ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 25/12/2012 Issue 14698 14698 الثلاثاء 12 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

للعطاء مع هذا الرَّجل قصة.. وللبذل في قاموس “بن جميعة” ألف حكاية وحكاية.. والوطن وعلى وجه الخصوص “حائل” له ولها الصدارة والأولوية في جميع أعمال وتحرُّكات واستثمارات وتبرعات “أبي فهد”.. القرآن الكريم وحفظته وحلقاته.. والمساجد “منارات الله في الأرض”.. والجامعات السعوديَّة “مواطن العلم وبيوت العلماء”.. والأندية الرياضيَّة والأدبيَّة.. والصحة والإعلام.. والجمعيات التعاونيَّة والخيرية.. والملتقيات السياحيَّة والزراعيَّة والثقافيَّة والاقتصاديَّة.. والمناسبات الاجتماعيَّة الحائلية الرسمية والشعبية.. والطبقات النخبوية والمتوسطة ومن تعيش تحت خطّ الفقر ومن هم في الظل والمتقاعدين والعاجزين والمنكوبين... كل هذه الأماكن والشخوص والشرائح المجتمعية المختلفة تعرف جيّدًا من هو المواطن علي الجمعية، وماذا يعني هذا الاسم حين يكون هنا، مع أنّه بتواضعه ودماثة خلقه وحسن سجاياه يهوى السكون ويعشق العمل بعيدًا عن الأضواء ويقدم ما تجود به نفسه بصمت دون ضجيج أو صرير أقلام.. يشعرك وأنت ترحب به وقد شرَّف هذا المكان أو ذاك أَنّك أنت صاحب الفضل عليه أن يسَّرت له سبل البذل وقبلت مشاركته في هذا العمل الوطني الخير المبارك.. يرفض كل الألقاب (أنا لم أكن أحمل لقب “الشيخ” من قبل.. كنت وما زلت وسأبقى أحمل لقبًا يلازمني ويشرِّفني أكثر وهو مسماي الحقيقي، المواطن: علي بن محمد الجميعة، كلمة مواطن هذه شرف جميل لي، وهذا يوجب علي أن أكون خلية من خلايا المجتمع العاملة لا الخاملة، الصَّالحة المصلحة لا الفاسدة المفسدة لا سمح الله).

ليست هذه الأماكن ولا هؤلاء النَّاس هي وهم فقط من يعرف هذا الرَّجل الرمز بل حتَّى الورق كان له معه حكاية عشق وتبرئة ذمة، بدئها بعرائض النصح لوَلِّي الأمر وختمها قبل أشهر معدودة بحديث مع نفسه شيق وشاق.. حكاية سبعة وسبعين عامًا، حقها أن أفرد له سلسلة مقالات تحليلية في قادم الأيام بإذن الله.

رائع هذا الرَّجل حين يحدثك عن مدرسة الحياة.. مبدع هذا الإنسان حين يعطيك درسًا في العمل من أجل مستقبل هذا الوطن وبالأرقام المبنية على التحليل المستندة للدَّليل المنبثقة عن التفكر والتفكير.. يعشق الأرض حتَّى النخاع، ويهوى الغرس والزرع، ويعتقد جازمًا أن الزراعة هي خيارنا الإستراتيجي في هذا الوطن المبارك.

هذا هو علي الجميعة المواطن الرمز والمثل القدوة للشاب الباحث عن موطئ قدم في ميادين الضرب في الأرض.. والأنموذج الحي في اليد العليا التي تنفق بسخاء وتبذل بكرم وتقدم بلا حساب، ولذا بصدق لم أتفاجأ حين وصلتني بعد مغرب يوم الأربعاء الماضي رسالة قصيرة عبر جوالي الشخصي تبشر بتبرع المواطن علي الجميعة بخمسة ملايين ريال لإنشاء مركز حي تابع لجمعية الملك عبد العزيز الخيريَّة للخدمات الاجتماعيَّة بحائل، فهو من يحمل هم الشباب ويبادر لدعم مشروعات الخير ويشارك بماله ونفسه وولده ويبذل وقته وجهده رغم كبر سنه من أجل جمع الكلمة واحتواء الناشئة وتنمية القدرات وتوظيف الطاقات فيما يعود عليهم وعلى أوطانهم وأهليهم بِكلِّ خير، فالشكر لله أولاً أن جعل من بيننا ومعنا أمثال هذا الرَّجل الألف والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير المنطقة رئيس مجلس إدارة جمعية الملك عبد العزيز الخيريَّة للخدمات الاجتماعيَّة بحائل الذي ذكر هذا الرَّجل بخير، وأثنى عليه في اثنينيته العامرة بما يستحقُّ، وأمر بتسمية أحد شوارع حائل المدينة باسمه، وبطاقة إجلال وإكبار مُطرَّزة بالحب مزدانة بالتبجيل مزهوة بالوفاء والتقدير للمواطن الرمز علي بن محمد الجميعة اعترافًا مني بالفضل لأهل الفضل، وهنيئًا لنا بوطن هؤلاء هم قادته وهذا هو شعبه وتلك هي أفعاله ومبروك للجمعية مركزها الثاني والأمل أن يتبع ذلك مركز ثالث ورابع وخامس، والفضل لله أولا، ثمَّ لِمَنْ سبقوا في التأسيس والبناء والدعم والعطاء وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنَّاته الذي تبرع بتأسيس أول مركز حي في حائل بمبلغ خمسة ملايين ريال وهو اليوم يشرّف بحمل اسمه ويقدم خدماته بِشَكلٍّ رائعٍ ومتميزٍ، ليس هذا فحسب بل أمر بدعم الجمعية من قبل مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيريَّة بمليون ريال سنويًا، وأعتقد أن هذا العطاء الفياض كان وما زال مستمرًا حتَّى بعد موته وهو ما تعهد به صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان رئيس مجلس الأمناء وصرح به لوسائل الإعلام في أول اجتماع للمجلس بعد وفاة “سلطان الخير” بأيام، فجزاهم الله عنَّا نحن أهالي حائل وساكنيها كل خير، وأثاب من بذل وأعطى سواء بماله أو فكره أو وقته أو جهده وجاهه الخير كل الخير، ودمت عزيزًا يا وطني وتقبلوا صادق الودِّ وإلى لقاء والسلام

 

الحبر الأخضر
المواطن «علي بن محمد الجميعة» «ومركز حي جديد»
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة