ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 12/12/2012 Issue 14685 14685 الاربعاء 28 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لطالما كانت الصراحة وقول ما يريده الإنسان شرط راحته وانطلاقه دون قيود.. فأغلب العالقين في مكان ما.. في علاقة أو حين اتخاذ قرار.. لم يقولوا الحقيقة كاملة لأسباب شخصية أو من أجل الآخر.. لذا فمتعتهم ناقصة.. وتزداد نقصاً مع كل موقف يشعرون فيه أنهم مرغمون.. ولعلّ أهم سبب في ذلك.. يتمحور في السؤال المباشر.. هل تعرف حقاً ماذا تريد؟ ولماذا تريد ذلك بالذات؟ وأي شيء سيحققه لك. جرِّب أن تسأل أحدهم وسيعطيك إجابات عائمة كأن يقول أريد النجاح.. حسناً ما هو هذا النجاح؟ مادِّي أم عاطفي أم مهني أم اجتماعي أم ماذا؟! وما الذي سيحققه لك؟ أي شيء سيلمسه في داخلك ويمنحك السعادة أو الشعور الذي تحتاجه.. بالطبع لست أعقد الأمور.. إنما أريد فعلاً أن تعرف أين تكمن أسرارك ورغباتك التي تخرجك من دائرة المقبول والعادي.. إلى المطلوب. وهذا يذكِّرني بإصرار الجميع على ضرورة المسامحة والغفران.. لكنهم لم يحددوا كيف لهذا أن يفيد الإنسان ويمنحه الراحة والطمأنينة ليمضي قدماً.. وهو المتورّط بشعور القهر أو الظلم! لماذا عليه أن يسامح ويتجاوز الألم وكيف له أن يفعل ذلك؟ حتى وإن كان المردود الديني هنا عظيماً جداً يبقى أمراً بعيداً وتخيلياً وذا تأثير قصير المدى.. ليس لأنه لا يصدق العاقبة.. إنما طبيعة الإنسان غير المُحبة للانتظار وخصمها يتنعّم ويتقلّب أمامه.. في حين هو مسجون بين جدران وهمية بناها الماضي بخيباته وذكرياته التي تدفعه للانتقام أو الموت غبناً. ما يحتاجه من يشعر بالخيبة والظلم بسبب ظروف أو إنسان ظالم، أن يضع عدسة مكبّرة على الوضع لحظة حدوثه.. ويبحث عن مسؤوليته هو فيما وقع عليه من إجحاف.. أكان صامتاً أم خجلاً أم خائفاً.. وهل قاتل فعلاً من أجل حقه.. أم كان مطيّة سهلة الركوب! هل خدعت؟ أنت المسؤول.. لأنك من وافق على دخول وكر الثعالب دون بحث وتروٍّ وتقصٍّ.. وهنا فقط يصل إلى حقيقة كانت مغيّبة لفترة طويلة حول دوره فيما حدث له.. لأنه كان ضعيفاً خانعاً، وما يحدث الآن هو نتيجة طبيعية عليه أن يغيِّرها.. ليس بالانتقام أو الغرق في وحل جَلَد الذات وحتى دور الضحية.. فكلها حيل نفسية يتمسك بها الإنسان من أجل أن يرمي بالمسؤولية على أقرب عاتق ويعيش أبد الدهر وهو يلعن حظه.. عندها لن تكون بحاجة لأن تسامح أحداً..! نعم أنت المسؤول عن نفسك سابقاً والآن.. وإن كنت حينها طفلاً.. فبحسب قول أحد العلماء لا يحضرني اسمه “إنّ ما عانيته ممعاملة سيئة في طفولتك مجرّد تشخيص لحالتك”.. وليست سبباً لتقف في مكانك وتموت فيه.. وهذا يعيدنا من حيث بدأنا.. نحن بحاجة لنعرف لماذا نفعل ما نفعله.

amal.f33@hotmail.com
 

إيقاع
لا تغفر لأحد!
أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة