ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 10/12/2012 Issue 14683 14683 الأثنين 26 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

ضيّقة تلك النظرة التي تحدّ من التجربة الإبداعية الإسلامية مقارنة بالفنون الغربية, أتفق تماماً مع الرأي الذي يذهب لعدم وجود نظريات حول الفن الإسلامي وأنه ليست هناك تعريفات له، ولكن الاستناد إلى صناعة تماثيل الإنسان والحيوان أو تصويرها لتقييم الفن الإسلامي، استناد ضيّق المدى وعاجز عن رصد الإدراك الفني في العصور الإسلامية. ولا يمكننا أن نعي مدى عُمق اهتمام المسلمين بالفنون إلا بتتبع سيرة الفن منذ بدايتها أو منذ تحددت توجهاتها وطابعها. ذلك في العهد الأموي وتحديداً في عصر الخليفة الوليد بن عبد الملك الذي يمتليء جامعه الكبير بدمشق بالزخارف والموزاييك والمنحنيات الذوقية الرفيعة، رغم خلوّها من تصوير لإنسان أو حيوان على خلاف قصره «قصير عُمره» الذي سُمح بذلك.

إن الطبيعة العربية التواقة للجمال انطلقت لتعبّر عن هدفيتها الفنية والتي لا تختلف عن ذات الهدف الغربي أو لنقل الإنساني عامّة، وهو: قراءة المحيط قراءة جمالية برؤية تضفي بُعداً ساحراً وخاصاً من منطلقِ ذات متفردة الانطباع. تلك الذات التي غاصت في عُمق الطبيعة واستلهمت انطباعاً تجريدياً، وتمخضت عن جدران وعِمارة وسقوف وقبب وأعناق فخاريات وتيجان مزينة. تلك التركات الفنية الثرية والخاصة للتاريخ الإسلامي والذي لم ينعزل بطابعه الخاص بعد أن رحُبت آفاق المسلمين ما بين المحيط الأطلسي ووادي جيحون. مما وسّع خيارات التحليق في فضاء الإبداع وجعله يحتوي هندسيات فاخرة وحديثة في عصور العباسيين والعثمانيين التي تاخمت الهند وإيران في ما بعد. أشكال هندسية ورسوم نباتية وخطوط عربية، أو تأثير أوروبي بدى جلياً في النقود البرونزية في فترة لاحقة.

وبعد.. إن ورثة بيزنطا، مسلمي القرن الخامس عشر الميلادي، خطوّا الجماليات والرتوشات الخلاقة بأنماط جديدة، زوّدت الحضارة الإنسانية وطبعت وجهها الإسلامي الخاص بفن «الأرابيسك» على وجه المثال. ولم تتوقف عند حد!.. المسلمون فتحوا أقاصي الأرض وأرتهم تلك الأصقاع تاريخها ومآثرها، أهرام مصر، مدائن صالح، بتراء الأردن، معابد بعلبك، بقايا فارس وما بعدها وغيرها الكثير. لم يكن لأي منها أثر هدّام على الإسلام وتسارع انتشاره الذي لم يهدأ لليوم. ما كان الإسلام ضِداً لما يسمو بالروح الإنسانية ويصقل فضتها. الفنّ الذي يسِم صاحبه باتساع الأفق واحتواء الآخر كان وما زال صديقاً للروح الإسلامية.. ويبقى.

وحتى اليوم.. في بلجرشي القريبة كانت كبوة من عميد كلية العلوم والآداب أن واجه الفن الجميل بفعلٍ لا ينتمي لخط الجمال واحتضانه..

كبوة يا دكتور.. وأحسنتَ بتصحيحها..

وأنتِ يا هند.. جميلة أنت - كجمال رسماتك - حين قبلتِ الاعتذار، وصفحتِ.. الفن الجميل دائماً يسكن الأرواح الجميلة.

kowther.ma.arbash@gmail.com
 

إني أرى
الفنّ الجميل: أرواحٌ جميلة
كوثر الأربش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة