ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 16/12/2012 Issue 14689 14689 الأحد 03 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أعتقد أن مجتمعنا يعاني من مشكلة مستعصية، ألا وهي عدم الإنصاف في الخصومة. الكثير من القضايا، والكثير من الإشكاليات التي يتداولها الناس في مجالسهم ومنتدياتهم يظهرون فيها بمظهر الناقم أو المنتقم، فلا إنصاف ولا براءة للذمة فيما يقولون ويذرون.

وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ توجيه رباني صريح للعدل كما أن الكره لا يجب أن يفقدنا توازننا ونظلم الآخرين يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المائدة آية: 8).

أثار تعجبي النقد غير الموضوعي من بعض الإخوة والأخوات لوزارة التعليم العالي، هذه الوزارة التي لا أبالغ إن قلت إنها في كل بيت سعودي، وجميع الأسر السعودية نالت من مشاريعها التعليمية قسطاً، سواء داخل البلاد أو من خلال برنامج الابتعاث الخارجي، هذا البرنامج الكبير كماً وكيفاً.

وزارة بهذا الحجم من العطاء لن تسلم من بعض الأخطاء في قراراتها أو رؤاها، ولكنها وكما أعلم فاتحة كل أبوابها لسماع الرأي والرأي الآخر، فنحن جميعاً شركاء في نتائج برامجها وجهودها، وأعلم علم اليقين ما يبذله الإخوة في هذا الوزارة من جهود كبيرة وعظيمة من أجل بناتنا وأبنائنا، ولكن جهودهم مهما كانت لن تكون في غنى عن آراء ومقترحات المواطنين وخاصة أصحاب الفكر وأصحاب التخصص. هذه الآراء وهذا المقترحات مرحب بها في وزارة التعليم العالي وفي غيرها من قطاعات الدولة التي تقدم خدمة للمواطن، ولكن ما يفسد عادة استفادة المسؤول سواء كان وزيراً أو مديراً من هذه الآراء والمقترحات هي طريقة تقديم الرأي أو المشورة، فليس من النصيحة وليس من سداد الرأي النيل من هذا المسؤول أو ذاك، فقضيتك يجب أن لا تكون شخصية، بل عليك أن تناقش الإشكالية ككونها إشكالية فقط، عند ما يكون النقد شخصياً ويتصيد كل كلمة وكل عبارة لهذا المسؤول ليجعل منها عنواناً لنقده وهجومه والنيل من سمعته فإنني أكون شبه متأكد بأن القضية ليست قضية إصلاح أو حب مصلحة المجتمع، وإنما هي حاجة في نفس هذا الشخص ليس إلا.

وزارة التعليم العالي، وزارة لها -كما أسلفت- جهود جبارة داخلياً وخارجياً، فهي متواجدة في جميع أنحاء الوطن كما أنها متواجدة تقريباً في جميع القارات الخمس، تبذل بقيادة وزيرها الذي الكل يعلم مدى إخلاصه وحرصه على خير الناس تربية وعلماً، ولكنني أعلم كما يعلم الوزير نفسه بأن الخطأ وارد، والتقصير ممكن والزلل قد يحصل، ولكن يهون كل هذا صلاح النية المقرونة بالعمل الدؤوب.

أكتب اليوم عن وزارة التعليم العالي كمثال فقط، وإلا الأمر ينطبق على الجميع، والسعي إلى توعية المجتمع بما له وما عليه, وقنوات التواصل الثقافي بين مؤسسات الدولة والمجتمع نخباً كانوا أو غير ذلك مطلب نتمنى أن نوليه العناية الكافية ونؤسس لخطاب نقدي بل أبعد من ذلك نؤسس لتواصل اجتماعي بين الطرفين يكفل للجميع مكانته وقيمته.

إنني لست من متتبعي الزلات ولا من دعاة تصيد العثرات، بل أحسب نفسي ممن يتلمس للآخرين العذر مهما كبر الخطأ، ولكن ما أسمعه وأقرأه من بعض المحسوبين على النخب لا يمكن أن يفسر إلا أنه إما تشف أو أنه بحث عن سمعة وصيت فقده يوماً ما.

تقوى الله لا يمكن أن تكون بمعزل عن حسن الظن بالآخرين خاصة ممن لم يظهر منهم سوء مارسوه بأنفسهم أو دعوة المجتمع لفاحش من القول أو الفعل.

أسأل الله ان يجعلنا دوماً من الذين إذا قالوا صدقوا، وإذا نظروا أبصروا، وإذا خاصموا أنصفوا.

والله المستعان،،،

almajd858@hotmail.com
تويتر: @almajed118
 

حديث المحبة
وزارة التعليم العالي.. وزارة القارات!
إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة