متابعة للخبر المنشور في صحيفتكم يوم السبت 2 صفر، بعنوان (تعليم شقراء يبحث خطط ومعوقات الإعلام الجديد)، أقول معقباً: إن سياسة إدارة محور التعليم، التي تعتمد المركزية، تعبر عن الرأي الواحد والفكر اليتيم، وستظل تلك المنظومة تدور في محورها، ولن تتعداه إلى أفق أرحب وأوسع، وسيعاني من هذا التوجه كل من ينتمي لتلك الجهة العلمية. يقول أبو نواس:

«فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفةً

حَفِظْتَ شَيئاً وغابَتْ عنك أشياءُ»

فالتعليم ليس تعاميم وزارية توجَّه للمدارس ومتابعتها ومحاسبة المقصرين في الميدان، وجعل هذا التوجه هو الهدف الأول من عمل إدارة العلم من باب فرض قوة الشخصية. التعليم هو فكر يبحث عن أرضية خصبة لدمج المجتمع التعليمي فيها لتبلور نتاجاً مثمراً، يشترك فيه أصغر متعلم وأكبر مسؤول داخل المنظومة العلمية التي تبحث عن التنافسية والارتقاء. والمتتبع لخط سير التعليم في شقراء يلحظ من هذا العام وتيرة صعوده وتعديل مساره لمواكبة التطور والتطوير اللذين تنتهجهما وزارة التربية والتعليم؛ فالفكر الأكاديمي يختلف عن الفكر التقليدي، وهذا ما طالب به بعض المعلمين العام الماضي عندما قابلنا وزير التربية والتعليم في مدينة الرياض عند اجتماعه بأعضاء المجالس الاستشارية للمعلمين ومديري التعليم على مستوى المملكة، وكانت مداخلتي تتمحور حول تسنم مديري تعليم مؤهلين أكاديمياً، لا يقلون عن مؤهل الماجستير، إدارة التربية والتعليم. والهدف من طرح مثل تلك الأطروحات أمام مسؤولي الوزارة وأصحاب القرار هو البحث عن الفكر المتجدد وليس المتجمد؛ كي نحظى نحن في الميدان بأرضية تتيح لنا تطوير الذات من خلال الممارسة التعليمية التي ستنعكس على التعلم بصفة عامة، وسننهل من هذا الفكر المتجدد الذي سينعكس على الأداء العام بصفة عامة؛ ففي بداية هذا العام دشنت إدارة التربية والتعليم بشقراء أول مشروع على مستوى المملكة يحتفي بالعام الجديد من خلال مهرجان (مدرستي الحلوة) داخل خيمة تربوية ضمت أركاناً وأجنحة ومسرحاً للطفل وقرطاسيات ومسابقات وهدايا.. فهذه البداية للعام الدراسي محفز كبير للتربويين للبذل والعطاء بسخاء لتتوج هذه النهضة العلمية بزيارة معالي نائب وزير التربية والتعليم د. خالد بن عبدالله السبتي، وكان برنامج الزيارة شاملاً ومتنوعاً، أبهر ضيوف المحافظة وتربويي الإدارة، فحتى الطلاب عقد معهم النائب اجتماعاً خاصاً من باب إشراك طلبة العلم من الشباب وبحث وجهات نظرهم كونهم المعنيين بالعملية التعليمية. كل ذلك الحراك التعليمي في بداية الفصل الدراسي الأول يبعث على التفاؤل بتخطي سلبيات ومعوقات الأعوام السابقة التي كادت تعصف بمكانة وسمعة شقراء التعليمية. فالشفافية والوضوح والسواسية هي ركيزة الإدارة الناجحة، وفي حال انعدامها سينعكس بالتالي على الإنتاجية والتقدم والمنافسة.

عبدالعزيز بن سعد اليحيى - شقراء