ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 30/01/2012/2012 Issue 14368

 14368 الأثنين 07 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

لقد مرّ ردح من الزمن تجاوز العام قبل أن يتم البت في قضية الكاتبة سلوى العضيدان ضد الشيخ عايض القرني، وهذا وقت طويل بجميع المقاييس، ويزول العجب إذا علمنا أن مناورات تمت، ووساطات أقحمت لتفادي الحكم بالأمر بشكل رسمي، كما لم يُعد سرًا أن أحد المسؤولين حاول بشتّى السبل تأجيل البت في القضية على أمل أن تمرض فتموت، ولكن الإصرار العجيب من الكاتبة، وثقتها بربها أولاً، وبعدالة قضيتها ثانيًا آتى أكله ولو متأخرًا، ويبدو أنها طبقت عمليًا ما ورد في كتابها «هكذا هزموا اليأس» حتى حصلت على حقها، وتم رد اعتبارها.

كان لافتًا أن الشيخ عايض -غفر الله له- لم يتدخل عندما هجم محبوه على العضيدان، وأشبعوها شتمًا وقذفًا، وأساءوا لها ولأسرتها حسب ما صرحت به لبعض وسائل الإعلام، ثم فجأة، وقبيل صدور الحكم خرج ببيان عجيب، انتقده محبوه قبل خصومه، إذ بدلاً من الاعتذار بشكل مباشر وصريح، نراه حاول تبرير فعله بشتّى السبل، كما حاول الإقلال من شأن «الانتحال» وتزوير الفكر، وهذا بالتأكيد لم يكن ملائمًا من شخص غير معروف، ناهيك عن شخصية عامة لها محبوها الكثر في كل مكان.

ومع أننا قد نتجاوز عن بعض ما ورد، إلا أن شيئين لا يمكننا التغاضي عنهما، أولهما هو قول الشيخ نصًا: «أنا وإياك يا ابنتي الغالية لم نخترع أفكارًا حصرية ولم نكتشف في كتبنا اكتشافات علمية خاصة بنا كالنظرية النسبية، بل ما كتبناه وما قلناه سبقنا إليه من قبلنا... وقد أخذنا عن غيرنا وأخذ غيرنا عنا»، ونقول لشيخنا: على رسلك، فالانتحال هو الانتحال سواءً تعلق الأمر بنظرية أو فكرة أو حتى سطر واحد!. الأمر الآخر، هو استشهاده بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وزعمه بأنه انتحل من مؤلف آخر، وهذه باقعة نستغرب أنه لم ينكرها أي من العلماء والمشائخ المعتبرين، ونتساءل إن كانوا سيصمتون لو أن من قال ذلك أحد غير الشيخ عايض، ففي مثل هذه المسائل لا أحد فوق النقد، أو هكذا كنا نظن!. لا أزعم هنا أن ابن تيمية فوق النقد، فهو بشر يصيب ويخطئ، ولكن اقحامه -وهو من هو بعلمه وفضله- فيه إساءة بالغة لا يجب أن تمر مرور الكرام، فالمقارنة ظالمة بجميع المقاييس!

في زمن شيخ الإسلام لم يكن هناك قوانين تنظم «حقوق الملكية الفكرية»، ولو كان هناك مثل هذه القوانين لما خالفها عالم بحجمه، ثم إنه فعل ما فعل من باب نشر العلم، ففي ذلك الزمن كان شائعًا أن ينقل عالم من بلد ما يكتبه عالم آخر في بلد آخر، فقد كانت المؤلفات تكتب بخط اليد وبشكل محدود، ولم يكن هناك مطابع ودور نشر توزعها كما هو الحال اليوم، ولذا فإن النقل كان يتم بالاتفاق أو من باب الثقة وحسن الظن، طالما أن الهدف الرئيس هو نشر العلم على أوسع نطاق.

وختامًا، اعتذر باسم الجميع لشيخ الإسلام ابن تيمية، وأكرر ما قالته السيدة العضيدان نصًا: «أتعجب من مجتمع يغضب لأن امرأة كشفت مقدمة شعرها ولا يغضب حين يتهم عالم عظيم كابن تيمية، ولن أزيد.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
عذرًا.. شيخ الإسلام!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة