ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 21/12/2012 Issue 14694 14694 الجمعة 08 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

قصة قصيرة
(حمدان بن بهانة)
د. هشام السحار

رجوع

 

حمدان بن بهانة.. هكذا كان يعرف في القرية.. فعلى الرغم من أن كل من في القرية كان يعرف بهانة حق المعرفة.. وطالما سمع الكثير عن سفرها المتكرر.. وزيجاتها المتعددة.. فإن أحدا لم يعرف شيئا عن أبيه.. كان اللقب يلاحقه كظله.. وكان يثير في نفسه الكثير، فحاول منذ صباه المبكر أن يبز أقرانه في كل شيء.. كان ذكيا فتفوق في دراسته.. والتحق بالعمل تلو الآخر.. ولكن، كان دوما يلفه الغموض.. وتحيط به الشبهات.. اقترن اسمه بأعمال يخجل كل ذي خلق منها.. لكنه لم يهتم مادامت ستأخذه إلى حيث يريد.. تفانى في خدمة كبار القرية حتى صار علما في قريتنا.. يقدم عن سواه.. ويتصدر المجالس.... ولأن ذاكرة القرية محفورة على الهواء.. فقد صار حمدان من كبار القرية.. يلجأ إليه كل طالب لخدماته التي لا تنتهي.. ويرجع إليه في الأزمات.. تعاقبت على القرية عائلات كثيرة ولكن حمدان لم يفقد يوما نفوذه.. بل حرص الجميع على الاستفادة من خدماته الجليلة لهم.. فكان لا يأنف من تلبية طلباتهم مهما بلغت حقارتها.. فلكل شيء مقابل.. ولكل إنسان ثمن.. عاش حمدان عبدا لمبدأه هذا.. حتى بعد أن تقدم به العمر.. فلم يفكر يوما أن يرجع عن مسلكه الشائن.. ظن الجميع أن حمدان هو المثل الذي يصبو إليه كل واحد منهم ويتمناه حتى كان اليوم المشهود.. أصوات صرخات امرأة تشق سكون الليل.. هرع أهل القرية إلى حيث وجدوا حمدان عاريا تماما.. وقد ذبح كما تذبح الشاة.. ثار لغط بين الناس.. وبدأت تترامى إلى آذانهم قصص كان البعض يكتمها نفاقا أو خوفا.. حتى تجلت لهم الحقيقة عارية كالجسد الملقى أمامهم... لكن مرور الأيام في قريتنا يذيب الكثير من الحكايات.. كما تذيب شمس النهار عتمة الليل البهيم وعادت الحياة للقرية كعادتها.. وذهب حمدان ابن بهانة.. غير مأسوف عليه.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة