ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 23/12/2012 Issue 14696 14696 الأحد 10 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الإسلام يحرم الربا
أحمد علي الأحمد

رجوع

 

تحدث القرآن عن الصدقة، ثم أتبعها بالحديث عن الربا، وكشف عما في عملية الربا من قبح وبشاعة، ومن جفاف في القلب وشر في المجتمع، وفساد في الأرض، وهلاك للعباد.

إن الذين يأكلون الربا ليسوا هم الذين يأخذون الفائدة الربوية وحدهم وإنما هم كل المتعاونين على إجراء العملية الربوية، قال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة: 275)، وقال سبحانه: {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (البقرة: 281)، وقال سبحانه: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} (البقرة: 276).

ولما كان الجانب المادي هو أساس كل تشاحن أو بغضاء لأن الشح قد زاد والطمع قد انتشر، فإن الإسلام حرص على أن يطلب من كل فرد أن يحصل على رزقه الذي يوفر له حياة مستقرة بطريقة مشروعة.

جاء الإسلام وأفرغ جهده في تجفيف منابع الشر، يزيل الحواجز التي قطعت ما بين الناس من صلات التراحم والتعاون وأخذ يبني مجتمعا قويا متماسكا، فحث على التعاون والأخذ بيد الفقير حتى يسير الناس على إنسانيتهم الفاضلة قال الله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ..} (البقرة: 261) إلى أن وصل قوله تعالى إلى {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} (البقرة: 280). إن الإسلام يريد بناء مجتمع قوي متماسك البنيان ويسد كل أبواب الاستغلال، بل يمكن اعتبار الربا جريمة سياسية إذ ثبت أن الغزو القائم على الربا كان تمهيدا للاحتلال العسكري والاقتصادي، لأن بعض دول الشرق اقترضت بالربا ففتحوا الأبواب للمرابين الأجانب حتى تسربت الثروة إليهم، واليهود لهم اليد الطولى في الربا والاصطياد في الماء العكر، وأصبحوا الأصابع الخفية التي تحرك الاقتصاد العالمي والأحداث في العالم وتسنى لهم التحكم بمصير كثير من الدول حتى أصبحوا يمتلكون الثروات والسيطرة على البنوك العالمية الربوية وأصبحت الإمبراطورية اليهودية هي التي تتحكم في الدول الكبرى وفي صناعة القرار فيها.

المرابون اليهود هم الذين يعملون في الخفاء لامتلاك الأمول بأية وسيلة وهم الذين يسيطرون على ثروات أوروبا وأمريكا.

وأصبحت تلك الدول تخطب ودهم كسبا لرضاهم.

إنهم يبذلون قصارى جهدهم لجني الأرباح الفاحشة من الحروب والمعاملات الربوية، وقد أدى ذلك إلى قدرتهم على امتلاك السلاح وشراء المناجم، وامتلاك المواد الكيماوية وهم الذين استطاعوا إلحاق الخراب بخوط الإمداد، ومنع وصول الذخائر والطعام إلى جيوش نابليون وكان من جراء ذلك إجبار نابليون على التنازل عن العرش وهزيمته.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة