ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 01/01/2013 Issue 14705 14705 الثلاثاء 19 صفر 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

بدأت الجلسة بآيات من القرآن الكريم وفي هذا النّهج الذي التزم به وحافظ عليه وليّ الأمر “عبد الله بن عبد العزيز” في افتتاح جلساته، تذكير بالمرجعيّة والدستور لهذه البلاد، وبيان لحقيقية هوية هذه الدولة المباركة،، وحرص على تحقق بركة اللقاء وحسن مطلعه، تلا ذلك إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه وأمدّ في عمره، افتتاح جلسة مجلس الوزراء بـ”بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ...”، وبعد المدارسة والمداولات، وجَّه الملك الإنسان الرمز كلمته بمناسبة إعلان الميزانية تشرّف بإلقائها معالي الأمين العام لمجلس الوزراء الأستاذ عبد الرحمن بن محمد السدحان، وهي في نظري كلمة ذات مضامين هامة وتنبثق عن رؤية كاملة وشاملة حالية ومستقبلية، ولعل من أبرز هذه المضامين ذات البُعد الإسلامي ما يلي:

- نسبة الفضل فيما تحقق ويتحقق في هذا الوطن لله سبحانه فهو من منّ علينا بالبركة والتوفيق، ولذا فهو وحده من يستحق الحمد والشكر.

- تصريح وليّ الأمر في هذه المناسبة التي يعلن فيها - أيّده الله - ميزانية الخير، أنّ الموارد التي منّ الله بها على بلادنا لا بد أن تكون في موضعها الطبيعي خدمة لنا نحن المواطنين ولمتطلّبات عيشنا، وهذا حق وأمانة في عنق عبد الله بن عبد العزيز تجاهنا، يسأل الملك الإنسان ربه أن يعينه على حملها والحفاظ عليها.

- توجيه الخطاب للشعب الكريم متضمّناً الطلب من الجميع التعاون وبذل كل جهد ممكن لمشاركة الدولة في بناء الإنسان وتنمية الوطن، وفي هذا تأكيد على ما سبق وأن تردّد على أكثر من لسان وفي محافل عربية دولية من أنّ هذه البلاد تختلف عن غيرها في أنها هي من يملك زمام المبادرة لصنع التنمية وبناء لبناته، وهي من يستحث الهمم لمشاركة المواطن الفاعلة من أجل غد أفضل.

- التأكيد على وجوب الأخذ بالاعتبار مصالح الوطن والمواطنين فيما يبذل من جهد، وفي هذا دلالة ضمنية على وجوب تقديم المصلحة العامة على مصالحنا الشخصية التي قد تصرفنا عن الهدف الأساس الذي من أجله صرنا في هذا المكان أو ذاك من خارطة كراسي وطننا المبارك ذات المسئولية المباشرة عن تلبية متطلّبات التنمية، وتحقيق الاستقرار والنهوض والتقدم.

- استشعار المسئولية الحقيقية عن مستقبل الأجيال القادمة، فهم كما يقول وفقه الله “ أمانة في عاتقنا”، فهي نعي مدلولات مصطلح الأمانة وكونها مربوطة في العنق بالذات.

- النص الصريح والواضح والهام على مسئولية الوزراء والمسئولين كل في قطاعه مسئولية مباشرة أمام الله جلّ جلاله ثم أمامنا نحن عبد الله بن عبد العزيز عن أي تقصير يضر بإستراتيجية الدولة، ولا يقبل عذر أحد بعد اليوم في تقصير أو تهاون أو إهمال، وهنا يتحتّم على الوزراء وضع جدول زمني دقيق لإنجاز مهمتهم السنوية على أحسن وجه، وفيما تبرأ به ذممهم أمام الله ثم أمام من وثق بهم وعلّق ما في عنقه برقابهم وجعلهم ممثلين له والناطقين باسمه كل في قطاعه ودائرته وربما منطقته.

- الشفافية والمصداقية والوضوح من خلال خروج الوزير والمسئول عبر وسائل الإعلام ليشرح ما يخص قطاعه بشكل مفصّل ودقيق، وفي هذا تأكيد على ما سبق وأن وجّه به - رعاه الله - بكل صراحة ووضوح من وجوب مد جسور التواصل الحقيقي بين المسئول والمواطن، وسرعة الرد عليه وإيضاح الحقيقة له حسب ما لدى المسئول من أنظمة وتعليمات.

إننا وكما علّق خادم الحرمين - وفّقه الله - بنعمة عظيمة والخير الذي منّ الله به علينا “تعويض” من الله فما يقدمه المرء لدينه ووطنه يعوّضه الله له، ولم ولن يتحقق هذا في الماضي والحاضر والمستقبل، إلاّ إذ حافظنا على أمن بلادنا واستقرارها كما ذكر معقباً على ميزانية الخير صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ومن أسباب الاستقرار مواجهة السوس الذي ينخر في السفينة ويهلك الحرث والنسل “الفساد” والذي قال عنه سلمان بن عبد العزيز رعاه الله: (أنه داء عضال ينخر في جسم الوطن ويعيق التنمية، وأن محاربته والحد من آثاره هي أمانة حملها خادم الحرمين الشريفين للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد).

دمتم دوحة مباركة ودام عزّك يا وطن وتقبلوا رعاكم الله صادق الود وجزيل الشكر وخالص الدعاء وإلى لقاء والسلام.

الحبر الأخضر
المضامين الإسلامية في خطاب الميزانية
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة