ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 27/12/2012 Issue 14700 14700 الخميس 14 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

لا يمكن أن تجد هذه العبارة في أي دولة في العالم، أعني عبارة «الدخول مجاناً» إلا في السعودية، وهي ربما أهم ما في الإعلان عند عرض مسرحية جديدة، ومع ذلك لا تستطيع أي مسرحية أن تواصل عروضها لأكثر من ثلاث ليال متواصلة، وقد كتبت قبل عشرة أعوام في جريدة الحياة مقالاً أثار حفيظة الزملاء المسرحيين في السعودية، كنت أشرت فيه إلى أن الأمانة بتحملها تكاليف العروض الثلاثة لأي مسرحية سعودية لا يعني تشجيع المسرح، بل تشجيعه على مزيد من التكاسل والتخاذل في التطور، والصراع من أجل جذب الجمهور، لأن الجمهور هو الممول الحقيقي للمسرحية على مدى طويل.

لا أريد أن أتحدث عن المسرح الأجنبي، وكيف أن مسرحيات عالمية مكتوبة منذ قرون، لم تزل تقدم في عروض مستمرة في لندن أو غيرها، حتى لا أكون مبالغاً في الحلم والطموح، بل سأقارن ما حدث خلال عقود منصرمة في كثير من الدول العربية، وحتى في الدول الخليجية المحيطة، حيث يعتمد الممثلون والمخرج وكاتب المسرحية، بل وكل طاقم المسرحية، من فنيي إضاءة وديكور وصوت، على كيفية العمل بشكل جماعي، لتقديم مسرحية من ثلاثة فصول، ذات فكرة درامية متماسكة، ونسيج كوميدي جذاب، لشد انتباه الجمهور، وجعله متشوقاً لحضور العمل لأكثر من مرة، إلى درجة أن بعض مسرحيات نجم كوميدي كعادل إمام وغيره، يمتد عرضها لسنوات طويلة، ثم تنتقل إلى الشاشات الفضائية، وفي أفلام وأقراص للبيع، لتحقق دخلاً مالياً ممتازاً، يشجع على المزيد من المسرحيات الكوميدية.

أما ما يحدث هنا، من تقديم المعرض على استحياء، وفي عروض فقيرة متواضعة، لا تعتمد على نص مكتوب ومتماسك، وتقدم في فترة قصيرة لا تتجاوز ساعة واحدة، مع أنها لا تستحق أكثر من بضع دقائق، ومدعومة مالياً من أمانة مدينة الرياض، فهو لم يطور المسرح السعودي، ولن يطوره إطلاقاً في المستقبل، وما كتبته قبل عشرة أعوام، أثبتته الأيام، فها نحن في مكاننا لم نتقدم خطوة واحدة، بل إن مسرحية وحيدة كانت تؤسس لمسرح سعودي منتظر، ذهبت أدراج الرياح، ولم يعد أحد يتذكرها، أعني مسرحية «من تحت الكراسي» التي كانت من بطولة النجم الراحل محمد العلي، ومشاركة علي الهويريني، وراشد الشمراني، وعبدالله السدحان، وناصر القصبي، ومحمد الكنهل، وخالد سامي وآخرين، تخيلوا هذه الكوكبة من النجوم، والمسرح المتكامل، والنص المكتوب بشكل واع وجميل.

ولعل السؤال المهم، إذا كانت هذه المسرحية كانت بداية جيدة لمسرح سعودي منتظر، وعرضت عام 1985م، أي قبل ما يقارب ثلاثين عاماً، ودون أي دعم من الأمانة، فماذا حدث بعد ذلك؟. تدخلت الأمانة لدعم المسرح، وكانت بداياتها معقولة، ثم أصبح الأمر تجارياً، حيث أصبح كل ممثل نجم، أو حتى نصف نجم، يقوم خلال رمضان بتجميع مواقف ساذجة، ويلم حوله أسماء لا تعرف ما هو المسرح، ولا تقيم له أي تقدير أو احترام، فتنطلق سهراتهم الرمضانية، أعني بروفاتهم، حتى نشاهد خلال أيام العيد مسخاً لا مسرحاً.

قلتها قبل أعوام بعيدة، وأقولها الآن، لن ينهض المسرح السعودي ما لم يُختبر فعلاً، واختباره الوحيد هو الجمهور، فإذا دفع الجمهور قيمة التذكرة لدخول مسرحية، فهي إشارة إيجابية إلى أننا بدأنا فعلاً نسير في الطريق الصحيح.

 

نزهات
الدخول مجاناً!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة