ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 25/12/2012 Issue 14698 14698 الثلاثاء 12 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

رحم الله الشيخ محمد بن عبدالله السبيِّل
محمد بن ناصر العبودي

 

 

 

 

 

 

 

 

رجوع

 

توفي الشيخ الجليل محمد بن عبدالله بن السبيِّل رئيس شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي السابق وإمام المسجد الحرام رحمه الله.

وقد نشرت الصحف نعيه وكلمات في بيان علمه وعمله وحسن خلقه وهو جدير منها بأكثر من ذلك.

لقد عرفت الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد السبيل طالب علم كان يحضر بصحبة شقيقه الشيخ عبدالعزيز في البكيرية وهو أكبر منه سناً بكثير فيسلم على المشايخ والعلماء في بريدة وبخاصة شيخنا الشيخ العلامة عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله وجزا الله عنا خيراً.

ثم عرفته معرفة أوثق وأكثر استمراراً عندما فتح المعهد العلمي في بريدة عام 1373هـ وعينت مديراً له والتحق الشيخ محمد بالمعهد مدرساً واستمر فيه طيلة بقائي مديراً له لمدة سبع سنوات إلى أن نقلت إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة منذ تأسيسها في عام 1380هـ وكانت في ذلك الوقت مجرد فكرة لم تخرج إلى حيّز التنفيذ إلا بعد شهر وبقي الشيخ محمد السبيل مدرساً في المعهد العلمي حتى عام 1385هـ حين تم نقله إلى مكة المكرمة إماماً للمسجد الحرام الذي كان يقوم على أمره آنذاك شيخنا الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله.

وفي عام 1390هـ عين نائباً لرئيس الإشراف الديني على المسجد الحرام ثم نقل عملي آنذاك من وظيفة الأمين العام للدعوة الإسلامية في الرياض إلى رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة.

وبذلك أصبحنا نسكن في بلد واحد هو مكة المكرمة وبذلك استمرت الصلة بيننا.

وقد عين الشيخ محمد السبيل عام 1411هـ في وظيفة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي برتبة وزير وفي عام 1421هـ انتهى عمله بناء على طلبه.

لقد كان الشيخ محمد السبيل مدرساً ناجحاً بالنسبة إلى عمله مع طلابه وزملائه وكان لي أخاً وزميلاًً وصديقاً لا أذكر أنه تسبب في مشكلة واحدة لإدارة المعهد العلمي أو طلابه بل على العكس من ذلك كان يسعى إلى حل أي إشكال يحدث وكان هو المدرس الذي جمع بين العلم والعمل، البشاشة في الوجه، وحسن البهجة.

وكان على ذلك محباً للبحث العلمي حريصاً على جمع الفوائد والكتب.

أما في حب النادرة والغوص على النكتة الرصينة فإنه كان المثال الجيد على ذلك.

إذ كان يحفظ شعر كثيراً من شعر المتقدمين ويتذاكر فيه ويستشهد به مع زملائه، وله إلى جانب ذلك شعر جيد نقلت منه ما يكفي في معجم أسر البكيرية الذي لا يزال مخطوطاً.

ومن أحاديثه الطريفة أنه قال لي سوف أخبرك بشيء، لقد قررت أن أتزوج، فقلت له إن عندك خيراً فقال إن عندي خيراً كثيراً ولكن الزيادة من الخير خير.

فقلت له إني سوف أسألك بعد زواجك هذا عن حالها معك، قال ألا تسألني عن حالي معها؟ فقلت: لا.

ففهم مقصودي قال ذلك بعبارة طريفة لا أذكرها بنصها وكان يتكلم معي بصفتي أخاً وصديقاً.

كان الشيخ محمد السبيل كثير الاستحضار للنصوص وكان الذي يجلس معه لا يعدم من فائدة علمية يكتسبها أو نكتة بريئة يضحك لها أو معلومة قديمة يستفيدها.

وكان يهتم بمعرفة كتب العلماء القدماء ويحرص على الاطلاع على ما لم يكن قد اطلع عليه وبذلك صار مؤلفاً وله مؤلفات مطبوعة هي:

مؤلفاته المطبوعة

1 - في منبر المسجد الحرام ديوان خطب 4 أجزاء.

2 - الإيضاحات الحلية في الكشف عن حال القاديانية.

3 - حد السرقة في الشريعة الإسلامية.

4 - الأدلة الشرعية في بيان حق الراعي والرعية.

5 - حكم التجنس بجنسية دولة غير إسلامية.

6 - حكم الاستعانة بغير المسلمين في الجهاد.

7 - الخط المشير إلى الحجر الأسود في صحن المطاف ومدى مشروعيته.

8 - رعاية الحرمين الشريفين منذ صدر الإسلام وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين.

9 - رفيق الطريق في الحج والعمرة.

10 - دعوة المصطفى ودلائل نبوته ووجوب محبته ونصرته.

11 - من مشكاة النبوة.

12 - نبذة وجيزة عن عمارة الحرمين الشريفين.

13 - ديوان شعر.

14 - من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

15 - المختار من الأدعية والأذكار طبع في 113 صفحة.

16 - الأدلة الشرعية في بيان حق الراعي والرعية طبع في 86 صفحة.

لقد رزق الشيخ محمد السبيل بأبناء نجباء عددهم خمسة عشر ابناً وبنتاً من ثلاث زوجات منهم الدكتور عمر بن محمد السبيل وأعتقد أن هناك إجماعاً على حسن خلقه وغزارة علمه وتوفي في حادث سيارة في محرم 1423هـ فحزن عليه الناس وكانت فاجعة لأهله ولزملائه من طلبه العلم.

بل ولعامة الناس لأنه كان يؤم الناس في المسجد الحرام في بعض الصلوات نعرفه مثلما عرفه طلبة العلم وبخاصة الغرباء منهم بسرعة العمل على تلبية ما يحتاجون إليه من مال أو حاجة.

ومن أبنائه رحمه الله الأستاذ عبدالله كانت آخر وظيفة شغلها وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية تقاعد وهو عليها.

والدكتور عبدالعزيز بن محمد السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام سابقاً والمستشار في وزارة التربية.

وبقية أبنائه عائلته من النجباء البارزين قال الله تعالى وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ بارك الله فيهم وفي عقبهم.

ويبقى أن نذكر الشيخ محمد بن عبدالله السبيل هو من (الغيهب) أهل شقراء قدم جده عبدالعزيز من شقراء إلى عنيزة وصار من أهلها وانتقل والد الشيخ محمد السبيل إلى البكيرية فاتخذ منها وطناً وولد له أبناء ومنهم الشيخ (محمد بن عبدالله السبيل) في عام 1345هـ فعمر الشيخ محمد السبيل عند ما توفي هو 89 سنة.

وقال رحمه الله:

تقوى الإله سفينة الأبرار

وهي النهى ومطمح الأنوار

وهي الصراط لطالب سبل العلى

وهي المنار لمهتد بمنار

وهي السعادة إن حللت رحابها

وهي الفخار تفوق كل فخار

لله در أفاضل نالوا بها

قرب الإله بجوده المدرار

ما نال من نال المكارم والثنا

أو حل فوق منازل الأقمار

إلا هداة للتقى قد حققوا

وتسابقوا في خدمة الغفار

وتميزوا بصفاتهم بين الورى

وترفعوا عن خُلة الأشرار

وترنموا بالوحي في أسحارهم

وتفهموا ما فيه من أسرار

حذروا الفواحش والمآثم والخنا

وتدرعوا بالصبر عن أخطار

قد محصوا درن الذنوب بتوبة

ومدامع هطالة وغزار

يبكون خوفاً من أليم عقابه

إن ذكروا أو خوفوا من نار

يمشون هوناً صائبين نفوسهم

عن منكر أو منطلق المهذار

بالرفق يدعون العباد لربهم

لا فحش عندهم لدى الإنكار

حفظوا نفوساً عن معاتبة الهوى

أعظم به من فاتن غرار

يرجون فضلاً من كريم محسن

ألطافه تترى مدى الأعصار

قد أملوا غرف الجنان وحورها

ونعيمها والسلسبيل الجاري

هذا النعيم من الإله وفوقه

نظر العباد إليه بالأبصار

رحم الله الشيخ محمد بن عبدالله السبيل وأجزى له المثوبة على ما قدم من عمل صالح.

إنه سميع قريب.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة