ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 23/12/2012 Issue 14696 14696 الأحد 10 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ليس أبشع من جريمة قتل يكون ضحيتها أحد الزوجين مهما كانت مبرراته!، وأن يرفع أحدهما السلاح في وجه الآخر فهي مأساة وكارثة ومصيبة!

وحتى لو تمَّ القصاص، فإن الخسارة ستتضاعف بكسرة في نفوس الأبناء وفاجعة في قلوب الأسرتين!

وفي أي حادثة يكون ضحيتها زوجاً، قد يتعاطف البعض مع الزوجة، لأن حمل السلاح والقتل ليس من طبيعة المرأة التي ميّزها الله بالعاطفة، ووضع في قلبها صفة الخوف ولا سيما من منظر الدماء، عدا عن الفكرة ذاتها.

ولعله من غير المستغرب أن نسمع عن مقتل رجل بيد آخر، سواء بسبب مشاجرة أو أخذ بثأر أو باستفزاز أو حتى غيلة.. لكننا نادراً ما نسمع عن مقتل امرأة بيد أخرى فضلاً عن قتلها رجلاً!

وقد نتفهم نوازع المرأة للدفاع عن نفسها، إلا أن فكرة الاعتداء والترصد بالقتل، قد لا تكون حاضرة عندها، برغم حالات القسوة والعنف الموجهة لها، ومقابلتها ذلك بالصبر أو الهروب لأهلها أو اللجوء للجهات المختصة، بحسب ما تنشره الصحف والمواقع وهيئات وجمعيات حقوق الإنسان.

إن استغلال الرجل لضعف المرأة الاجتماعي وإهانتها وتهميشها يُعد ظلماً واعتداءً على إنسانيتها، وتعسُّفاً في استخدام مفهوم الولاية المغلوط والذي يعني شرعاً الحماية والرعاية وليس الاستبداد والطغيان!

إن إدراك المرأة حالياً لحقوقها الشرعية والمدنية ووقوف بعض الأنظمة الإدارية والقضائية والحقوقية دون تمكينها من الحصول عليها، واستحواذ الرجل وتحكمه الكامل بمصير المرأة برغم بلوغها سن الرشد النظامية، يُعد من الأسباب والبواعث التي تدفعها لسلْك طرق وأساليب غير سليمة، كالهرب من المنزل أو محاولة الانتحار أو حتى القتل.

وهذه الطرق - بلا شك - وسيلة الضعيف العاجز المُثخن بجراح الاضطهاد والقهر، المُترع بكؤوس الذل والمهانة.. ولا بد من تجريم هذه الأفعال، وتهذيب فاعليها بالأساليب الشرعية المناسبة مع دراسة أسبابها وعلاج موجباتها وتوجيه الرجل للتعامل الصحيح مع المرأة كونها إنساناً أولاً، وشريكاً ثانياً، وزوجاً مكمّلاً للرجل وليست خصماً أو عدواً.

ولئن كانت الحوادث المأساوية من جرائم الاعتداء بالضرب أو القتل بين الأزواج مقلقة، وتشعرنا بالتوتر إزاء بنية الأسرة السعودية واستقرارها، فإنها تُشير لظاهرة خطيرة تُهدد الوضع الأسري وأمنه وسلامته.

وأياً كانت سطوة القمع والاضطهاد، وقسوة الظلم تجاه المرأة؛ فإنها لا تُكَف ولا تُوقَف بالقتل، لأنها تُضعف موقف المظلوم، وتُضيِّع حقه، وتُشتت الحقيقة.

فلا تقتليه، لأن القتل يُساوي بين المعتدي الجائر وبين المدافع المظلوم، أياً كانت الدوافع!!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
لا تقتليه.. فإن القتل يهزمك!!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة