراق لأنه كما ذكر كان يسكن في بيت بأطراف سكاكا مع سلطان ابن شعلان والذي فشل في استعادتها وكان مقرهم عرضة لنيران العدو ابن مويشير».

ب - لخص سعد الجنيدل في كتابه (بلاد الجوف ص143) المهام التي قام بها رجا المويشير وأخوه حمد أثناء الأحدث التي وقعت في الجوف بحركتين هامتين هما:

الأولى : قتل عامر المشورب منصوب ابن شعلان والثورة على حكم نواف ابن شعلان والاستعانة بأمير حائل في التخلص منه.

الثانية : الثورة مرة أخرى على حكم سلطان ابن نواف الشعلان والسعي لضم الجوف إلى مملكة الملك عبدالعزيز. وقد نجحت مساعيهما في ذلك، وقد ورد تفصيل لذلك بكتاب محمد بن عبدالله السيف (رجا ابن مويشير ودوره في ضم الجوف لحكم الملك عبدالعزيز) عام 2002م.

ج - يقول فؤاد حمزة وهو أحد مستشاري الملك عبدالعزيز في كتابه (قلب جزيرة العرب) إن الملك عبدالعزيز وجد أن سياسة التطويق قد أحاطت به مرة أخرى حتى بعد سقوط حائل، لأن الهاشميين وجدوا الحلقة في صلاتهم وضموه إلى السلسلة الكبرى بعد أن وسعوا محيطها لما وراء بلاد آل رشيد يساعدها عاملان:

أحدهما : قبائل الرولة التي كانت تأتمر بأمر ابن شعلان وتخابر الأمير عبدالله ابن الحسين في شرق الأردن للقيام بحركات جديدة يقصد بها مد السيطرة الهاشمية ومن ورائها البريطانية إلى الجوف ومحاربة الوهابيين وابن سعود (الوهابيين بالجوف بقيادة ابن مويشير كما أشار إلى ذلك فلبي وفؤاد حمزة).

الثاني : قبائل شمر التي لجأت إلى العراق بعد فتح حائل وشرعت في شن الغارات على نجد.

2 - مصادر تاريخية أخرى:

أ - برقيات الملك عبدالعزيز مع برسي كوكس المندوب السامي البريطاني، فقد رفعت السرية عن الوثائق من المخابرات البريطانية وتم تجميعها بكتاب نشر قبل أربع سنوات بعنوان (السعودية ومراحل التأسيس في القرن العشرين) - وثائق (دار الوراق للنشر) 2008م، فالمندوب السامي البريطاني كوكس الذي يتدخل كوسيط لمطالب حكومة شرق الأردن، ومن ضمنها ما كان للتحضير لمؤتمر الكويت 1342هـ الذي أتى بعد انضمام الجوف بسنتين! وقد تضمّنت باختصار التالي:

مطالب حكومة شرق الأردن وكوكس حسب نصوص البرقيات:

- إعادة تمكين ابن شعلان من السيطرة على الجوف التي تتبع حكومة شرق الأردن. (ص53).

- حدود الفصل بين سيطرة الملك عبدالعزيز ومناطق نفوذ شرق الأردن بحيث تحتوي الجوف. (ص60).

- تأكيدهم لرفض ضمها للحكم السعودي، وأن ذلك يضر بمصالح بريطانيا العظمى. (ص53).

- تأكيد كوكس على أنّ الأهالي يرغبون بشرق الأردن لارتباطهم الطبيعي - حسب زعمهم -.

- يعتبرون ابن شعلان من رعايا حكومة شرق الأردن وأنّ امتدادهم بالجوف طبيعي.

) مطالب الملك عبدالعزيز:

- يعتبر الجوف جزءاً من الحكم السعودي لانضمامها برغبة الأهالي بقيادة ابن مويشير. (ص78-88).

- يعتبر ابن شعلان أحد رعاياه وأنه خان الأمانة باتصاله بدولة أجنبية ويعتبره مواطناً من مواطنيه.

- رده بقبول إجراء استفتاء لأهالي الجوف وأخذ رغبتهم لحل الخلاف - وهو يستند بذلك على ثورة ابن مويشير التي تسيطر على المنطقة والتي انضمت للحكم السعودي برغبة ذاتية لقائد الثورة ابن مويشير - لم يتم الاستفتاء لإدراك بريطانيا بنتائجه. (ص88).

- طلب الملك عبدالعزيز بفصل لجنة التفاوض فيكون المتحدث عن مطالب شرق الأردن لا دخل له بمطالب حكومة العراق ليتم الموافقة على عقد المؤتمر بالكويت. ص ص 13 -97.

ب - قال الدكتور عبدالله العثيمين في كتابه (تاريخ المملكة العربية السعودية) «طالب المندوب الأردني أن تعيد حكومة نجد الجوف لابن شعلان على أن يكون تحت إشراف حكومة الأردن».

وأشار إلى ما يشبه هذا النص خير الدين الزركلي حيث قال: «طالب الوفد الأردني أن تتخلّى حكومة نجد عن الجوف وسكاكا وتوابعهما إلى الحكومة الأردنية».

ج - تأكيد دور ابن مويشير بضم الجوف للحكم السعودي كما ورد بالموسوعة التاريخية للمملكة العربية السعودية - المجلد السابع عشر - منطقة الجوف ص175.

لقد حظي أهالي الجوف بإشادة ملكية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته التي ألقاها أثناء زيارته للجوف عام 1428هـ، فهي المنطقة الوحيدة التي أتت راغبة بما كان ينادي به الملك المؤسس من مبادئ إسلامية، والكلمة مسجلة ومنشورة ويمكن الرجوع لها كاملة، حيث بنيت الرغبة على الوفد الذي أرسله الشيخ رجا ابن مويشير. وهو الشخصية المحورية بتاريخ المنطقة خلال تلك الفترة وقد ذكره فؤاد حمزة وحمد الجاسر كقائد للحركة الإسلامية ومنهم من ذكر الوهابية، بينما عبدالله فلبي وأوبنهايم وهما مستشرقان وبحظوة قبيلة الرولة ورغم ذلك فقد تمركز ذكره بمؤلفاتهما كمقوض لمخططات حكومة بريطانيا العظمى التي كانت تخطط لوصل شرق الأردن بالعراق بسكة حديد يرتكز مرورها بمنطقة الجوف (ورد ذلك بمطالب شرق الأردن ص53)، فكانت رغبات الأهالي بقيادة ابن مويشير تقوض هذا التخطيط لأنهم رغبوا الانضمام للحكم السعودي ومبادئه الإسلامية، بينما ابن شعلان فكما ذكرت الوثائق أعلاه وخاصة برقيات الملك عبدالعزيز مع المندوب السامي البريطاني، أنه يتحالف مع الشريف حسين وبريطانيا برغبات مخالفة لما للانضمام، فكيف يأتي رأي كاتب المقال مخالفاً للمراجع التي اطلع واستند عليها حسب إشارته لتلك المراجع!؟

إضافة لمخالفته ما أكده الملك عبدالعزبز بإحدى برقياته للمندوب السامي البريطاني كوكس، حول دور ابن شعلان بأنه من رعاياه ولا يمثل أحداً بالمنطقة واتهمه بالتخابر مع دول أخرى، حسب كتاب الوثائق أعلاه، وما ذكر بالتوثيق بعاليه يوضح بجلاء كيفية انضمام الجوف للدولة السعودية.

وليس كما حاول الشراري تخفيفه وإبراز ما يخالف الحقائق والشرارات استفادوا من التوطين عام 1379هـ.

ثانياً: ما يخص حرب الجوف وقتل ابن مويشير لمنصوب ابن شعلان:

أشار كاتب المقال د. الشراري لتحالف ابن شعلان مع مجموعة قبائل لاستعادة السيطرة على الجوف بعد تقويض ابن مويشير لسلطلتهم بالجوف وقتل المنصوب عامر المشورب، فقد تم ذلك وتدلل عليه قصيدة محمد بن عبدالله العوني على لسان ابن رشيد المشهورة بحرب الجوف عام 1338هـ والتي منها:

جينا ثلاثميه ذلول نحثهن

نبي نعدل مايل يسار

يقولون ابن شعلان بالجوف نازل

ومن كان له قبل صديق بار(*)

وابن مويشير تبين بقولهم

وقامت عليه الديرتين(**) وحار

وقد تحالف الشيخ ابن مويشير مع الشيخ سعود ابن رشيد ضد محاولة الشيخ ابن شعلان لاستعادة سلطته، وبهذه الحرب كانت خسارة ابن شعلان وحلفائه رغم كثرة عددهم، وقد استنجد ابن رشيد بشيوخ شمر لتعزيز قوّته مع ابن مويشير، وذلك عبر مناديب ذهبوا لهذا الغرض، حيث تم تلبية طلبه من قبيلة شمر رغم أن بعضهم كان على خلاف مع ابن رشيد مثل ضاري ابن طوالة الذي لبى قادماً من الكويت، وكذلك عقاب ابن عجل قادماً من العراق وابن شريم وبقية مشايخ شمر، تسارعوا تلبية لنداء ابن رشيد (***) ولم يكن بتلك الفترة امتداد لسلطة الملك عبدالعزيز على قبائل شمر حيث كان ذلك عام 1338هـ بينما سيطرة الملك المؤسس امتدت بعد سقوط حايل عام 1340هـ، فلم يكن للملك المؤسس بهذه الحرب أي علاقة كما أشار الشراري محاولاً تبرير خسارة ابن شعلان الذي كان بعلاقات مع الشريف حسين ومطامع بريطانيا العظمى، كما أشارت لذلك الوثائق المنوّه عنها أعلاه، والتفاصيل بحرب الجوف متعدّدة، ولكن تم التركيز على ما بحثه صاحب المقال.

*****

(*) يقصد العوني بأنّ الذين كانوا موالين لابن رشيد سابقاً قد تخلّوا عن تأييده ما عدا ابن مويشير وأتباعه.

(**) يقصد بالديرتين سكاكا ودومة الجندل.

(***) سعد العبدالله الصويان (أيام العرب الأواخر) عام 1431 (ص927).

بعض المراجع الإضافية:

1 - مذكّرات فلبي في كتاب (رحالة غربيون في شمال الجزيرة العربية) لعوض البادي.

2 - موسوعة المملكة العربية السعودية - المجلّد السابع عشر - منطقة الجوف (ص175).

3 - كتاب شمال غرب الجزيرة العربية لحمد الجاسر.

4 - كتاب (بلاد الجوف) لسعد الجنيدل.

5 - كتاب من شيم العرب - الجزء الرابع لفهد المارك.

6 - كتاب (فلبي الجزيرة العربية) للكاتبة والصحفية اليزابث مونرو.

د. مشعل بن عبدالرحمن المويشير - الجوف

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة