ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 10/12/2012 Issue 14683 14683 الأثنين 26 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فـن

 

مخرجات سعوديات يستشرفن مستقبلهن في السينما السعودية

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحقيق - علي العبدالله:

اقتحام مجال الإخراج التلفزيوني ليس بالأمر الهيّن في مجتمع محافظ من قبل نساء اعتاد أفراد المجتمع أن يراهن في وظائف محصورة ومعينة، وبدون أدنى شك هناك ضريبة كبيرة تدفعها الفتاه في حال محاولتها اقتحام هذا المجال وتبدأ سلسلة المعاناة أولاً من قبل أفراد العائلة، ومن ثم المجتمع ونظرته، لمن أرادت أن ترسم فيه خط سير مميز تترجم فيه أحلامها وطموحها، ومن هنا حاورت (الجزيرة) مخرجات سعوديات عايشن معاناة في الوسط السينمائي الذي لم ير النور كما يجب في مجتمعنا.

أولا تحدثنا مع المخرجة هوزان باداود التي قالت في بداية حديثها لـ(الجزيرة): اسمح لي أن أقدم لك شكري وتقديري لاهتمامك بهذا الخصوص وبإشراكي للحديث عن تجربتي المتواضعة في هذا المجال، ثم أضافت متحدثة عن كيف كانت بدايتها في مجال الإخراج بالقول:

مؤهلي الأكاديمي في أدب اللغة الفرنسية بعيد تماماً عن مجال عملي الإعلامي الذي بدأته أولا في الصحافة بعد ذلك اتجهت لاحتراف العمل كمقدمة ومعدة برامج إلا أن عملي في إنتاج وإخراج الأفلام السينمائية، وتستطرد في حديثها قائلة:

بالرغم أنني أنحدر من أسرة محافظة جداً بل ومتدينة إلا أن أفراد أسرتي تفهموا لطبيعة عملي ثم قاموا بتشجيعي حتى أصبح إخوتي يساعدوني معي في هذا المجال.

وعن ما إذا كانت هاوية أم محترفه قالت هوزان: سأظل هاوية حتى يتم الاعتراف بالفن السينمائي في بلدنا كرافد من روافد الثقافة الذي لا يقل أهمية عن الصحف والتلفزيون والمسرح..

وعن إنجازاتها على الصعيد العملي قالت هوزان:

أفتخر أني كنت من ضمن الفريق الذي شارك في تأسيس قناة أجيال للأطفال ضمن باقة قنوات التلفزيون السعودي وذلك في الإعداد وتدرجت حتى أصبحت الآن أدير القسم بأكمله والحمد لله، أما في مجال الأفلام فأنوي الاستمرار في خط إنتاج أفلام «الموناليزا» الذي قمت بابتكاره في فيلمي الأول «30 سنة وأنت طيب» لطرح قضايا المرأة السعودية بطريقة مبتكرة باستخدام لغة سينمائية قد لا يستوعبها إلا المتمرس في علم صناعة الأفلام، وقد شاركت بهذا الفيلم في مهرجان الفيلم السعودي الذي نقل على قنوات روتانا بإشراف المخرج ممدوح سالم، كما أن لي مشاركة مع زميل لي وهو المخرج هتان رمبو في فيلمه «حافي القدمين» وحاليا -والحديث لهوزان- أنا بصدد إنتاج فيلم جديد «مطلوب حمام» سيكون من إخراجي مستخدمة فيه طريقة أفلام الموناليزا.

أما عن سر اختيارها لهذا المجال رغم صعوبتها على المرأة في مجتمع محافظ كمجتمعنا قالت: جميع زملائي وأصدقائي المخرجين يحذروني دوما من صعوبة الأمر إلا أني لا أجده صعبا فبالعكس العمل الإخراجي يلائم إمكانياتي وسيتيح لي تنفيذ العمل برؤيتي الخاصة التي لا تتاح لي عند العمل كمعدة أو منتجة مع مخرج آخر.

ثم تضيف قائلة : أعتقد أن هناك عدم تقدير بالفعل من بعض الفئات في المجتمع إلا أن جودة العمل تفرض ذاتها سواء كان العمل لمخرج أو مخرجة، واعتقد أن هناك حاجة ملحة بالفعل لوجود مخرجات فتيات في الساحة الإعلامية.

أما عن العوائق التي تواجها قالت هوزان، إن العوائق التي تواجهني هي ذاتها التي تواجه أي مخرج أو منتج وهي في وجود الجهة التي تعترف بأعمالنا السينمائية فهناك فرق كبير بين الأعمال التلفزيونية والسينمائية ولا يمكن التعاطي مع العمل السينمائي كعمل تلفزيوني، لذا فإن عدم وجود دور عرض يسبب مشكلة كبيرة لنا، وعدم تشجيع أعمالنا برعاية وإقامة مسابقات ومهرجانات مختصة يشكل عائق كذلك، ولا أريد أن أعترف بأن هناك مشكلة خاصة بنا كمخرجات من دون الرجال لأن اختيارنا العمل في هذا المجال يجعلنا نعي أن هناك صعوبات ستواجهنا سواء كنا نساء أو رجال.

وأكدت هوزان أن وزارة الثقافة والإعلام يجب أن يكون لها دور حيوي ومؤثر متمنية من الوزارة أن تعترف بالسينما كرافد مهم من روافد الثقافة، وأن يتم توفير دور عرض سينمائية أو حتى نوادٍ سينمائية تجمع هواة العمل في هذا المجال فهذه الصالة المظلمة هي وسيلة تعبير فكرية لأبناء هذا الجيل باستخدام الصوت والصورة والمؤثرات، ولطالما كانت السينما شاهد حضاري لا يستهان به لأي شعب على التاريخ، هذا إذا لم تكن أيضاً تساهم في تحريك عجلة حضارة المجتمعات؟

ولم تخف هوزان أن المعاناة لا تقف فقط في تقبل المجتمع لعملهن في هذا المجال بل حتى في تكلفة الإنتاج المادي حيث قالت عن هذه المعاناة، أقوم بالإنفاق من حسابي الخاص على هذه الأعمال وكذلك بالتنسيق مع زملائي والمشاركة معهم في تكاليف أعمالنا.

وفي ختام حديثها قالت هوزان لدي بعض الاقتراحات التي من شأنها أن تساهم في تطوير هذا المجال، فكبداية نحتاج أولا السماح لنا بالعمل في النور وذلك بإنشاء نوادٍ خاصة من خلال الجهات الثقافية المختلفة يتم فيها إنشاء دور عرض والسماح لنا بإقامة عروضنا لتخرج للنور فمهما شاركنا في المهرجانات العالمية إلا أن روعة العرض لن تماثلها روعة عرضها في الوطن حيث الجمهور المحلي التي يتكلم لغتنا والذي نستهدفه في أعمالنا، ولنجتمع بأقراننا من صناع السينما ليحصل حوار سينمائي ثقافي.

كما أن أعمالنا السينمائية ستظل تنقصها الحبكة طالما غابت الخبرة الأكاديمية لذا فإنه لا مفر من إتاحة المجال لفتح كليات خاصة للإنتاج السينمائي.

ثم التقينا بالمخرجة الشابة هند الفهاد التي كان لها مشاركه في مهرجان أبوظبي السينمائي لهذا العام من خلال فيلم ثلاث عرائس وطائرة ورقية، حيث قالت لـ(الجزيرة)، متحدثة عن مزاولتها لمهنة الإخراج:

هي ليست مهنة أساسية بقدر ما هي شغف غير مدعوم بدراسة أكاديمية والسبب لعدم وجود معاهد متخصصة لدينا في هذا الجانب.

وعن سر توجهها لمجال الإخراج قالت هند: إن المسألة ليست اختيار مجال دوناً عن غيره إطلاقا الفكرة أنني وجدت نفسي في هذا المجال وجدته الوسيلة الأفضل والقرب لي لأعبر عما أريد من خلاله وأنقل فكرتي ورؤيتي بشكل سينمائي وبمعالجة معينة.

وعن نظرة المجتمع لها كمخرجه قالت هند:

لا أسميها نظرة دونية، لكن عدم تقبل لدخول هذا المجال حيث إن الفكرة السائدة أن هذا المجال رجالي ولا يحق للنساء دخوله أو ممارسته وبشكل عام أرى نفسي هاوية، وأعمالي لا تتعدى كونها أفلاما قصيرة حول قضايا معينة.

وأضافت متحدثة عن العوائق التي واجهتها قائلة:

كثيرة العوائق التي واجهتني شخصيا أهمها صعوبة إيجاد فريق عمل متكامل حيث إن أغلب أعمالي أقوم بإنجازها بنفسي بشكل كامل عندي فيلم واحد كان فيه تعاون مع شركة 23 أكشن للإنتاج، وهو الفيلم الذي شارك في مهرجان أبو ظبي السينمائي 2012 وفي الختام قدمت هند شكرها لأسرتها وتحديداً والديها نظراً للدعم الكبير الذي تحظى به من قبلهما وقالت: لولا الله ثم والدي ووالدتي لم أنجز شيئاً في هذا المجال أبداً فالفضل يعود إليهما.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة