ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 11/12/2012 Issue 14684 14684 الثلاثاء 27 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

ربما لأنني شاعرة أهتم بتأثير الكلمات في الوجدان؛ وتربوية يهمني جدا ما يحدث للنشء من تأثير أساليبنا التعليمية وممارسات أعراف المجتمع.

ولأن تخصصي هو التخطيط التربوي أرى الأولوية في قرارات التطوير معطيات ومتطلبات شمولية التنمية، لا إرضاء تفضيلات الفئات.

برنامج «تطوير» بين برامج وزارة التربية والتعليم شدني ببلاغة التسمية وأتكهن بأنه سيكون فعلا اسما على مسمى. وأتمناه واعدا بتحقيق الكثير.

وبهذا الخصوص؛ يحسب ضمن إنجازات وزارة التربية والتعليم المهمة ما تم من مراجعة المناهج وتصحيحها وتطويرها وإلغاء ما تضمنته الكتب في طبعات سابقة من أخطاء.

والمراجعة أمر يجب أن يكون فعلا مستمرا. بل هو مسؤولية كل المواطنين الواعين المهتمين بوعي أبنائهم. كلنا مسؤولون ومسؤولات عن ضرورة الانتباه لما يلقن لأبنائنا كحقائق والتبليغ عن أي رأي مخل أو مخطئ يتدثر صيغة الحقيقة العلمية ويقدم لأبنائنا فيشوه آراءهم ويشط بهم نحو الإقصائية أو التطرف. وبالتبليغ عن أي شطط نشارك جميعا في مراجعة وتصحيح ما يندس في المناهج الرسمية هادفا الى قولبة عقول النشء. ما ذكرني بهذا الأمر هو ما وجدته في طبعة سابقة من فقرات تصف كنه المرأة وقابليتها للفساد وإفساد المجتمع. وقد تجاوب معي في تويتر الكثير من الردود بأن الأمر لا يتعلق فقط بموقع المرأة من مسؤولية المواطنة بل بأن في ما يندس بقصد وبغير قصد -كمنهج خفي أو مواز بشأن دور المرأة ورفض بعض الفئات المواطنة وغير المسلمين- افتراء على الدين الحنيف، وعلى الحقائق العلمية، وعلى أهداف مؤسسة التعليم وأهداف القيادة العليا.

نحن مجتمع طيب ومحافظ يحترم كل ما يأتي تحت مظلة الدين. واحترامنا هذا تحول إلى سلاح ضدنا، حيث ليس كل ما يقدم لنا كحقيقة شرعية مضمون النقاء من التوجيه السلبي النتائج. وكل ما يأتي لينحرف بالنشء إلى رؤية متطرفة أو إقصائية سواء لفئة النساء أو غيرها من فئات المواطنين أو غير المواطنين يجب أن يزال من حياتنا بدءا بالمنهج الرسمي حيث تتجذر مرئيات النشء والجيل القادم.

لست من المغرمين بتتبع السلبيات، أو التحزب لأي فئة، بقدر ما أهتم جدا كمواطنة تربوية معنية بالتنمية الشاملة بتصحيح الهفوات والأخطاء حيثما ترد. والتعليم هو ما يحقق النظرة الراقية سواء للمرأة أو للتنمية والتطور. وقد استغربت ممن استنفروا للرد مركزين ليس على خطأ ما ورد، بل على التساؤل عن القصد من التذكير به. أي أن ما انزعجوا منه أن نتذكر ما كان صيغة منهج الثقافة الإسلامية للبنين في طبعة 1429 مؤكدين أنه ألغي الآن من الطبعة الجديدة. ما لم يلغ طبعا هو التأثيرات السلبية للطبعات الأسبق في أذهان جيل أو أكثر.

وللحق، تأكيد بعض المتابعين والمتابعات إلغاء الفقرات المسيئة من المنهج طمأنني وأسعدني. وتستحق وزارة التربية والتعليم أن يعلن ما قامت به من التعديل، وتشكر عليه فهو نجاح إيجابي في حماية النشء من القولبة، يؤكد التزامها برؤية القيادة العليا في الوطن وقدرتها على تفادي دس أي مرئيات خاصة منحصرة الرؤية. ولكن الطبعة القديمة هي إثبات الاعتراف بوجود محاولات قولبة النشء وأرجو ألا يستمر الدس بأي طريقة.

وهي فرصة لأشير أن إعداد المعلمين وليس أعدادهم فقط مهم جدا. ليتدربوا على أساليب التعليم المتطورة، وليؤمنوا أن أهم أهداف التعليم هو إعداد النشء للفعالية في المستقبل، وليلتزموا بالهدف الحقيقي للتعليم وهو إنتاج جيل قادر على التطور لا منذور للتحجر.

وفق الله كل جهود التصحيح والتطوير، وإعادة الأمور إلى التوازن وإيجابية التأثير، ووعي التركيز على المستقبل.

 

حوار حضاري
«تطوير» لإعداد النشء للمستقبل
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة