ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 27/12/2012 Issue 14700 14700 الخميس 14 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في ظرف تتسيد فيه الهويات الفرعية على الهوية الوطنية الجامعة وتتغول الولاءات المكوناتية على الولاء الوطني فإن الحدود الفاصلة ما بين العتمة والبياض وما بين الوهم والحقيقة وما بين النهار والليل قد تبدو أدق من شعرة معاوية وأرفع من الصراط المستقيم

وتغلف الحقائقَ الساطعةَ سديميةُ اللامعقول واللامنطقي واللامقبول فإن المعقول والمقبول والمنطقي يغدو استثناءً والاستثناء يستحيل أكثر معقولية من جميع الثوابت، وحين تكون الطائفية وحشا كاسرا وداء عضالا فإن الترويض يكون أشبه بالمستحيل المر، والكي دواءً لا محيص عنه وهذا يعني القطيعة والتقاطع والتخندق والتمترس والاختباء وراء حجابات وسُتر تفرضها أوهام الجغرافيا وعُقد التاريخ ومطبات الطوبوغرافيا وتزرعها رذائل الميكيافليات وتجذرها خطايا الناس وأخطاؤهم ويسقيها وينميها أمراء الطوائف وأرباب الطائفية وغربان الخراب ومنظرو سفسطات البهت ورداءة العقلية ومرتزقة ديباجات التضليل والتزوير والتزييف والتهويل والتخويف التي تبيح إزاحة الآخر ونفيه ورمية، إلا أن تحدث المعجزة التي تقلب الطاولة على رأس من يلعب بأوراق قد احترقت حتى هوامشها ولم يبق منها لحشرة الأرَضَة ما تقضمه خلا ما توهم وجوده في أضغاث أحلام اللاعبين بالورقة الطائفية البغيضة المشينة وإن كثر اللاعبون في السرك وتشعبت امتداداتهم وعلا رقصهم على ذات الوتر المقطوع سلفا وفق معزوفة تغنى على أسطوانة مشروخة ومعطوبة، إن المعجزة لا تكمن في كسر حاجز الطائفية وإذابة الجليد المزمن والمأزوم فحسب بل في التماهي مع الطرف الآخر إلى حد التضحية بالنفس ليس إيمانا بقضية الآخر ونظرته ووجهته التي لا تختلف طائفيا عن قضية المضحي فحسب بل إيمان بأن الآخر شريك متساوٍ في الوطن والتربة والزرع والعطاء والنماء ومتشارك متفاعل معه في المواطنة، إن الهوية الناصعة الرافضة للطائفية أيا كان شكلها ولونها وماهيتها هي التي نطلبها ونريدها ونبتغيها بعيدا عن الأنفاق المظلمة والممرات الضيقة ودهاليز العتمة والبرك السبخة والطحالب الكثيفة التي تنمو فيها ومعها ميكروبات السقم وجراثيم الخراب وتطرب لها آذان الأعداء المتربصين على ثغور الفتنة لنشر الفوضى والتشرد والفناء والتيه الكبير ليرقصوا بعدها بفرح مطلق على سذاجتنا المفرطة وغبائنا المتناهي.

ramadanalanezi@hotmail.com
ramadanjready @
 

عتمة الطائفية وبياض الوطنية!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة