ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 08/12/2012 Issue 14681 14681 السبت 24 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

تمنيت لو أن عميد كلية الآداب في بلجرشي التابعة لجامعة الباحة لم يمزق لوحات الطالبة التشكيلية الموهوبة هند الغامدي عند ما حضر لافتتاح المعرض فلم تعجبه اللوحات وقام بتمزيقها!

هذا أغرب أسلوب تربوي قرأت عنه أو سمعت به وأغرب موقف ثقافي تجاه عمل إبداعي! كان بوسع العميد أن يعتذر عن الاستمرار في الجولة، وأن يسجل وجهة نظره ورأيه الشخصي في لوحات الطالبة لا أن يتخذ قراراً من عنده بإدانة اللوحات ويُقرر نوع العقوبة وينفذها بنفسه وبشكل فوري أمام الملأ.

لا أعرف العميد ولا الطالبة التشكيلية لكنني مصدوم بما فعله العميد لأن الجامعات بيئة ثقافية راقية يجب أن يسودها الحوار لا القرارات الانفعالية، وما يحدث في قاعات الجامعة وفي صالاتها يختلف عما يجري في الشارع. فكم من مرة غضبنا من سلوكيات أشخاص «عاديين» يتصرفون في الأماكن العامة وفق قناعاتهم الفكرية محاولين فرضها على الآخرين، وكنا نسلي أنفسنا فنقول إن مثل هذه الأمور يمكن أن تحدث في الشارع لأن الشارع يضم كل الأطياف وليس غريباً أن يتهور أحد المتحمسين المنحازين لفكرة ما فيحاول فرضها على الآخرين. أما الجامعة فهي مكان آخر غير الشارع، وسلوك أستاذ أكاديمي على رأس هرم الكلية غير سلوك رجل الشارع المتحمس المنفلت.

هل ارتكبت الطالبة التشكيلية خطأً!؟ هل كانت لوحاتها غير مناسبة؟ إذن فليُحاسب من سمح لها بعرض لوحاتها بعد إجراء تحقيق هادئ في الموضوع.

لقد ولى زمن إحراق الكتب وتمزيق اللوحات ومصادرة أفكار المبدعين بقرارات فردية أو حتى جماعية عند ما يأتي ذلك خارج سياق النظام. وقد قرأنا في التاريخ الاجتماعي والثقافي لكثير من الأمم أنه كان يكفي في السابق أن يمتعض شخصٌ ما من فكرة أو رأي فيُهيِّج العامة ضد صاحب الفكرة أو الرأي وقد ينتهي به الأمر صريعاً تحت أقدام الغوغاء المهتاجة حتى قبل أن يصل إلى محاكم التفتيش. لكن تلك المرحلة المظلمة من تاريخ البشرية انتهت إلى غير رجعة، ونحن لا نتمنى أن نراها ثانية في مجتمعاتنا حتى لو ارتدت لبوساً عصرياً.

ما جرى في جامعة الباحة أمرٌ محزن للغاية، وإذا كان الانفعال الشخصي الآني الخارج عن السيطرة هو سبب ما حدث فإن العميد والمدير مطالبان بتقديم اعتذار رسمي علني للطالبة التشكيلية وتعويضها من قِبَل الجامعة عما لحق بها من فقد ومعاناة. بذلك نثبت أننا متحضرون، وأنا ما حدث كان خطأ لن يتكرر.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض
 

على وجه التحديد
التشكيلية.. والعميد
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة