ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 26/12/2012 Issue 14699 14699 الاربعاء 13 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

منذ سنين مضت ونحن نشتكي المستوى التعليمي للطلاب والطالبات، وأن الأسلوب التعليمي السائد لدينا يعتمد بشكل أساسي على الحفظ والتلقين، مع غياب حوافز التفكير الحر والإبداع، هاتان هما القضيتان الأهم اللتان يعاني منهما التعليم لدينا، لكن خلال السنوات الأخيرة اختلفت هذه الشكوى بحكم التطور الطبيعي للعالم بأسره اجتماعياً واقتصادياً ومادياً، اختلفت هذه الشكوى وأصبحت أكثر تردياً وسوءاً.

ثمة أحاديث تدار هنا وهناك حول مستوى التعليم لدينا بشكل عام وعلى وجه الخصوص في المدارس الأهلية (الخاصة)، وإذا كانت هذه هي الحقيقة فهذا أمر لا يؤسف له وحسب وإنما كارثة لابد من معالجتها بأسرع وقت ممكن لإنقاذ أبنائنا ومجتمعنا من التردي والتراجع إلى الوراء.

وفي هذا السياق قرأت في مطلع هذا الأسبوع خبراً في إحدى الصحف المحلية يتحدث عن هجوم لاذع شنته جمعية حقوق الإنسان على المدارس الأهلية، ذكر فيه المتحدث باسم الجمعية بأن معظم المدارس الخاصة أنشئت لأهداف ربحية وتحقيق أكبر عائد مادي بغض النظر عن جودة مخرجات التعليم، مثل هذه المدارس بيئتها العامة للتدريس متدنية والبيئة المناخية بشكل عام لها غير صالحة، وغالباً تكون دون المستوى المطلوب، خصوصاً مدارس تعليم المراحل الأولية التي يجب أن تكون بيئتها جاذبة للطلاب، هذا ما ذكرته الصحيفة.

تزامنت قراءتي لهذا الخبر لأمر آخر بلغني من مصدر موثوق وهو أن بعض المدارس الأهلية هدفها الأول هو الربح، وأن هناك ما هو أسوأ من ذلك، هدف هذه المدارس فقط هو ضمان الشهادة للطلبة والطالبات بصرف النظر عما يتلقونه من علم أو معرفة.

حين سمعت هذه المعلومة تذكرت حالة عجيبة لأحد طلبة الثانوية -القسم العلمي-، الذي يدرس في إحدى المدارس الأهلية، هذا الطالب لا يكف ذووه عن الشكوى بأن ابنهم يمضي ساعات طوال أمام شاشة الألعاب الإلكترونية التي تُدار عبر الإنترنت، لكنهم ليسوا قلقين كثيراً على مستواه الدراسي حيث يحصل على علامات جيدة طوال العام وفي النهاية ينجح، رغم أنه من النادر أن يرونه حاملاً لكتاب مدرسي.

هناك تناقض واضح في وضع الطالب كأحد النماذج التي تشير إلى خلل في العملية التعليمية، إذ يبدو واضحاً أن المدرسة لا يهمها التحصيل العلمي للطالب وإنما الأمر الأكثر أهمية لديها هو أن يدفع والده أو (ذووه) القسط الدراسي دون تأخير وليذهب التحصيل العلمي إلى الجحيم.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل لدى وزارة التربية والتعليم إحاطة بذلك؟.. وماذا فعلت لمنع مثل هذا التلاعب بمستقبل أبناء وبنات الوطن وبالتالي مستقبل المجتمع بأسره؟.. هل هناك رقابة محكمة على مثل هذه المدارس، على مناهجها التعليمية وطاقم التدريس فيها أم أن الحبل على الغارب..؟.

 

فجرٌ آخر
حول المدارس الخاصة
فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة