ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 22/02/2012/2012 Issue 14391

 14391 الاربعاء 30 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

مواجهة الإرهاب الجديد

 

اعتلاء المنبر في الجامع وحتى في الحسينية مسئولية شرعية وأدبية وأخلاقية، وليس اكتساب مساحات من الشهرة بحيث يتخلى الخطيب عن واجبه الديني والاجتماعي ليتحول إلى نجم ينافس نجوم الفن والكرة.

فالمنبر في العصور الإسلامية كافة كان ولا يزال نبراساً يوجه المجتمع نحو الخير والمحبة والسماحة، يدعو من يعتليه إلى إصلاح المجتمع على هدى الشريعة، ويواجه دعوات التخريب والفتنة والشقاق.

وعلى الرغم ما أصاب المنابر الإسلامية من تشويهات نتيجة سقوط بعض الخطباء في (وحل التسييس) والابتعاد عن مقاصد الشريعة بتبني توجهات سياسية ذات أيدلوجيات تتعارض مع التوجه الإسلامي، كون تبني مواقف سياسية تخدم فئة معينة على حساب فئات أخرى من المجتمع مما يؤدي إلى شق الصف الإسلامي.

وهنا تكمن مسئولية الخطيب الذي يعتلي المنبر، مسئويته الشرعية بأن يكون داعية للوحدة لا أن يكون معولاً للهدم عبر التحشيد أو التحريض، لهذا فقد استقبلت أقوال أحد خطباء القطيف الذي لم يكن منصفاً من خلال تسييسه لخطبته وتضمينها مغالطات وإسقاطات غريبة، بحديثه عن مقارنات بين ما يحدث في بعض مدن القطيف وما تشهده دولة عربية أخرى وبالذت في سورية.

الخطيب المذكور بقدر ما كان غير منصف البتة، فهو لم يكن عادلاً في تلك المقاربة، إذ يعرف أهلنا في القطيف أن ما يقوم به بعض المتظاهرين الذين يستغلون المناسبات الدينية ويظهرون حاملين للأسلحة و(قنابل المولوتوف) والأسلحة البيضاء معرضين المجتمع إلى أخطار لا يعلم إلا الله إلى أين تقودنا، وهو ما يعده أهل القطيف قبل غيرهم أرهاباً جديداً، إن لم يُوقف عند حده ويُعالج بتفهم وبحزم، وخاصة ما يُرتكب من عنف تجاه قوات الأمن التي تعاملت ولا تزال باحترافية ومهنية وبأقصى درجات ضبط النفس، وهي ورغم كل التجاوزات والأعمال المبرمجة من قبل البعض لم تعتدِ على أحد، وستظل ملتزمة بنهجها وجعل أمن المواطن أولاً ومقدماً على كل أفعال تحركها جهات خارجية لا تريد الخير لهذا الوطن وأهله.

هذا الإرهاب الجديد الذي يدعو له هذا الخطيب الذي عاكس رغبة أهل القطيف في معالجة الانحراف الحاصل من قلة تحتاج إلى من يناصحها وليس لإثارتها، وهذا الإرهاب مهما كان مصدره والداعون له ستواجه الدولة بحكمة رجالها وقدرات أجهزتها بالأسلوب نفسه الذي تصدت لما سبقه من أرهاب أينما كان المتورطون به، وأين كانت انتماءاتهم الطائفية، لأن الوطن فوق الجميع نستظل به وبواحة الأمن التي يرفل بها الجميع، وهذا الجميع هو الذي يتصدى للمنحرفين القلة والتي تتلقى الإملاءات من الخارج.

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة