تبوك - نواف العتيبي - واس:

قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع اليوم بزيارة لقيادة المنطقة الشمالية الغربية في إطار الزيارة التفقدية التي يقوم بها سموه لعدد من الوحدات العسكرية في المنطقة. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر القيادة صاحب السمو الملكي الفريق الركن خالد بن بندر بن عبدالعزيز قائد القوات البرية، وقائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء الركن عيد بن عواض الشلوي، وعدد من ضباط قيادة المنطقة الشمالية الغربية. ثم عُزف السلام الملكي. بعد ذلك استمع سموه إلى إيجاز عن مهام وواجبات قيادة المنطقة الشمالية الغربية.

عقب ذلك زار سموه لواء القوات الخاصة الرابع والستين, وكان في استقباله صاحب السمو الملكي اللواء الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز قائد وحدات المظليين والقوات الخاصة وعدد من ضباط اللواء. ثم ألقى سمو نائب وزير الدفاع الكلمة الآتية:

«بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

إخواني وزملائي منسوبي وحدات المظليين والقوات الخاصة، أيها الإخوة والزملاء منسوبو اللواء الخاص الرابع والستين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة مباركة لكل رجل منكم، مقرونة بتحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة، وتحيات وتقدير صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اللذين شرفاني بنقل تحياتهما وتقديرهما لكل رجل منكم، مع دعائهما بأن يحقق الله أمانيكم وتطلعاتكم.

أيها الزملاء الأشداء، إنني وبحق فخور بكم، كما هي بلادكم، وعلى رأسها قيادتكم الرشيدة؛ لما عرفته عنكم، وما قرأته عن أدائكم في تمرينكم نمر (2)، الذي اختُتم مؤخراً على الأراضي الفرنسية. هذا التمرين الذي حقق بُعداً قوياً، وصدى إعلامياً، وسرني جداً كل ما قرأت عنه أولاً بأول قبل أن تأتيني التقارير. وكما تعلمون فإن قيادات الجيوش الحديثة تولي أهمية بالغة لأفراد القوات الخاصة، نظراً لخصوصية مهامهم القتالية التي تتطلب مهارات خاصة، كالدقة والسرعة في التنفيذ مع ضرورة نجاح المهام والعمليات الخاصة بأقل الخسائر المادية والبشرية، كل تلك الخصائص والميزات لا تأتي إلا من خلال التدريب البدني، والنفسي، والفني، والتكتيكي الخاص بتجهيز رفيع يمكنكم من القتال بكفاءة عالية، وفي كل الظروف؛ لذا فإن تمرين نمر (2) كان استثنائياً بكل المقاييس؛ حيث نُفّذ على تضاريس وعرة في جزيرة كورسيكا، وأُخضعتم خلاله لظروف صعبة، أنتم ومعداتكم، اجتزتموها بنجاح. وكم كان بودي أن أحضر هذا التمرين لأشاهد نجاحاتكم التي شهد بها الأصدقاء في الجانب الفرنسي، إلا أن ظروفاً خارجة عن إرادتي حالت دون ذلك.

أيها الإخوة والزملاء، إن مسيرة القوات الخاصة بالقوات البرية الملكية السعودية تتواصل بخطى واثقة، وما أعرفه عنكم دوماً أنكم لم تذهبوا للدول الخارجية في يوم من الأيام للنزهة والاستجمام، إنما لتشاركوا للرفع من قدراتكم بهدف تبادل الخبرات بينكم وبين أصدقائكم الذين لهم الهدف ذاته؛ لذا فإن التمارين الميدانية المشتركة ليست ترفاً إنما تأتي ضمن استراتيجية عامة للقوات المسلحة السعودية للمشاركة مع قوات الدول الشقيقة والصديقة لتبادل الخبرات؛ حيث سبق أن طَبَّقَتْ القوات المسلحة السعودية وعلى مختلف أفرعها تمارين ميدانية مع القوات المسلحة المماثلة في الأردن، ومصر، واليمن، والباكستان، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وبريطانيا، لاكتساب المزيد من المهارات لقواتنا المسلحة، التي أسهمت في إثراء الطرف المقابل بخبراتها أيضاً. أيها الإخوة والزملاء، إن هذه النتائج التي تحققت، وبتلك الجهود المشرفة، لتعطيني انطباعاً حازماً وبحول الله بأنكم ماضون على مسار الاحترافية، وهذا ليس بغريب على رجال القوات المسلحة السعودية الأبطال، الذين عُرفوا بشدة البأس، والصرامة والعزيمة القتالية الفائقة، وهذا يأتي بفضل من الله - عز وجل - أولاً، ثم ما توليه القيادة الحكيمة، وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة وصاحب السمو الملكي ولي العهد، من عناية فائقة وتوجيهات واضحة ومتابعة دائمة لبذل كل ما يمكن لتذليل الصعاب التي تواجهكم، وتسخير كل الإمكانات للرفع من أدائكم وقدراتكم القتالية.

وختاماً يسعدني أن أتقدم بخالص الشكر الجزيل لكل من أسهم بجهده ووقته في التخطيط والتنفيذ لهذه المشاركة، وفي مقدمتهم معالي رئيس هيئة الأركان العامة وسمو قائد القوات البرية وسمو قائد وحدات المظليين وقوات الأمن الخاصة. والشكر موصول لكل من شارك من الضباط وضباط الصف والجنود، وكذا منسوبو القوات الجوية، وطيران القوات البرية، الذين كان لإسنادهم الدور المميز للخروج بهذه النتائج الإيجابية».

بعدها قام المشاركون في تمرين نمر2 بالسلام على سموه، ثم قُدّمت هدية تذكارية لسموه بهذه المناسبة.