الرجل العاطل عن العمل في أي مجتمع لا قيمة لحياته.. لا قيمة لوجوده في أسرته! ولا قيمة لمركزه الاجتماعي سواء كان أباً أو زوجاً أو أخاً! لماذا؟

إن الرجل سواء كان في المجتمع الإسلامي أو غيره تعتبره المرأة النصف الآخر المكمل لوجودها في الحياة، وتنظر له المحقق لأمانها النفسي، والمُشبع لاحتياجاتها الأساسية المختلفة، ومهما تعاظمت الحجج بداخل النساء المتمكنات من احتياجاتهن وأنه باستطاعتهن حذف دور الرجل من حياتهن، فإنهن لابد سيشعرن بفراغ عاطفي أو نفسي لافتقادهن لوجود الرجل الحقيقي في حياتهن! ولكن هذا الوجود متى يكون حقيقياً ومتى يكون سراباً لا أمل منه؟ بلا شك عندما يفتقد الرجل للمميزات التي تُمكنهُ من إشباع رغبات المُكلف برعايتهم وتحقيق رغباتهم ومنهم المرأة العنصر المهم في حياته، لذلك سيكون وجوده لا قيمة له، وخاصة عندما يكون عاطلاً عن العمل ويفتقد للمصدر المعيشي الذي من خلاله يُعززّ من مكانته كعائل للأسرة، وكرجل مطلوب منه الكثير لتوفير ما تحتاجه الأسرة المسؤولة عنها!

والرجل العاطل أو الذي أعيتهَ الحيل والواسطات والتدخلات لوجود عمل يناسب احتياجاته ويغطي تكاليف معيشته وأسرته سيكون سبباً في الآتي:

- ستضطر زوجته للبحث عن العمل وترك المنزل الذي لا تتوفر به مقومات البيت الآمن والمُريح، لعدم وجود خادمة منزلية مناسبة لمتابعة أحوال المنزل بعد خروجها من منزلها مبكراً وعودتها متأخرة مرهقة نفسياً وجسدياً لقبولها العمل بوظيفة شاقة ولكنها زهيدة في مرتبها! وما يتبع ذلك من قصور في الواجبات الأسرية والزوجية مما سيتسبب ذلك في ازدياد المشكلات والمشادات بين الزوجين!

- شعور الرجل العاطل بانقلاب الأدوار وإحساسه بالدونية أمام زوجته وأبنائه يساهم في توتر العلاقة الزوجية والعلاقة الوالدية أيضاً، وقد يدفع ذوي الشخصيات الهشّة إلى التعاطي اعتقاداً منها بأنها ستبتعد عن همومها ومعاناتها، ولا تدرك بأنها تلقي بنفسها للقاع!

- تزيد ديون الأسرة عندما تتجه الزوجة للاقتراض من البنوك بهدف تشجيع الزوج للعمل في أي مشروع بسيط قد ينجح ويكبر ويكون مصدراً لثروة مستقبلية! لكن لعدم الخبرة والتخطيط تفشل مثل هذه الأحلام الصغيرة، لكنها قد تكون السبب في دخول الزوجة للسجن وما يتبع ذلك من آثار نفسية سيئة على الأسرة بكاملها، وبذلك ستتعرض الأسرة لدوامة من الحرمان أقوى من حرمان الأب لمصدر معيشي ثابت؟!

هذه الجزئية البسيطة من معاناة الرجل العاطل وأسرته التي تعاني منها كثيراً نساء الأسرة سواء كن زوجات أو أخوات أو أمهات، يعيشها للأسف أكثر من عاطل سعودي والذي كشفهم برنامج حافز بأنهم فوق الملايين! ولم يقدم لهم هذا البرنامج أي دعم نفسي أو اجتماعي لتلك الأسر التي عانت ومازالت من آثار البطالة التي لا ترحم!!