ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 27/12/2012 Issue 14700 14700 الخميس 14 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قال أبو عبدالرحمن: لقد تبيَّن فيما مضى واقعُ أمتنا العربية والإسلامية: ما بين عامي أمي - ونحن بحمد الله في عصر مَحْوِ الأمية -، وذوي حرفة ومهارة لا علاقة لها بالأمية والعامية؛ وتلك صفةُ الحِرف البدائية.. وذوي الحِرَف والمهارات والعلم الميداني كالطب والهندسة؛ وهؤلاء بحمد الله كُثُرٌ، ولكننا لم نحقق الاكتفاء، والسعودي في الجملة كسول؛

وذلك مما يعوق السَّعْوَدَة.. وذوي الاختراع والكشف الكوني،و أولئك أندر من الكبريت الأحمر، وعلى قِلَّتهم تَبْتَلِعُهم مُغْرِيات (تهجير العقول العربية)؛ لأنهم لا يجدون في مَهْدِهم ميدانَ عملهم، وإن كُرِّموا درجوا في غير عُشِّهم: في عمل إداري، أو انصراف منهم إلى النظري والجمالي.. وبقيتْ بعد هذا الجمهرةُ الكاسحةُ ذات التمزُّق المذكور، ولا أَعَدُّ فيهم ذوي العربجة القلمية من ذُبَّان الإنترنت وبعض الفضائيات؛ ففي صدارة أولئك ذوو العلم النظريِّ المُنْتِج سلوكاً عملياً وتصوراً صحيحاً؛ فهؤلاء منهم ذوو الخبرة بالوقائع، والعلم بالأحكام الدنيوية لتطبيقها من السياسيين والعسكريين ورجال الأعمال والإدارة، وهؤلاء أبعد عن الفضول والتمزُّق، وهم بحاجة إلى خبرة علماء الشريعة؛ من أجل المطابقة والمعادلة بين الأحكام الشرعية والوقائع.. ونحن بحاجة إلى عدد أكبر منهم يُغَطُّون الفراغ، وحاجتهم إلى خبرة علماء الشريعة بأحكام الوقائع هي الضمانة بإذن الله لأمانة الأداء والجدِّ فيه، وطمأنينة القلب على خَيْرِيَّة النتائج.. ومن ذوي العلم النظري الذي يحقِّق سلوكاً كريماً حملةُ العلم الشرعي، ونحن مُتَّخِمون بهم تُخْمَةً مُضِرَّةً؛ بسبب داءين عنيفين: أحدهما: غَلَبَةُ قِلَّة الورعِ وحبِّ الدنيا والشُّحِ؛ ونتج عن هذا شهوةُ الانحلال والشعبية واستقطاب الغوغائية، وهذا أمر غالب، ولو خَلِيَتْ لَخرُبتْ؛ ولن تُحرمَ أُمَّةُ الإسلام من ذوي الخير، ولكنَّ طموحَ أُمَّتنا إلى كثرة الأفذاذ؛ ليستقيم سلوك الجمهور.

وثانيهما: الجمود والتقليد المميت؛ ونتج عن هذا الداء التعبد لله بضلال مُهْلِك من التَّطرف الذي انتهى إلى إرهاب مُدَمِّر؛ وهذا أمر أكثرتُ القول فيه، وألححت على أن يكون التعامل مع نصوص الشريعة ثبوتاً ودلالة، وليس مع (قال فلان، وقال فلان)؛ وإنما نتتلمذ على العلماء السالفين والخالفين؛ لننفذ من أغوار التتلمذ والاستفادة من علمهم إلى العبودية لله من هديه الشرعي مباشرة بلا حَمِيَّة ولا تقليد.. وكان يؤثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول في دعائه: ((اللهم إني أعوذ بك من جَلَدِ الفاجر، وعجز التقي))؛ ولعل الشيخ عبدالقادر عودة رحمه الله تعالى أخذ من هذا الدعاء عنوان كتابه (الإسلام بين عجز علمائه وجهل أبنائه).. ولقد رأيت زويمر يتلمَّظ بنتائج الجَلَدِ الصليبي، فيقول في كتابه الغارة بالحرف الواحد: ((إن السياسة الاستعمارية لما قبضت من نصف قرن على برنامج التعليم في المدارس الابتدائية أخرجت منها القرآن، ثم تاريخ الإسلام؛ وبذلك أخرجت ناشئة لا هي مسلمة ولا هي مسيحية ولا يهودية!!.. ناشئة مضطربة مادية الأغراض لا تؤمن بعقيدة ولا تعرف حقاً؛ فلا للدين عندها كرامة، ولا للوطن حرمة!!)).

قال أبو عبدالرحمن: إن أمتنا اليوم بحاجة إلى مئات من أمثال أصحاب السماحة محمد بن إبراهيم وعبدالعزيز ابن باز وعبدالله ابن حميد - وفي ابنيه الدكتورين خير وبركة - ومحمد ابن عثيمين وعبدالله ابن جبرين وعبدالرزاق عفيفي رحمهم الله تعالى وسماحة الشيخ صالح الفوزان، وعبدالمحسن العباد متعهما الله وأمثالهما بالصحة والعافية، ومتع الأمة بوجودهما.. ونحن بحاجة إلى هؤلاء حصافةً وعلماً وورعاً وزهداً مع تفاوتهم في الأمر الأول الذي هو (الحصافة)؛ ذلك أن الذكاء نعمة ونقمة، وهو نعمة إذا وُظِّف للخير؛ لهذا كان (الذكاء والتَّدَرْوُشُ معاً) هو سياسة الأتقياء، ومع تقصيري في التقوى فإنني أشعر أنني من أهل ذلك التدروش الذَّكِي؛ لدفعِ ضارٍّ، واستجلاب شارد، وتحصيل نفع لي ولإخواني، والله المستعان.. مع تفاوت مَن ذكرتهم أيضاً في كثرة التخَصُّص والتحرر من الجمود، وكانت بلادنا بلدَ فقهٍ تقليدي؛ فكتب الله على أيدي بعض هؤلاء مع الشيخ الألباني رحمه الله تعالى أن أصبحت بلادنا دار حديث؛ فقامت الحجة، وبقيت الحمية والتقليد داء دوياً، وكان القصيمي يقول في كتابه (العالم ليس عقلاً) ما معناه: ((اشتهار مُحَدِّث أخطر من أنباء قنبلة هيروشيما))!!.. وأهم ذوي علمٍ نظري (باستثناء القلة التي أسلفتها من ذوي علم مادي درجوا في غير عُشِّهم) المدرِّسون الذين يُرَبُّون الأجيال، وأرى في كثير من مُدَرِّسي الابتدائية عربجةً وفراغاً يَقِلاَّن بالتدريج إلى مرحلة الجامعة، وفاقد الشيئ لا يُعطيه، ومن واجب وزارة التربية والتعليم تعميق التفتيش الفني المفاجئ؛ فهو الذي يكشف عن أهلية المدرس وتقواه ونزاهته، ثم يلي ذلك تعميقُ جزءٍ من التفتيش المالي والإداري، وهو ما يتعلق بتجاوب مدير المدرسة ووكيلها مع مطالب الضعفاء من الشعب والضعفاء من الغرباء كالسوريين الذين أوصت الدولة بهم خيراً؛ فثمة مديرون ووكلاء متغطرسون لا يخافون الله، وسلطتهم فوق كل سلطة؛ فإن وجِدتْ شكوى (مع إحجام المستضعفين عنها) أقنعوا مرجعهم بحيل البهرج والتضليل والجحد.. وهذا التفتيش الفني بوجْهَيه أيضاً واجب في حق القضاة وذوي الفتوى السريعة، مع الحرص على صيانة الفتاوى من التناقض الذي يُرْبِك عقولَ المتلقِّين.

قال أبو عبدالرحمن: إن المدرس لا بد أن يكون كادراً بما يعنيه التجوز بهذه الكلمة؛ فأهم الجبهات الأربع التي يُعَدُّ لها الكادر: التعليم، والإعلام، والثقافة الحرة، والشريعة وما يصدر عنها من أنظمة في توجيه الأمَّة والأخذ بِحُجِزِها؛ لأن التعليم ألصق الجبهات الأربع بالشباب الذين يمثلون تاريخ المستقبل؛ ولكي يكون المدرس كادراً فهو منذ رضي هذه المهنة ارتفع في حقه حكم المباح والمندوب وأصبح فرضاً عليه أن يُعمِّق اختصاصَه، وأن يُمِدَّه بثقافة عامة أو بتخصصات متعددة؛ لينتِج له ذلك علماً لا يمكن أن يُصَنَّف في حقل، لأنه متجدد غير قار؛ وذلك هو الفكر النظري والعملي المتولد من العلاقات بين الفنون، والانطلاق من استقراءات فن إلى التجدد في فن آخر.. ولن يكون المدرس قدوة علمية إذا كان كلَّ يوم يحرجه جهلُه أمام نجباء الطلاب، ولن يكون مؤدياً الأمانةَ إذا كان الأغبياء والمتقاعسون من طلابه يتلقنون عنه جهلاً وأغاليط.. و الكادر القدوة - بعد صلاحه ديناً، ونظافته فكراً - هو القادر بإذن الله على التوفيق بين تخصصه الجزئي وشمول ثقافته طولاً وعرضاً وعمقاً.. وأعني بالطول والعرض الامتداد الزمني لثقافات الأجيال، والاندياح المكاني لثقافات الأمم، وأعني بالعمق البعد عن تسطيح المعرفة.. ومن صفة الكادر أن عنده أولويات حددها الأستاذ عمر عبيد حسنة (مقدمة لكتاب حول إعادة تشكيل العقل المسلم ص 13): بأنها تحمي جهده، ويغتنم بها فرص العمر، وتوفر الموازنة بين الحاجات والإمكانات.. ومن واجبات الكادر احتساباً تنمية خلايا المقاومة في عقول الطلاب لما يواجهونه من مقررات العهد الصليبي التي تلوث التصور الصحيح بجحد العناية الإلهية، وتوليد الميتافيزيقيا التاريخية كتفسيرات الوثنيين الظواهر الكونية والاجتماعية.. والمسلم لا بد أن يكون محتسباً دائماً؛ لأن الله لم يفضل أمتنا على الأمم إلا بهذا الجانب عندما قال سبحانه وتعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ } سورة آل عمران/ 110]؛ وإنما لعن الله أهل الكتاب لتفريطهم في هذا الجانب، وجحدوا نعمة الله في تحريمه عليهم ما يضرهم كالسفاح الذي ترون من أبرز آثاره مرض الإيدز، وكفراغ القلب من لذة النجوى والحب لله فاطر السموات والأرض؛ فكثر الجنون والانتحار وقِصَر العمر، والغياب في المحرمات كأنواع المخدرات؛ وهذا عدم آخر يجعل العمَ غيرَ مُعْتَدٍّ به.. وهم الآن أشد مقتاً عندما اتخذوا التضليل الإعلامي والإرهاب الفكري في سبيل النهي عن المعروف والأمر بالمنكر.. إلا أن الحسبة آكد في حق المدرس في مجالات عمله، وأهم مجالات عمله: الحسبة في صالح الفرد؛ بالقدرة على مواجهة ما قد يحصل من هوس ديني أو صدمة نفسية عند بعض الطلبة حينما يتقوقع في بيته ويترك الدراسة، أو يواصلها مكتفياً بالتلقين، أو ينتشر في ميدان الدعوة قبل إنهاء تخصصه.. ولسان الحال عند هؤلاء أن من مُقوِّمات الدعوة إلى الله القصور في التخصص العلمي، أو ينفق وقته في حفظ المتون وتكرار استذكارها ويلغي جانب المعرفة المعاصرة بكل أبعادها الفكرية والعلمية.. ويلي هذا المجال أهمية أن يكون في حركة دؤوبة مع زملائه ورؤسائه فيما يجب أن يعمل حيال مناهج أو مقرراتٍ فيما ذكرته آنفاً، وهذا الأخير حِسْبَته للأمة؛ وبهذا يتضح أن جزءاً من راحة المدرِّس خارج حيطان المدرسة مُلْكُ مهنتِه؛ لأنه مُرَبٍّ محتسب كما هو معلم.

وأما الجمهور الأكثر من ذوي الترف الثقافي والجمالي فلا عليهم إذا اختلسوا أُوَيْقَاتٍ للتفقه في كلام الله سبحانه وتعالى؛ فإن لم يجدوا أن آيات الله تتفاعل مع عقولهم وقلوبهم؛ فتمنحهم سكينةً وفرحاً ونشاطاً ونوراً في الوجه، وتهبهم براعة في ميولهم النظرية: فليحاسبوني عند أعدل العقلاء، وأنا مُتَحَمِّل أشدَّ العقاب إن كنتُ غاشّْاً لهم.. وكانت الحلقتان السابقتان حديثاً معهم، وأوجز لهم الآن: أنَّ من صفتُه التثقُّف غير التخصُّصي أن يثق بأنه إن رام تحقيق مسألة من مسائله بتفَرُّغٍ ومراجعةٍ ظَفُر بجرِّ ذيولها كما يظفر بذلك أهل التخصص، وتكون نظرتُه وتقويمه للكاتبين في ذلك الحقل نافذةً مدرِكةً مُمَيِّزة؛ فمثَلُهُ في ذلك الحقل الذي لم يَتَخَصَّصْ فيه وإنما تثقَّف فيه كمثل السابح غير الماهر يشرف على السابحين في ماء غزير؛ فيصيبُ حكمه المِحَكَّ في تقويم السابحين، وتقدير درجات سَبْحهم.. وأهداف المثقف الحاجزة عن التمزق أن يرسم منهجاً للتأصيل والتقعيد؛ فَيُلَبِّي حاجة ضرورية، ويقدِّم ابتكاراً يُعْـتَدُّ به كما في فلسفة الاشتقاق لمعاني المفردة اللغوية.. والابتكار أنفس رتب التأليفات السبعة التي ذكرها الإمام أبو محمد ابن حزم.. وأن يحل تعقيداً، ويجلو غموضاً، ويذلل صعباً؛ ليكون إتقانه هذا هوالمتعةَ الكبرى لثقافة السواد الأعظم.. وهذا وحده مطلب نفيس، وما زاد عن هذا المطلب من تحقيق وتدقيق فهو مطلب آخر يُضفي على العمل صفة الاستيعاب العلمي، واليقظة الفكرية.. ومن أهداف المثَقَّف حِذْقُ سياسة الأداء؛ فلا ريب أن اللغة العلمية المباشرة التقريرية الإحصائية ثقيلة مملة عند إرادة التألُّق الجمالي.. واللغة الإيحائية الجمالية سفسطة وتنطُّع وتزويق عند إرادة: الفهم المباشر، والإحصاء والرصد؛ فحينما يكون الموضوع فلسفياً أو فكرياً يُلِمُّ بأصداء من الفلسفة، أو علمياً فيلم بأصداء من العلوم النظرية التي يحذقها لغةً وتاريخاً وفقهاً.. إلخ: فلابد من لغة تقريرية مباشرة أمينةٍ على الاصطلاح تحرص على تفهيم المتلقِّي تفهيماً يتعلَّق بالتصور والحكم معاً.. وأداة ذلك لغة مأثورة مفردةً وصيغة ورابطة وتركيبةً نحوية وسياقاً ودلالة بلاغية وفكرية.. وشروط هذه الأداة لا تلغي العنصر الجمالي من ناحية التركيب البلاغي تركيباً لا يجنح إلى الإيحاء على حساب المباشرة في مسألة علمية تقتضي ذلك، ومن ناحية اختيار المفردة بشروط الفصاحة.. على أنهابد من استحياء المهجور من اللغة بتطعيم قليل بشرط البعد عن الحشو والتقعّر؛ حتى تستعيد الصحافةُ لغةَ الأجدادِ بالتدريج، وحتى نجد سعةً من هذا الضيق اللغوي بسبب قصورنا عن الاتِّساع في لغة العرب.. وأما اللغة الجمالية عند كثِّ ما في العواطف، وبث ما في الشجون، وإرادة التعبير الأرقى بالتصوير والإيحاء، وإرادة فاعلية المرسل وتفاعل المتلقي: فذلك له وسائل من الإيقاع الأخَّاذ نستطيع أن نعيشها ونعجز عن وصفها.. ومادة اللغتين: إما إيحاء بذوبٍ عاطفي، وإما إطلاق السجية لتأمُّلٍ فكري أو سبْحٍ خيالي، وإما اختطاف حكم عقلي رصين يخشى أن يكون من المَنْسيَّات، وإما اهتبالُ بادرةٍ علمية نادرة، وإما تكميلٌ أو تصحيح أو تفسير أو محاكمة لما هو مطروح من قضايا العلوم النظرية فكراً أو ثقافة.. وإما سبح عاطفي جماليٌّ لغتُه الإيحاء، وفكره تحَسُّسُ مجالي الجمال، وعِلمِيَّتُه: رَصْدُ ظواهر البهجة التي يبعثها الموضوع في الوجدان، ورصدُ أحوالِ ذوي البهجة من السُّذَّج ومحدودي الثقافة إلى ذوي التربية الثقافية العالية؛ لتصنيف الجمال الوجداني تصنيفاً فئوياً.. وهذا مادته الأجناس الجمالية: شعراً، ومقالة فنية، وقصة، وأقصوصة، وَأُحْدُوثَة، وحكاية، ورواية، ومسرحية.. مع ما يُستقطر من الفنون الجميلة الأخرى.. إلا أنني أشترط معيار العظمة والكمال؛ لأن المفكر يجد في ضرورات العقل التوصية بالعقل العملي التجريبي.. أعني العقل الأخلاقي؛ ليكون الجَمالُ جلالاً.. والفنان غير المُتمزِّق لا يكون متفرغاً للوجدانيات، ولامقصِّراً فيها أيضاً.. بل يكون حاذقاً بعض المشارب العلمية؛ ليؤدِّيَ جمالَه الفني باللغة التي تناسبه، كما أن لمشارب القرَّاء المتعدِّدة حقَّ المراعاة في جملتها.. إن الموضوع يُحتِّم أحياناً تطريباً مرقصاً، ولا سيما إن كانت قيمته جمالية محضة.. ولا يَنْسَ الفنان ضرورة القيمة الفكرية في الأداء الجمالي بأساليب سلفنا كالشافعي وابن جرير وابن حزم رحمهم الله تعالى.. وأما موضوع أحكام القيم الوجـودية الثلاث فأضرب له المثال من اللغة؛ فإذا استقرأتَ براهينها ومسائلها وجدتَها ترتدُّ إلى أحكام مثل: هذا مسموع، وهذا صحيح، وهذا خطأ، وهذا أفضل، وهذا أشد، وهذا أخص؛ فهذه أحكام منطقية.. وهذا كلام فاحش، أو جارح، أو مرٌّ، أو نافع؛ فهذه أحكام خلقية.. وهذا باهت، أو بارد، أو خلاَّب، أو مموسق؛ فكل هذه أحكام جمالية، وإلى لقاء عاجل إن شاء الله، والله المستعان.

 

بينَ التمزُّق النظريِّ ولَذَّةِ الجمال والجلال (3 - 3)
أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة