ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 19/12/2012 Issue 14692 14692 الاربعاء 06 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

صباح الجمعة، صباحٌ غريبٌ مختلف..

فتحت نافذة قلبي على إيقاع همسات صامتة، بلا صدى!

أيقظني حلم مزعج.. سهرت البارحة لأكثر من سبب وها أنا أستيقظ على حلم غريب، لا بد لي من نفض رداء الكسل، لا بد لي من يقظة والحلم المزعج لا يغادر ذاكرتي.. أحاول تذكر ما ينبغي فعله، أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأغير اتجاه نومي، هل كنت أنام على جانبي الأيمن أم الأيسر أم كنت بين بين! أوه.. لا أتذكر جيداً، أغيب مرة أخرى في النوم، أفتح عيني بعد دقائق على حلم غريب آخر، كنت أحيا تفاصيله بشكل عادي، لكن حين صافح عيني نور الصباح كنت وجلة، قلقة، خائفة من حلمي، سيتهمك بعض المثقفين - إن حدث وعلم أحدهم - بأنك امرأة كلاسيكية تؤمن بالأحلام وسيجعلون منك مادة للتندر والسخرية!

قلقي يرافقني وأنا أعد قهوة الصباح.. كم أعشق الصباحات الباكرة لكن دونما قلق، سقط من يدي أحد الأطباق وانكسر.. هل يعني هذا نذير شؤم؟! لا، لا أؤمن بالخرافات.. تذكري هذا سبب آخر - إن فعلت - للتندر..!

بعد قليل وأنا أتأمل أبخرة قهوتي يأتيني خبر..

***

يمامة هادئة تتهادى تارة حول الأغصان القريبة وتعود إلى عشها وتارة أخرى تتهادى فوق غيمة غامضة هي مزيج من أفراح قصيرة خاطفة وأحزان وهموم لا تفصح عنها.. أستعيد طيفها في خيالي، تصافحني ابتسامتها وصوتها الهادئ جداً الذي تحتاج كي تضمن وصوله إلى سمعك أن يكون كل ما حولك ساكناً هادئاً!

منذ أسابيع، بل منذ أشهر وأنا أفكر في لقائها أو محادثتها هاتفياً على الأقل، لكن.. قاتل الله التأجيل الذي يجعلنا في لحظة نغالب مشاعر الندم حين يغيب أحبتنا الذين ضربت المسافات بيننا وبينهم، لا بصفة الكراهية أو الخصام، لكنه صخب الحياة والأيام التي تأخذنا وتنأى بنا عن بعضنا البعض.. كم كانت تشبه النسمة في تلك الصيفيات التي تزورنا فيها (وتجمعنا مدينة الرياض) وإخوتها وبقية العائلة حيث كنا نقتسم الألعاب والأحلام وعذوبة (البرشومي) وحب الرمان، لم تستمتع كثيراً بمراهقتها فقد تزوجت باكراً وهي على عتبة السادسة عشرة من عمرها، منذ أتاني صوت قريبتي التي نقلت إلي الخبر أيقنت بأن أمراً ما قد حدث فهي لم تعتد الاتصال في هذا الوقت المبكر من يوم الجمعة..

برحيل حبيب أو عزيز لديك، تفقد جزءاً منك، أيامك وذكرياتك وروحاً كانت تملأ مساحة في وجودك، هي الغالية ابنة الأثيرة الأعز عمّتي، رحمة الله عليك (موضي).

***

* الموت هو الوجه الآخر للحياة، ورغم ذلك، هو آخر ما يمكن أن يحتل مساحة من توقعاتنا، خاصة حين يتعلق الأمر بأحد الأعزاء أو الأحبة.

 

فجرٌ آخر
فيض الذاكرة !
فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة