ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 28/03/2012/2012 Issue 14426

 14426 الاربعاء 05 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الحب عاطفة مؤقتة، بينما المودة والرحمة عاطفتان دائمتان، لذا أتت الحكمة الإلهية في آيات الزواج ودوام العشرة بعدم تخصيص «الحب» ضمن شروط استمرارية هذه العلاقة التي تنمو بين شخصين مع مرور الأيام ضمن محفزات حُسن العشرة، والتغاضي عن العيوب التي لا يخلو منها أبناء آدم.

بداية هذا الأسبوع، طرحت على متابعي صفحتي في موقع تويتر سؤالاً، هو: «متى يقبل الرجل أن يحتضن أطفاله لأجل أن تخرج زوجته لحضور الأفراح أو الحفلات أو الزيارات الترفيهية؟» في الحقيقة أردت من خلال هذا السؤال قياس مدى التطور الفكري لدى الجنسين في مفهوم المشاركة، أيضاً أردت الوصول إلى الأزواج الذين تجاوزا المودة والرحمة إلى «الحب» كعاطفة مستمرة -أحيانا- بمعنى أن بعض البيوت تنعم بهذه العاطفة على مدى طويل، بعكس عاطفة الحب المؤقتة التي تنبثق وتؤجج المشاعر فترة معينة ثم تضمحل مع مرور الزمن.

ذلك السؤال الذي طرحته تحديداً، فيه تجاوز من الواجبات التي يقوم بها الزوج تجاه زوجته وأطفاله إلى عاطفة تتجاوز المودة والرحمة؛ فالرجل المتعاون والذي يُدرك واجباته الأسرية بالتأكيد سيخصص وقتاً للجلوس مع أطفاله وأخذهم في نزهة، ووضع هذه المهام في جدوله برغم ازدحامه بالعمل أو بحياته الترفيهية التي يقضيها مع أصحابه. أنا حددت في السؤال بقاءه مع أطفاله لأجل «أمهم» لأجل أن تقضي وقتاً تستمتع فيه، وليس لأنها مريضة أو لديها موعد في مشفى أو عمل، بل لأنها تحتاج إلى وقت تمضيه في الترفيه بعيداً عن الأطفال، في الوقت نفسه يعيش الأب هذا الوقت ليجد نفسه في خليط من مشاعر الأمومة والأبوة. ثمة أمر آخر أردت قياسه من خلال سؤالي خصوصاً وأن أغلب متابعي صفحتي هم من السعودية والخليج العربي، ألا وهو النظرة النمطية إلى الرجل الشرقي، إلى أين وصلت؟ سواء نظرة الآخرين، أو نظرته (هو) لنفسه، وإن كانت هذه النظرة «سلبية» إلا أنها موجودة وتحتاج إلى نقاش من أجل العمل على تقليصها، فالرجولة من وجهة نظري الشخصية لا ينتقص منها ولا يعيبها مثل هذه التصرفات الإنسانية بين الزوج وزوجته، بل تنتقصها أمور أخرى للأسف لا زال البعض يراها «رجولة» مثل ممارسة العنف ضد المرأة، أو رفع الصوت عليها وعلى أطفالها، وهذا ما يؤكد أننا لا زلنا في داخل أسوار ثقافة منقوصة لا تميز بين الأمور الإيجابية والسلبية!

ورداً على سؤالي وصلتني أكثر من مئة إجابة، كثير منها من رجال وفيها من المثالية الكثير، حتى أن ردوداً علقت على تلك الردود، أنها فقط كلام إنشائي يكتبه الرجال في «تويتر» وعند التطبيق الواقعي فإنها غير موجودة، من هذه الردود أنقل لكم أجوبة وصلتني من رجال: أول إجابة «إذا كان الرجل يحب زوجته» وإجابة أخرى يقول صاحبها «إذا كان الرجل دجاجة»، وإجابة ثالثة «عندما يحس بقيمتها وقيمة ما تقدمه»، شخص رابع قال: «أنا أحتضن أطفالي وأمهم مسافرة للسياحة»، وآخر يقول: «فرصة وتجربة للشعور بما تعانيه الزوجة شرط قيامي بهذا أن تكون قائمة بواجباتي»، وآخر يعتبر أن الرجال في الغالب لا يقبلون بهذا لأن فيه جرح لكرامتهم. ومن الإجابات النسائية أختار لكم ما قالته ريم: «إذا لم يعد لدينا خادمات وصار الزوجان أكثر مشاركة في الحياة وتفهم الرجل أكثر لحق المرأة في عيش حياته مثله تماماً».. في الحقيقة اخترت لكم هذه المقتطفات بشكل عشوائي من بين عشرات الأجوبة لنرى سويا السياق الثقافي في مثل هذه الأمور الدقيقة، ولأجتمع معكم على التأكيد بأن «الحب» يجعل الرجل يتنازل عن كثير من الأمور، بل ويتجاوز كل المحظورات الثقافية.

إذا ملأ الحب البيوت فإن الحياة الزوجية تبقى عامرة بعاطفة تؤججها، وإن اختفى فإن المودة والرحمة باقيتان لإكمال الحياة لكنها على «رتم» واحد متدثر بالملل، لذا أقول لكل المقبلين على الزواج، ولكل الأزواج الجدد أو من لم يمضِ على حياتهم 10 سنوات، لا تتركوا الروتين يقتل مشاعركم، حينها لن تستطيعوا العودة إليها لأنكم فقدتم أجمل ما في الحياة الزوجية، ألا وهو الحب.

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
الرجل حينما يحب زوجته
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة