ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 31/12/2012 Issue 14704 14704 الأثنين 18 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

معروف أن ارتفاع مستوى الاستهلاك المحلي للطاقة أصبح مصدرَ خطرٍ محتمل على الصادرات النفطية السعودية إذا ما استمرت وتيرة الاستهلاك الحالية دون تغيير. ويتزايد الاستهلاك المحلي من الطاقة التقليدية لدرجةِ مزاحمة الصادرات في حين تبقى مصادر الطاقة المتجددة، وفي مقدمتها الطاقة الشمسية، غير مستغلة رغم الإمكانيات الكبيرة التي تبدو أحياناً بلا حدود في مجال هذه الطاقة المتجددة في بلادنا ذات المناخ الصحراوي المشمس.

وقد يكون فائض الإنتاج النفطي الذي يسد حاجتنا المحلية ويزيد هو أحد الأسباب التي أخرت استفادتنا من الطاقة الشمسية حتى الآن. لكن تزايد الاستهلاك المحلي يُذَكِّرنا من جديد بأن ما نتمتع به من طاقة إنتاجية نفطية كبيرة لا يجعلنا بمنأى عن احتمالات العجز. وليس موضوع هذا المقال هو لماذا يجب الحد من وتيرة الاستهلاك المحلي المفرط من الطاقة التقليدية، وإنما ضرورة مضاعفة الجهود لاستغلال الطاقة المتجددة، وخاصةً الطاقة الشمسية.

وحتى قبل إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة كان العديد من الاقتصاديين يثيرون موضوع الطاقة الشمسية، وكانت العيون دائماً تتجه إلى ما يمكن أن تتمخض عنه أبحاث مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في هذا المجال. أما بعد إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة فإن الآمال قد انتعشت بأن يتزايد الاهتمام البحثي بالطاقة الشمسية وأن نرى نتائج ملموسة قريبة.

يقول الدكتور خالد السليمان نائب رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة في حديث أدلى به مؤخراً لـ(لجزيرة): «خلال 18 سنة نستطيع أن نقول إن الطاقة المتجددة والطاقة النووية ستسد 50% من احتياجات المملكة من الكهرباء وقت الذروة، وهذا سيوفر علينا 50% من البترول ومن الوقود الهيدروكربوني الذي نحتاج إليه في توليد الكهرباء».

طموحاتنا، بالطبع، أكبر مما ذكره معالي النائب وكنا نتمنى لو أن بالإمكان تحقيق الحلم قبل حلول ثمانية عشر عاماً. لكنني أجزم أن القائمين على المدينة هم الأكثر حرصاً على أن نحقق الهدف في أقرب فرصة بعد تذليل العقبات التقنية.

إن قطاع النفط والغاز في العالم يشهد تغيرات كبيرة. فالولايات المتحدة قادمة بقوة في مجال استغلال الغاز الصخري، وهناك حديث عن تداعيات كبيرة محتملة لهذه التطورات، بما في ذلك ما قد تتعرض له الصناعات البيتروكيماوية في المنطقة الخليجية، ومنها سابك التي قد تجد نفسها في مأزق في خضم التنافس على حصة من الاستهلاك المحلي للغاز الذي يمثل الميزة التنافسية الأساسية لسابك ومثيلاتها الخليجية، حسب تحليل الفاينانشيال تايمز.

سنحلم مع الدكتور خالد السليمان وهو يتحدث عن النظرة المستقبلية لتنويع مصادر الطاقة بالمملكة وتصدير فائض إنتاجنا من الطاقة الشمسية إلى أوروبا حين يقول لـ(الجزيرة): «إن ما تمتلكه المملكة من ثروة شمسية سوف يتيح استثمار إنتاجنا في الشتاء بتصديره إلى أوروبا لأنهم أكثر حاجة منا، كون معظم الطلب على الكهرباء في أوروبا بفصل الشتاء، فيما الطلب على الكهرباء في المملكة معظمه في فصل الصيف».

هل يأتي اليوم الذي تُصَدِّر فيه صحراؤنا الطيبة المعطاءة فائض شمسها إلى أوروبا في الشتاء وتستورد منها الثلج والطقس البارد في الصيف؟! يا له من حلم جميل؛ فعسى أن نرى ذلك قريباً وقبل الثمانية عشر عاماً التي رسم أفقها الدكتور خالد السليمان.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض
 

على وجه التحديد
تصدير الشمس.. يا له من حلم جميل!
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة