ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 14/12/2012 Issue 14687 14687 الجمعة 01 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لأن استشراف الحقيقة والدخول إلى المستقبل لا يكون إلامن خلال ربط الحاضر بالماضي للوصول إلى مستقبل مشرق تبرزفيه الحقيقة بكل إيجابياتها..ولأن التاريخ بمعناه العام هوالماضي والحاضروالمستقبل فإني كثيراً ما أتساءل:

ترى هل أمتنا العربية أصبحت على هامش التاريخ!؟هذا السؤال قادني وبشكل غيرمباشر إلى:هل ماضي الأمة وعمق هذا الماضي أدى إلى إغناء حاضرنا حتى تبقى تتعامل مع الماضي تعويضاًعن الحاضر...كنمطٍ من أنماط الهروب من واقعنا العربي المزري !!؟

نحن أمة تاريخٍ مليء بالمفارقات يُخْطَبُ فينا كل يوم من فوق منابرالأحداث وكأن من يخطب فينا سيصنع مناعباقرة لتاريخ يُشار إليه بالبنان إنجازاً ورقياً وتفوقاً يهزكيان الإنسانية جمعاء..!!!ألاوليت الذين يعتلون المنابر يعلمون أن الظلام والظلمة ليست محصورة على البصروالرؤية بالعين فقط..بل تشمل أيضاً بمعناها الواسع البصيرة والإحساس..القدرة وعمق التفكير ثم الشعور بالمسؤولية تجاه الأمة والوطن..والوقوف أمام كل التحديات والتيارات الساعية لحرمان الأمة من كل مايمكنها من الوقوف شامخة حرة تستضيء بفجرٍساطع يُبدد حجب الظلام...والمفارقة أن أدمغة الأمة تمتلئ بتلك الخطب البليدة التي سرعان ماتتوارى خلف ظلال جدران الحياة...وهذا هوسرالرقم [1434] !!رقم يشكل واقع أمة أصبحت خلاله عالة على عالمٍ يمور بالحياة والحركة والإبداع..عالمٍ اخترق فيه الإنسان حواجزالفضاء..وبنى الجسورفي أعماق البحار..وملأ مدننا وبيوتنا بما جعلنا نفغر فاه الدهشة ونحن نتبوأ مراكزالبلادة..نتطفل على موائد الآخرين ونقتات على ماتنتجه بلادالعم سام..وتنين الصين.. وزهرة أقحوان مزارات الشنتو اليابانية وكأننا لسنا جزءاً من هذا العالم المتحرك..تقزًمنا ونحن نلوك ونردد..فارس القفارى والصحاري حاتم الطائي خرج من بطون أرضنا...ومارثون سباق غزوالفضاء بطله عباس بن فرناس...وروائع الفردوس المفقود هونتاج عبقرية الإنسان العربي...فيا لتعاسة الأرقام التي يُحمِلُها الإنسان العربي تاريخاً يظل يفخربه..هووأبناؤه وأحفاده دون أن يضيف إليها شيئاً جديداًومختلفا ويميزه ليتباهى به في حاضره أمام العالم مثلما يتباهى بتاريخه وحضارته التي فرضت وجودها وتألقها في يومٍ من الأيام وكانت وكما قال الشاعرالعربي أبو فراس :

ونحن أناسٌ لا توسط عندنا لنا الصدرُ دون العالمينا أو القبر

تفاخر أبوفراس في زمنٍ كان للأمة فيه مجدٌ وحضارة..تباهى يوم أن قامت حضارة المنتصرعلى ركام حضارة المهزوم يوم أن كان السلف يسيروالعالم يسيرخلفه كما كان الفرزدق يرى :

ترى الناسَ ماسرْنا يسيرون خلفنا

وإنْ نحنُ أومأنا إلى الناس وقفوا

مات أبو فراس ومات الفرزدق وبموتهما ماتت حماسة الأحلام المنغرسة في ذاكرتهما وصارت أمتنا وكما تخيلها المتنبي:

ياأمة ضحكت من جهلها الأممُ...!!!!

لم يعدالافتخار الماضي يولد في أمتنا حماساً يميزها في حاضرها ومستقبلها..لم يعدالرقم [1434]وماقبله من أرقام..أرقاماً نحتفي بها كما تحتفي بأرقامها بلاد العم سام...وتنين الصين...وزهرة أقحوان مزارات الشنتواليابانية...لم يعدالرقم [1434] رقماً في سلسلة أرقام حضارة كانت قاهرة بالكلمة والقدرة المذهلة في بناء الحضارة التاريخية العريقة...والتي فشلت أمتنا في حاضرها أن تنهض وتبني كما أراد لها الشاعرالعربي الذي قال :

نبني كما كانت أوائلُنا تبني

ونفعلُ فوق مافعلوا

رائعة وجميلة وتأخذ بالألباب عبارة[ونفعل فوق مافعلوا] تشدني..وأحسبُ أننا سنفعل فوق مافعلوا ولكن!!مافعلوا ومايفعلونه هو ماتحمله أكتافنا..نتفاخر به وشماً على صدورنا.عرينا أنفسنا ولبسنا حضارة فرضت نفسها على واقعنا المعاصر..لكننا تقبلناها بصدور رحبة..نتفاخرونزهو بها فأصابنا الجمود والعجز...وتخلفنا عن اللحاق بركب التقدم والحضارة.فإذا كانت أرقام تاريخ حضارة ماضينا تمثل وشماً لايمكن أن يزول من عمق أرواحنا فإن الرقم [1434 ]الذي تنتسب إليه أمتنا سيبقى رقماً يتيماً في جعبة هامش التاريخ إن لم تستيقظ أمة العرب من سباتها.

zakia-hj1@hotmail.com
Twitter @2zakia
 

عود على بدء
ماذا يُشكل لنا الرقم 1434هـ
زكية إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة