ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 27/12/2012 Issue 14700 14700 الخميس 14 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عندما ينقطع حبل الوصل بينك وبين صديق، ويعلن رحيله عن مساحات كان يسكنها في قلبك، بعد أن يستدعي سفيره ليس للتشاور، بل ليقطع بسكين الهجر كل حبال الوصل، لتبقى في دوامة اسئلة محيرة لماذا فعل ذلك! تباعد بينكم الليالي والأيام فلا تراه عيناك بعدها إلا عبر صور قديمة تحتفظ بها في (البوم) صورك، أو عبر حلم ليلي تستدعيه منامات تستيقظ معها وأنت تتجرع ألم الفراق، أو ربما تتذكر مواقف سعيدة فيبرز أمامك مجسدا لك تلك الذكريات الجميلة التي كان هو من بنى معك قصر ذكرياتك لبنة لبنة، ورص ورفوف مستودع ماضيك الذي تعود إليه بين وقت آخر! من منا لم يفقد صديقا كان جزءاً منه، كان مستودع أفكاره وأسراره، فإذا به وبدون سابق إنذار يقطع تذكرة الذهاب لرحلة غير متوقعة ليغادرك بعد ان كان جزءاً منك يقتطع نفسه غير مبال بألم الانفصال ليرحل بلا وداع، تقف ترقبه وهو يبتعد عنك حاملاً على ظهره زوادة الهجر يقتات منها في دروب الهجر، يغيب في قفار البعد الموحشة تصرخ في أثره لكنه لم يعد يسمع، فلقد أجهزت المسافات التي قطعها على موصلات الكلام! الجرح الذي يتركه رحيل الأصدقاء لا يندمل لأن مواقف وذكريات الحياة تنكأه بين فترة أخرى! في ألبوم صورك ستجده يشاركك الحياة بكل تفاصيلها فتؤلمك تلك الصور ولا مجال للاستغناء عنها لأنها بالنسبة لك جزء من حياتك التي عشتها لكنها تعيد لك ألم فراقه، الأصدقاء هم أعضاء جسدك الموازي.. هم من مكونات روحك التي تعيش بها آمالك وآلامك! من يقرر يبتعد عنك لأسباب لا تعلمها هو في الحقيقة ينتزع نفسه منك انتزاعاً مؤلماً.. فهو يقسو عليك مرتين، الأولى عندما يقرر الرحيل والثانية عند ما لا يعطيك مبرراً لذلك! مع رحيل الأصدقاء نكتشف ان حياة المرء صعبة بلا أصدقاء حقيقيين! قال سيد الشعر وسلطانه مولانا أبو الطيب المتنبي (شر البلاد مكان لا صديق به) ولكن كيف السبيل إلى صديق حقيقي لا يفاجئك وأنتما تسيران بطمأنينة بقرار الرحيل. وارسطو قالها بألم قبل مئات السنين (يا أصدقائي، لم يعد هناك صديق)!! أين ذلك الصديق الذي يعطي من أجل لذة العطاء ويخلص لك حتى وهو غاضب منك! ويكون وفيا منصفاً لك حتى وان رحل وابتعد!! إذا وجدت صديقاً صادقاً طيباً فأنت قد وجدت وطنا لروحك فلا تفرّط فيه، وعض على صداقته بالنواجذ، لأن الصديق الحقيقي كما قيل من صدَقك (بفتح الدال) لا من صدّقك (بتشديد الدال) هو مرآتك التي لا تزيف الحقائق لك.. ولذلك لا يمكنتعويضه رغم كثرة البشر.

alhoshanei@hotmail.com
 

أين أنت يا صديقي!
فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة