ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 26/12/2012 Issue 14699 14699 الاربعاء 13 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

1- حذر المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي في اجتماعه بتاريخ 12-12-2012م في مكة المكرمة من تنامي ظاهرة الإلحاد في بعض المجتمعات الإسلامية.. وطالب بالإسراع في عقد اجتماع خاص لدراسة هذه الظاهرة وأسبابها.

2- الإلحاد قديم قدم الدين ذاته.. فقد ظهر بسبب الِكبْر كما فعل إبليس.. أو الحسد كما فعل أبو جهل.. أو العصبية القبلية كما فعل المرتدون حينما صاح قائلهم: «كذاب ربيعة خير من صادق مضر».. أو الانتقام كما فعل الشعوبيون إبان الدولة العباسية.. أو للمجون كما فعل (عصابة المجَّان) بقيادة أبي نواس.. أو رفض الاستبداد كما فعل الرازي.. أو التحزب كما فعل الشيوعيون..

أو الرافضون للتعسف الديني كما حصل إبان محاكم التفتيش الديني في أوروبا أو كما يحصل في البلدان ذات الهيمنة الدينية مثل إيران في وقتنا الحاضر.

3- الإلحاد غير الكفر.. فالكفر هو عدم إيمان غيرك بدينك فيصير في كتابك كافراً.. أما الملحد فهو الذي لا يؤمن بدين.. كما أن الملحد ليس هو العاصي.. فالعاصي هو مرتكب الذنوب المتوقف عن أداء العبادات.. لكنه يؤمن أن دينه الحق.. بينما الملحد لا يؤمن أن الله تعالى قد أرسل إلى خلقه رسولاً يدعوهم إلى الإيمان أو سوف يحاسبهم يوم القيامة.. فهو لا يؤمن بيوم القيامة.

4- الاقتناع العاطفي أصعب من الاقتناع العقلي.. فالعقل يضاده العقل أما العاطفة فلا ضد لها حيث توجهها الشهوة وتقودها الرغبة وليس المنطق أو الحجة أو الدليل.. لذلك نجد أن العاطفي أكثر صبراً وثباتاً وعناداً من العقلانيين.. فلا يزحزح العاطفة إلا المصلحة أو الحاجة أو الشهوة.. كما أن غالبية المؤمنين والملحدين اقتناعهم نفسي.. فالإيمان يكون استجابة لراحة نفسية ومسايرة مجتمع يرى في الإيمان حسن سوية ويرى في الإلحاد سوء طوية.. أما الإلحاد فهو حالة من الرفض والاحتجاج تنم عن توتر واضطراب.. كما أنها إمعان في المشقة عكس الإيمان الذي هو سعي لراحة.

5- الإيمان والإلحاد وإن تأثرا بالمؤثرات الخارجية.. لكنها لا تزيد على أن تكون محفزات وليست دوافع.. فالدافع الحقيقي هو الذي يأتي من الداخل.. وأشهر من وصف ذلك هو أبو نواس بعد توبته في قوله: (لن ترجع الأنفس عن غيها.. ما لم يكن منها لها زاجر).

6- يذكر تاريخ الفكر الإنساني أن أشرس المحاربين لفكرة الإيمان أو الإلحاد هم المرتدون من كلا الطرفين، الذين ارتدوا إلى الإلحاد بعد إيمان، أو الذين عادوا إلى الإيمان بعد إلحاد.. وكان لهم في ميدان فكرهم واعتقادهم السابق حضور ومشاركة وتفاعل.. وهذا ما وصفه روجيه جارودي المفكر الفرنسي الذي كان شيوعياً فأسلم بقوله: (الإلحاد لحظة من لحظات الإيمان).

 

أنت
ظاهرة الإلحاد
م .عبد المحسن بن عبد الله الماضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة