ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 17/12/2012 Issue 14690 14690 الأثنين 04 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

قد يتلمّس القارئ الكريم تجاوزي للسطحي من المظاهر الاجتماعية والغوص في لُجج الأسباب. لأن التمظهر أسهل بكثير من اعتناق الفكرة والإيمان بها. ولأن اكتشاف برمجة اللاوعي لأفعالنا أمر مستغلقٌ على الأغلبية. نعم.. اللاوعي، هذا المُحرّك الغامض الضخم، هو شغفي!

تتصرف المرأة بعفوية تامة حين تسعى لامتلاك رجلها. حتى أن مفردة «امتلاك» غائبة تماما عن وعيها. كل ما تعرفه أنها ترغب بقربه على الدوام، متابعة خطواته, تنقلاته، صداقاته. أن تكون أول أولوياته، لا تسبقها المهام ولا الوظيفة ، الهواية، الصديق ولا طموح. الأسباب غائبة تماما، هي فقط تشعر بتلك البهجة الغامرة حين تفرض هيمنها على قلبه, وقته, اهتماماته. تشعر بنشوة النجاح وتأكيد الذات جراء ذلك. لكن الأسباب غائبة تماما عنها.

ليس لوماً لها، إنما تحليلا محضاً للأسباب الدافعة لسعي المرأة العربية والسعودية تحديداً لامتلاك الرجل.

كرّست الثقافة المحلية تفوقّ الرجل، فيما همّشت وحطّت من قدر المرأة وقُدراتها. فتقليديات « العيب والممنوع» أتخذت دورها الرئيس في إتاحة حرية أكبر للرجل. مما سنح له خيارات وظيفية أكبر، وتنقلات أكثر حرية. مما حُرمت منه المرأة بغير وجه حق. ذلك ما ربط المرأة بالرجل برباط الاحتياج الدائم. ثانياً الموروث القصصي العربي والعالمي الذي رسم صورة للمرأة في أقصى حالات العجز والبؤس ثم ضخمت من صورة الرجل الذي صبّته في قالب المنقذ، الفارس والمخلص للمعاناة. مما ساهم بشكلٍ كبير في تشكيل ثنائية غير متكافئة من ناقص وزائد، أو عاجز وكامل. ثالثا: فرض المجتمع صورة للمرأة المثالية تتجلى وتنحصر في المرأة المنسحبة من نشاطات الحياة كافة في سبيل إسعاد الرجل. وتلك نقطة هامة جدا في موضوعنا ترتّب عليها الكثير من الدوافع التي أرى أنها أججت «المُلكية النسوية». فالمرأة في المجتمع لا تقيّم بمنأى عن الرجل. بحيث تنقص نقاطها في حال لم يتقدّم لخطبتها رجل، أو طلقها آخر أو أشرك بها زوجة. وستوصم في هذه الحالة بالنقص والعجز والفشل. فيما ترتفع أسهم مثاليتها عالياً لو ضحّت بوظيفتها ودراستها وهواياتها وتواصلاتها الاجتماعية لخاطر الزوج. مفهوم المثالية الذي فرضه المجتمع على المرأة رسم منهجيتها في تقييم الرجل بالضرورة. فالرجل المُحب في نظر المرأة هو من يتخلى عن طموحة وأصدقائه وهواياته من أجلها. هي تقيّمه بالضبط كما يقيمها المجتمع!.و المجتمع النسوي مُقيِّم بالدرجة الأولى. وصارم جداً في التقييم. وعلى قدر القيمة التي يضعها للمرأة تأتي الكيفية التي يعامل بها أفراد تلك المملكة الغامضة بعضهن بعضا. أسست عبارات كــ «وراء كل رجل عظيم امرأة» أساسها الأهم في تقييم المرأة وربطته بمدى قدرتها على صناعة رجل عظيم. تلك مسؤولية ضخمة وثقيلة على عاتق المرأة. فمهما كان «حظها» سيئا في اختيار الزوج الذي قد يكون غير مؤهل أو منحرف أو مريض أو جاهل، ستبقى قيمتها مرتهنة بإصلاح ذلك الرجل. وعليه سوف تُقيّم لدى بنات جنسها أولاً قبل الرجال. وعليهِ - أيضا - تتلقى المكافآت والدعوات والصداقات والمدائح.. المجتمع ضغط على المرأة وهي بدورها ضغطت على الرجل..

لو أننا حطّمنا أهم لبنة في جدار التقييم ذاك لسقط. وتخلصنا من تلك الدوامة المُريعة.

على المرأة أن تُدرك قيمتها بمنأى عن الرجل. عليها أن تُحبّ بذكاء وأن تدرك مدى حاجته للانطلاق والتحرر وتحقيق الذات. وأنه أمر ليس مهيناً لها ولا مُقللاً من حبه واهتمامه.

و على الرجل - أيضا - أن يفسح للخيارات أن تلوّن حياة شريكته حتى يساعد المجتمع في إتاحة الفرصة للمرأة أن تنهض بعوزها وأن تضع خطوتها الواثقة على طريق الاستقلالية والنجاح..

وقتها سوف ينعم الاثنان بحياة أسرية سوية واقفة على رجلين اثنتين. بدلا عن وقوفها على رِجلٍ ذكورية واحدة.. وتكتسب اهتمامات المرأة وطموحها لوناً جدياً فعالاً. فيتحول الرجل من «هدف» إلى شريك وحبيب تحبه بعقلها. وستجد لها « هدفاً» مُثمراً تكافح من أجله بالتأكيد!

kowther.ma.arbash@gmail.com
 

إني أرى
الذكاء العاطفي والمُلكيّة النسوية
كوثر الأربش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة