ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 28/12/2012 Issue 14701 14701 الجمعة 15 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فنون تشكيلية

      

لا يكاد يمر يوم إلا ونتابع بنشرات الأخبار الحاصل بالجوار من تغيرات متسارعة فيما يسمى بالربيع العربي، السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية، وما انعكس نتيجة له على المجتمع بشتى مكوناته سواء، أفرادا أو مؤسسات أو جماعات حزبية أيدلوجية، ومن بينها الفنان التشكيلي كجزء من هذه التركيبة، فهاجس الفن والفنون ترتفع وتنخفض كالمؤشر مواكبة موجات التغير الحاصلة ببيئته ومجتمعه.

بيد أن سيطرة أو احتلال -إن جاز التعبير - تلك الأنظمة غيبت التعددية وهمشت الحرية، مستغلة عوامل عدة، منها عباءة الدين، بالتكفير والتحريم وسطوة العسكر، فكبلت كل ما هو حر وجميل، إلى حد أنها أدلجت شعوبها لأدب وفنون المديح حتى تتوافق مع توجهاتها القمعية، فأصبحت الفنون شيئاً من السخف والهزل بمفهوم الشعوب الواعية ذات الأنظمة المدنية، ليصبح الأدب والفنون بمبادئه وقيمه بمباركة من تلك الأنظمة، في ظل هيمنة أشباه المثقفين والفنانين على المؤسسات والمراكز ذات القيادة الثقافية.

وفي خضم هذا الربيع الذي نحياه الآن لاح بالأفق شيء من الحرية في تلك البلدان التي كان يتوق لها المثقف والأديب والفنان والشاعر، فظهر المسرحيون بمسرحيات تحاكي حال الأمة من النكسات والهزائم التي مرّت على الأرض العربية، وشمخ التشكيلي برسوماته ليجسد غضب المناضل بالميادين والساحات وانقلب الروائي على واقعه ليكتب لنا قصة بركانه الذي انفجر داخل دور النشر ويقلم مخالب مقص الرقيب، ليأتي الشاعر والمغني فيمتزجا كغيمتين تهطلان أشطار أبيات تكتنفها أنغام الحرية فترددها حناجر البشر التواقين للحياة بكرامة، فتسير أجسادهم كأمواج بحر ثائر بين شوارع مدن هيمن عليها الظلام منذ عقود رغم ضوء الشمس.

الشاهد هنا وأنا أكتب هذا المقال من مدينة عمان التي تحتضن ملتقى الفن التشكيلي العربي وأتأمل من شرفة الفندق فلاديلفيا الجميلة لاح لي ضياء هذا الربيع العربي الذي يمتد عبر العواصم العربية دون استئذان، فأصبح فكراً يحتذي به الناس ومن هنا أيقنت أن الربيع العربي تطور ليأخذ وجهاً جديداً لا يمكن السيطرة عليه من قبل أي نظام قمعي، فهو يسري كسريان الدماء بالعروق من حيث يعلمون أو لا يعلمون.

jalal1973@hotmail.com
twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي
 

البعد السابع
الربيع العربي وأدلجة الفنان
جلال الطالب

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة