ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 28/12/2012 Issue 14701 14701 الجمعة 15 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

اللغة العربية وتدريس العلوم التطبيقية بها
عبدالعزيز محمد الروضان

رجوع

 

إن اللغة العربية هي تلك اللغة التي اختارها الله لينزل القرآن الكريم بلسانها، فنزل كتاب الله القرآن الكريم مصاغة نصوصه باللغة العربية، قال تعالى في وحيه الطاهر (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) إذا نفهم من هذه الآية الآنفة الذكر أن القرآن الكريم وما احتوى عليه من مضامين وتوجيهات سامية وأهداف نبيلة صيغت هذه المعاني والمضامين باللسان العربي؛ لأن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة القادرة على تجلية المضامين والمعاني بدرجة كبيرة، وتُجليها بصورة تملك شغاف القلوب؛ إذا إن تعليم اللغة العربية بات اليوم من هذا المنطلق ضرورة وغيرها ربما يكون ترفا، لماذا ضرورة ؟! لأن تلك المضامين والأهداف السامية التي وردت في كتاب الله والتي تقودنا إلى جنان الدنيا والآخرة كان وعاؤها اللغة العربية.

ولماذا اللغة العربية بالذات؟ أوضحت ذلك آنفا.. إننا في هذا النسق الدولي الرحب نرى أن دولاً قطعت أشواطا كبيرة في مضمار المجال الحضاري المادي والمعنوي، لأن هذه الدول تعلم أبناءها العلوم بلغتها القومية علما أن لغات هذه الدول ربما لا تكون في مصافِ اللغة العربية في تجلية المعاني والمضامين ومع ذلك كله تمسكوا بلغاتهم المختلفة.

إننا في العالم العربي من محيطه إلى خليجه نقوم بتدريس العلوم التطبيقية كالطب والهندسة وما سواهما بلغات أجنبية لاسيما اللغة الإنجليزية، وفي هذا النهج عدة مثالب وجملة من العيوب، منها على سبيل المثال لا الحصر:

أولاً: إن دارس هذه العلوم إذا أعطيت له بلغة أجنبية فإن الدارس لها يكون شغله الشاغل وهمه الوحيد الترجمة التي ربما تكون ترجمة لا تفضي به إلى معانٍ ومضامين متينة. أي أن الدارس لهذه العلوم إذا درسها بهذه اللغة فإنه يشغل نفسه بأشياء تفوته الدراية والعلم بتلك المضامين والنظريات والقوانين لأن فكره ينصب بالدرجة الأولى على فهم اللغة فهماً مسطحا لا يفضي به على الوقوع على تلك المضامين والأهداف في هذه العلوم، ولكن لو أن الدارس لهذه العلوم كان يدرسها بلغته القومية (اللغة العربية) فإن الدارس والحالة هذه لا يفوت عليه شيء من تلك المعاني والمضامين، وهذا فضلا عن كون اللغة العربية هي أقرب اللغات في تجلية المعاني والمضامين.

ثانياً: إن الدارس لهذه العلوم بلغة أجنبية فإن ما بها من مضامين لا يثمنها ولن يأتي على أهدافها لأن هذا الدارس لم يفهم جذور هذه اللغة الأجنبية التي صيغت بها هذه العلوم بعكس ذلك الشخص الذي درسها بلغته القومية.

ثالثاً: إن اللغة العربية إذا هجرناها وعولنا على غيرها فإن هذا خطر على لغتنا التي جاءت بها نصوص شرعنا المطهر. وفي هذا السياق فإني أُجل هذه الجهود لحكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين يوم أعلى منبر هذه اللغة ووضع لها يوماً عالميا في منظمة اليونسكو وهو الثامن عشر من شهر ديسمبر، إن هذا الجهد لهو جهد جبار يضاف إلى سجل خادم الحرمين الشريفين المشرق فله من الله ومنا الشكر والعرفان.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة