ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 25/12/2012 Issue 14698 14698 الثلاثاء 12 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

فازت قناة «العربية» بالجائزة الذهبية في الأمم المتحدة لأفضل تغطية تلفزيونية للشؤون الدولية وقضايا الأمم المتحدة لعام 2012، لتغطيتها الأزمة السورية خصوصاً وذلك للمرة الثالثة خلال خمس سنوات، وجاء في المرتبة الثانية تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (البي بي سي). في حين جاءت القناة الإخبارية العاشرة في الأرجنتين في المرتبة الثالثة.

العربية ملكيتها، وإدارتها، ويشرف على كثير من برامجها (سعوديون)؛ وهي فرعٌ من مجموعة (الإم بي سي) السعودية التي استطاعت أن تستقطب من المشاهدة الفضائية العربية بالنسبة ما نسبته 35%، في حين أن ما تبقى من القنوات العربية قاطبة تتنافس على 65% المتبقية كما تقوله الإحصاءات الموثّقة؛ وهذا في حد ذاته إنجاز يشير إلى تفوق الإعلامي السعودي في هذا المجال، إذا ما وجد قدراً معقولاً من الحرية لكي يعمل ويبدع بعيداً عن الرقابة الحكومية؛ كما أنه يشير في الوقت ذاته إلى ضرورة التوجه إلى الإعلام غير الرسمي وإلغاء الإعلام الرسمي لأن جدواه في المحصلة في غاية التدني، وما يُصرف عليه غير مجدٍ عملياً رغم ضخامة الأرقام. ولعل امتلاك مجموعة (الإم بي سي) لهذه الحصة الضخمة من المشاهدين العرب حسب ما تقوله الإحصاءات يُثبت أننا نعيش في حقبة أصبح فيها الإعلام المملوك للحكومات هامشياً إلى درجة كبيرة.

والإعلام كوسيلة للتأثير لا يمكن أن يكون محايداً تماماً حتى وإن كان غير مملوكٍ للدولة؛ فالوسيلة الإعلامية الخاصة هي في نهاية الأمر مملوكة لمستثمر، والمستثمر لا يمكن أن يُمرّر ما يضر بمصالحه، أو مصالح بلده، أو يُسيء لسمعته، أو يمارس ما من شأنه أن يطرد مصدر التمويل الأهم وهو (المعلن)؛ وهذه (قيود) تحد من الحرية في نهاية المطاف إلى حد كبير؛ وهي - أيضاً - تنطبق حتى على وسائل الإعلام في الدول المتقدمة التي تتغنى بالحرية والحياد والبحث عن الصدقية وتصر عليها؛ غير أن الفرق في كيف تقنع أغلبية المتلقين أنك محايد وتقف على نفس المسافة بين السلطات والجماهير، وفي الوقت ذاته تمرر بذكاء ما تريد أن تمرره بمهنية تجعل مستوى القبول عالياً؛ وهذه هي المعادلة الصعبة في العملية الإعلامية، وهي أيضاً الطريق إلى النجاح.

وفي الإعلام الحديث ليس ثمة حقيقة مطلقة؛ حتى الصورة تستطيع أن تتدخل فيها وتعيد إنتاجها بذكاء، أو تلتقطها من زاوية معينة، وتستطيع من خلالها أن تقنع المتلقي بأنها الحقيقة الكاملة رغم أنها نصف الحقيقة، أو ربعها، أو أنها مختلقة تماماً، وكذلك الأمر بالنسبة للحدث أو الخبر أو الفكرة أو الموضوع في أية وسيلة إعلامية مرئية كانت أو مقروءة؛ بإمكان الإعلامي الذكي أن يتناول أية معلومة، ومن ثم يناقش ما يمكن أن يدور في ذهن المتلقي من شكوك حولها، ومن خلال تسليط الضوء على جانب معيّن منها، والتعتيم على الجوانب الأخرى وتهميشها، والتركيز على الجانب الذي تريد تمريره، وتكرار هذه العملية بطرق مختلفة، ستجد في المحصلة أن مستوى القبول لدى أغلب المتلقين عالياً.

والإعلام الفضائي على وجه الخصوص هو أوضح صور ما يُسمى اليوم (القوة الناعمة)؛ وهو السلاح الأقوى والأمضى الذي لا يمكن لأي سلطة مهما كان قوتها أن تقف في وجهه؛ ومن خلاله تستطيع أن تقتحم أي مجتمع وتؤثر فيه، وبالذات المجتمعات التي تعاني من فراغ إعلامي، وتجعل من أفراده جيشاً ناعماً يعمل لك ويدافع عن مصالحك دون أن تطلق رصاصة واحدة.

ورغم أن الغرب يرفض أن تمتلك الدولة وزارة إعلام، ويعتبر الإعلام سلطة رقابية (رابعة) يجب أن تكون مستقلة عن السلطة التنفيذية، إلا أنه ما زال يواكب عملياً ما قاله وزير دعاية هتلر جوزيف غوبلز: (لو لم يبق في جيبي سوى مائة مارك سأنفق على الإعلام 99 والبقية على الجيش)؛ فكان بهذه المقولة أول من اكتشف أهمية (القوة الناعمة) وأثرها الفعَّال في الصراع السياسي.

إلى اللقاء.

 

شيء من
قناة (العربية) الأولى
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة