ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 25/12/2012 Issue 14698 14698 الثلاثاء 12 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هل سبق اسم ونشاط المخرجة السعودية هيفاء المنصور فيلمها الأخير (وجدة)، ليمنحه هذا النوع من الانتشار والتميز..؟

قد يكون ذلك صحيحاً، فالأشخاص المبدعون لهم بصمة دائمة يندر أن تخيب ظن المتابعين لهم، وكذلك فعلت هيفاء في فلم مباشر وسهل وممتع.

“وجدة”، من الود والوجد والحب، هكذا جاء اسم فلمها الرابع على ما أعتقد، فقد سبق للمنصور أن أخرجت ثلاثة أفلام قصيرة قبله.

طفلة في العاشرة من عمرها تقول لنا ببساطة إن وضع المرأة السعودية غير مثالي، بل قد يكون صعباً، لكن الرغبة في التغير والتطور تقود لمعرفة الذات، والتعرف على الأشياء العادية والتلقائية ووضعها في مكانها الطبيعي دون تزويق أو تحريف. مع قوة حضور المكان، الحارة، البيت السعودي، حيث يأخذك إلى درجة تجعلك جزءاً من جغرافيته وتكوينه، فيما لو اقتحمت الفضاء المحرم على الذكورية- “مدرسة البنات” لتعرضها على الشاشة في سابقة عن إصرار وترصد.

وهذا في اعتقادي بعض أسرار شغلت عشاق السينما من فينسيا إلى دبي، تقديرا للحب والحياة.

صحيح أن السينما في السعودية تظل الأقل حظاً من باقي الفنون القائمة والمتعثرة وحتى المحجوبة محليا، لكنها تثبت مع كل مرة، ومع ظهور عمل سينمائي مميز أن الشاشة الكبيرة مهما صغرت هي الأقدر على التأثير والتبشير بالأفكار الحية.

“وجدة” بتمردها ورغبتها في تحقيق الذات بالتميز تتجاوز السائد، بل ترفض الركود لتحقيق حتى أمنياتها الصغيرة -الحصول على دراجة-.. “دراجة” الرمز للطموح، أو للذات أو لتحقيق هدف.. لكنها رحلة أيضا بين سلسلة قضايا وتعقيدات العلاقة مع الرجل، وحركة النساء وتنقلهن مع حظر قيادة السيارة، كما هو وضعها تحت المراقبة المستمرة، والجميل أن هيفاء تأخذنا باختزال سلس وممتع بين هذه المطبات الحياتية وصعوباتها للمرأة السعودية.

بالنسبة لي أجد قيمة مضافة للفيلم، ورغم استعانته بطاقم فني أجنبي في التصوير، إلا أنه صور في الرياض رغم كل المصاعب التي تحدثت عنها مخرجته، إلا أنه حصل على تصاريح تصوير داخلية، وهو أمر مشجع ويفترض في وزارة الثقافة والإعلام تسهيل هذه المهمة للمنتجين دائما.

ملفت في “وجدة” أنه لم يخلق حالة من التصادم مع طرف، لكنه تجريد فني جميل وراق لواقع ما، واقع قد يكون صادماً للبعض، وقد يكون مقززاً للبعض الآخر، وقد يكون مقبولاً عند آخرين، وكأنها تقول لنا الفن لا يهاجم إنه يقدم الصورة كما هي على الشاشة الكبيرة، ولا حاجة لضحايا أو شعارات، مشاهد يفهمها الجميع دون تعقيد أو تورية، فقط حقنت مساحات مغيبة بالضوء. ولتتركنا بين جدلية زمنية ذكية بين الأم والابنة، بين حلم الدراجة وحلم الزوج -الأب- “حين أنتج فيلماً أنظر لنفسي على أني فتاة أتيت من مجتمع محافظ وأحاول أن أتوازى مع هذا المجتمع وألا أكون غريبة عليه. أنا أضع لنفسي حدوداً أتحرك فيها”.

“فقط أقدم أفلاماً تمثلني وتجعل صوتي موجوداً، كامرأة من السعودية”. هكذا تقول هيفاء المنصور، مخرجة الفيلم السعودي الذي اختير كأفضل فيلم عربي في مهرجان دبي السينمائي2012.

 

وجدة.. “صوتي كامرأة من السعودية”..!
ناصر صالح الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة