ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 22/12/2012 Issue 14695 14695 السبت 09 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

حينما نعى الديوان الملكي معالي الشيخ محمد بن عبدالله السبيل تداعت لي ذكريات عديدة مع هذا العلم الأصيل، رحمه الله.

ففي أيام دراستي الثانوية الجامعية، وفي أثناء قدومنا للحرم الشريف لأداء العمرة خصوصاً في شهر رمضان كان صوته المميز وتلاوته غير المتكلفة تهز جنبات الحرم المكي.

وكانت صلاة العشاء تحديداً التي أسندت إليه منذ سنوات طويلة يترقب الناس فيها تلاوة آدائه الرخيم.

جمعتني بالشيخ -رحمه الله- مجالس عديدة منذ سنوات حيث كنت لا أتردد بلقاء فضيلته إبان إمامته للحرم ورئاسته لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وأذكر أنه في سنة 1419هـ كنت أقدم برنامجاً إذاعياً معروفاً في إذاعة القرآن الكريم « في موكب الدعوة « وزرته في مكة وطلبت منه رحمه الله لقاء مطولاً عن حياته وسيرته بعد أن انصرفنا سوياً من صلاة العشاء في المسجد الحرام.

فاحتفى بي كثيراً كعادته مع الآخرين بما وهبه الله من خلق كريم وسجايا حميدة أجمع الناس عليها وابتسم لي ابتسامة الوالد لابنه معتذراً بأن ليس لديه ما يحسن قوله وبيانه.

وقال: عليك بالعلماء الكبار الذين يستفيد الناس منهم، مع أنه عضو في هيئة كبار العلماء وغيرها من المجامع الفقهية الكبرى لكنه التواضع الذي طالما التحف به في حياته رحمه الله.

وكانت علاقته مع العم الشيخ حمد المشوح، وكلاهما من تلاميذ سماحة العلامة الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- علاقة متميزة فقد عملا مدة طويلة ناهزت ثلاثين عاماً، كما كانت طريقاً لي لود كبير جمعني به.

لقد غادر الشيخ محمد السبيل -رحمه الله- بريدة إلى مكة بترشيح خاص من شيخه الشيخ عبدالله بن حميد ليكون إماماً للحرم المكي الشريف سنة 1385هـ.

وقد سبقه الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- تعيناً سنة 1384هـ

وقد أقام الشيخ محمد بن سبيل سنوات عديدة في بريدة مدرساً وإماماً

فقد أمَّ في مسجدين من مساجد بريدة، وهما: مسجد الدبيب حيث أمَّ فيه من 1377هـ حتى 1382هـ ثم انتقل إلى جامع الأمير عبدالله الفيصل «الجردان» سنة 1382هـ حتى عام 1485هـ.

ومن اللطائف في ذلك أن كلاً من المسجدين توليت الإمامة فيهما أيضا، ولكن بعد ذلك بأكثر من خمسة وثلاثين عاماً.

كما أنه قام بالتدريس في معهد بريدة العلمي عدة سنوات إبان إدارة شيخنا العلامة محمد العبودي للمعهد.

كما شرفت بدعوته إلى الثلوثية يوم الثلاثاء 4/11/1423هـ وتحدث في تلك الليلة بما يفيد الناس وينفعهم.

كما أشار إلى عدد من محطات حياته في إمامته للحرم المكي الشريف التي ناهزت أربعين عاماً وبعض المواقف التي تعرض لها والتي كان من أبرزها فتنة جهيمان سنة 1400هـ حيث كان هو الإمام في صلاة الفجر في ذلك اليوم.

لقد وهب الله الشيخ محمد السبيل أخلاقاً عالية استطاع من خلالها أن يدلف إلى قلوب الجميع خاصة أهل مكة كبيرهم وصغيرهم. وكان قريباً من الجميع في مناسباتهم وأفراحهم وأحزانهم، وكانت ابتسامته التي لا تفارقه معبرة بوضوح عن تفاؤله وصفاء سريرته.

وقد شرفت أيضاً بالتقديم لمحاضرة لمعاليه في دارة الملك عبدالعزيز سنة 1423هـ وإدارة الحوار بينه وبين الحضور. وكانت المحاضرة في قصر المربع الشهير، ثم شرفت لاحقاً بالجلوس مع فضيلته بمجالس عديدة في حضرة شيخنا العلامة محمد العبودي حيث ارتبطا بصداقة قديمة جميلة خالصة.

وكان كلما قدم إلى الرياض قام بزيارة للشيخ محمد العبودي ويتذاكران أخبار العلماء والأقران وبعض المسائل العلمية والتاريخية، وكان ثالثهم الذي يأنسون به كثيراً الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل رحمه الله.

وأذكر أنه في يوم الجمعة 6/11/1422هـ دعا شيخنا محمد العبودي -حفظه الله- صديقه فضيلة الشيخ محمد السبيل -رحمه الله- بحضرة الشيخ عبدالله بن عقيل رحمه الله وكانت ليلة حافلة بالمناقشة والمطارحات العلمية والتاريخية استمرت أكثر من خمس ساعات متواصلة.

كان يظهر بين الثلاثة ود عجيب وألفة قديمة وود صادق، وقد أسهب شيخنا محمد العبودي في ذكر الكثير من ذكرياته مع الشيخ محمد السبيل وصداقته معه في كتابه المخطوط « معجم أسر البكيرية «

لقد عاش -رحمه الله- في نفع عظيم للناس مشاركاً في كل محفل أو جمعية أو منشط فيه نفع للناس مثل جمعية تحفيظ القرآن وجمعية الراغبين في الزواج.

وكان لوجوده أثر في ثقة الناس وتدفق الدعم لهم لما يحظى به من تقدير بالغ لدى الجميع.

وكانت أخر صلاة له في المسجد الحرام إماماً هي صلاة العشاء في 11 ربيع الأول سنة 1428هـ.

ومن أبرز وجوه ومعالم شخصيته رحمه الله ذوقه وحسه الأدبي وهو ما يلحظه من يقرأ خطبه ويستمع إلى أحاديثه فهو متقن للغة، درَّس مدداً وأزمنة طويلة ألفية ابن مالك وغيرها من متون النحو والعربية.

كما أنه يحمل ذائقة شعرية، بل إنه شاعر متميز له ديوان سبق طبعه، إضافة إلى قصائد ومراثي عديدة.

أشهرها مرثيته المؤثرة في والده عبدالله السبيل وشقيقه وشيخه الشيخ عبدالعزيز السبيل رحمهما الله وغيرهما كثير.

وهذه بعض محطات حياته:-

« ولد في محافظة البكيرية بمنطقة القصيم سنة 1345هـ.

« عين إماماً وخطيباً ومدرساً في المسجد الحرام سنة 1385هـ.

شيوخه.

« حفظ القرآن الكريم في بلدة البكيرية، وطلب العلم فيها وفي بريدة وفي مكة على عدد من العلماء منهم:-

-والده الشيخ عبدالله بن محمد السبيل

-وشقيقه الشيخ عبدالعزيز السبيل قاضي البكيرية

-وسماحة الوالد الشيخ عبدالله بن حميد، رئيس مجلس القضاء الأعلى.

-وفضيلة الشيخ صالح بن عبدالله الشاوي، رحمة الله عليهم أجمعين.

حصل على عدد من الإجازات العلمية كإجازة في الحديث من الشيخ عبدالحق الهاشمي، وحصل على إجازة حديثية من الشيخ أبي سعيد محمد نور إلهي، وإجازة في القرآن الكريم من الشيخ سعدي ياسين اللبناني عضو رابطة العالم الإسلامي.

حفظ خلال مدة دراسته عدداً من المتون العلمية، منها: زاد المستنقع في الفقه وبلوغ المرام في أحاديث الأحكام، والرحبية في الفرائض، والبيقونية في مصطلح الحديث، وملحة الإعراب للحريري في النحو، وألفية ابن مالك في النحو أيضاً، وغيرها من المتون والقصائد.

رحم الله الشيخ محمد السبيل وأسكنه فسيح جناته، وبارك في عقبه وأنجاله، إنه سميع مجيب.

d-almushaweh@hotmail.com
فاكس: 014645999
 

الشيخ محمد بن عبدالله السبيِّل «رحمه الله»
د. محمد بن عبد الله المشوح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة