ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 10/12/2012 Issue 14683 14683 الأثنين 26 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

- الحديثُ عن الموظف العام أمرٌ لا يملُّه لسان ولا يعافه قلم، وكلٌّ يتحدث عنه بما يعقل وما لا يعقل أحياناً، مرة هو المتهم الأول في تقدير أولئك أو هؤلاء فيما يعانيه بعضُهم من بْطءٍ بيروقراطي خدمة لمصالحهم، وأخرى يتحول الموظفُ لا شعورياً إلى “كبش فداء” تنْفيساً عمَّا يمسُّهم من أذى (البيروقراطية) كما يتصورون أو يشعرون!

* * *

- والذاكرة حُبْلى بصور (نمطية) عن الموظف العام، تَصِمُه بالتقصير فـي أداء واجبه، بل قد تُسْقطُ عليه كلَّ أو جلَّ ما تعانيه إدارة الشأن العام من أوْزَارٍ في خدمة الناس. وصُورٌ نمطية كهَذه لا تَخْلُو في الغَالب من غُلوّ، يُظلَمُ بسَببه الموظفُ العام، حين يُعْزَى إليه الكثيرُ من أخْطَاء الإدارةِ، وكأنّه وحدُه صانعَها!

* * *

- لن أتسلقَ منصّة الدفاع عن الموظف العام دفَاعاً مطْلقاً، محاولاً أخلاءَ ساحتِه من أي وزْر؛ فهو - لا ريبَ - شَريكٌ في (سَرّاءِ) الإدارة (وضَرّائِها)، ولكن بنِسَبٍ تتباينُ بين موقفٍ وآخر؛ فهو جُزْءٌ من (منظومة) الخطأ في الأداء مثْلَما أنه جزْءٌ من (معادلة) الصَّواب بها. لكن أن يُحَمَّلَ وزرَ الخطأ كاملاً دون سواه ففي ذلك من الوِزْرِ ما هو أدْهى وأمرُّ من الخطأ نفسه!

* * *

- الآن، دعُونا، لغَرِضِ الفَهْم فحسب، نطرحُ السؤالَ العالقَ في الأذهان، في معظم الأماكن والأزمان: لماذا يُقَصَِّر الموظفُ في أداءِ ما يُوكَلُ إليه من مَهام؟ وبمعنى أكثَرَ دقة: هل تقْصيرُ الموظف نَاجِمٌ عن ظُروفٍ وحيْثيّاتٍ من صُنْعه هو لا يشترك فيها سواه، سبَباً أو نتيجةً؟ أم أنّ هذا التَّقْصيرَ ليسَ في بعض أصوله وفروعه سوى (تَعبيرٍ) مسْتَتر يُجسَِّد به الموظفُ المعني معاناته، فيجلد ذاتَه أحياناً دفعاً لألم الإحساس بالتقصير، وقد يحمله شعوره هذا على الإقلاع عن أسباب تقصيره، فتحسن نفسه وتبرأ ذمته، ويزدان أداؤه بالإنجاز.

* * *

- وقد يكون هذا التقصير نتيجة إرهاصاتٍ معيّنة في محيطه الأُسري أو الإداري، كشعُوره مثلاً بالغَبْن فـي (توزيع) مهَامِ الوظيفة أو غَناَئِمها أو الاثنين معاً؟ أو بسَبَب (حَرائِق) الأزمات التي قد تُشْعلها ربَّةُ المنزل أو أحدُ أبنائِه أو بنَاتِه لما يَروْنَه تفرْيطاً منه في إشباع بعض الالتزامات الأسرية، ونحو ذلك؟! فأين المفر، والحال كذلك؟! عليه وحده تقع المسؤولية في معالجة شؤون أسرته بما يقوي العلاقة بها ولا يضعفها.

* * *

- أما ما يحدث ضمن بيئة عمله فذاك شأن آخر، لا قِبل له وحده بتغييره ولا التأثير عليه!

* * *

- إنّ الهَجمة الإعلامية على الموظف العام وما تلوكه الألسن ضده قد لا تكونُ في بعض مسوَّغَاتِها وحْيثِيّاتِها سوى ظاهرة تَحتَجِبُ وراءَها ملابسَاتٌ (بانورامية) عَديدةٌ، يبدُو من خلالها الموظَّفُ وكأنَّه وحدَه لا سواه المقصودُ بما يُكتَب عنه أو يُقال، حقًّا أو باطلاً؛ لذا يلجأُ هو أحيَاناً إلى إسقاط (معاناته) على غَيرِه متأثراً بما يقرؤه أو يسمع عنه، فيعبِّرَ عن ذلك بأكْثرَ من وسيلةٍ، شعورية ولا شعوريةٍ؛ ليُؤْذي بسلُوكِه مَنْ لا يسْتَحقُّ الأذى من الناس، تعطيلاً أو تسويفاً أو انحرافاً!

* * *

((وللحديث صلة))

 

الرئة الثالثة
الموظف العام.. بين (مطرقة) الجمهور و(سندان) الذات! (1 /2)
عبد الرحمن بن محمد السدحان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة