ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 31/12/2012 Issue 14704 14704 الأثنين 18 صفر 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

التقدم الحضاري ماذا أضاف لنا؟! وماذا أفقدنا؟!
عبدالعزيز محمد الروضان

رجوع

 

نعيش اليوم طفرة حضارية على مختلف الصُعد، فما من مجال إلا وقطعت الحضارة المادية فيه شوطاً بعيداً، فكل يوم يمر علينا نشهد فيه ميلاد عطاء حضاري جديد ومعطى علمي فريد يفوقان الخيال، فالزمن والمكان اختصره الإنسان فصار الواحد منا يتناول طعام إفطاره في نيويورك ويتناول غداءه في طوكيو وعشاءه في سيدني.. وصار الواحد منا يُهاتف صديقه صوتا وصورة على بعد أميال منه فالذي في جنوب الكرة الأرضية يتكلم بنفس اللحظة مع من يعيش في شمالها. وأصبحت فاكهة الصيف تشاهد في الأسواق في فصل الشتاء وفاكهة الشتاء تشاهد في الأسواق في الصيف. يا له من تقدم حضاري مذهل.. ولكن يا ترى هل هذا التقدم الحضاري أضاف للبشرية سعادة وهدوء بال وطمأنينة؟؟ أم جلب الشقاء والتعاسة! إني أستطيع أن أقول بملء فمي ولا أرجم بالغيب إن قلت إن هذا التقدم الحضاري يجرنا إلى الوراء في ميدان صفاء النفس وطمأنينتها، إن النفس البشرية اليوم في خضم هذا التقدم الحضاري انتكست مسافة فلكية كيف لا ونحن اليوم قد مزقنا الخواء الروحي وعلتنا كآبة فانطفأ محيا وجوهنا وأصبحنا نمشي على الأرض متثاقلين كأننا نشد إلى أسفلها.. إن التقدم الحضاري إذا أضاف تقدماً موجباً فإنه بلا ريب ينقصنا سعادة برقم سالب يفوق ما أضافه بكثير. إنه بالأمس يوم كان العالم يعيش عيشة بسيطة لا تسمع عند البشرية زفرات ولا أنات مثل ما نشهدها اليوم!! إن هذا التقدم الحضاري الذي نشهده اليوم قد حضي بأكثره فئة الشباب. إذا من هذا وذاك فالذي يجر أذيال الهزيمة النفسية اليوم هم الشباب فقد تمزقت أوصالهم الاجتماعية وصاروا يعيشون في أتون قلق لا يعلم مداه إلا الله. إن هناك أسباباً باتت كفيلة وهي مسؤولة بالدرجة الأولى عن تمزق البشرية وقلقها وهي يوم أن الإنسان رأى نفسه يخطو خطوات حضارية سريعة في مضمار الحياة حسب أنه قاد زمامها وأنه قادر على كل شيء فنسي المنعم ونسي ربه الذي بسببه اهتدت فئة من البشر على الجوانب الحضارية وما هي إلا فيوضات ربانية يجعلها على أيدي بعض عباده ليعلم الله هل نشكره أم نكفره، ولكن مع الأسف الشديد أننا نسينا المنعم ونسينا أفضاله علينا وصدق الله حيث يقول {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} ولكننا لو قلنا ما قاله العبد الصالح والنبي الملك عندما رأى أنه مسك الدنيا بزمامها من إنسها وجنها وكل ما فيها قال حينها {هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرَُمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيم}.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة