ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 02/01/2013 Issue 14706 14706 الاربعاء 20 صفر 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الإنسان لا يرضى بالهزيمة حتى في لعبة.. فإذا كان التميز والنجاح حلم جماعي لا يحيد عنه الفرد إلا في ظروف غير طبيعية.. فإن من يتعمد الخيبة والعثرة يبحث عن أمر ما.. يجده في دور الضحية المغلوبة على أمرها.. كلفت النظر لكسب المواساة والدعم والاحتواء.. أو معاقبة من يهتم لأمره كي يتألم من أجله.. وباعتقادي أن الماسوشي لا يتلذذ بالألم نفسه.. إنما بالعائد النفسي بعد تعرضه له بمراحل.. وبما يمثله معنى العقاب أبان الطفولة وحتى المراهقة.. وأظنها ممكنة الحدوث حتى فترة النضج إذا ارتبط العقاب بإشباع حاجة خفية.. على سبيل المثال لا الحصر وفي أبسط الصور: إذا تعمد المحبوب إثارة غيرة المحب.. فإن العقاب الذي يناله فيه رسائل مشفرة يفهمها على أنه يهتم لأمره ويريده.. أما من قام بالعقاب وهو السادي فإن السيطرة هنا تتلخص في رسالة بسيطة مفادها “أنت لي”.. وعلى ذلك يمكن أن نقيس المراحل المتقدمة من البحث عن الألم أو الولع بإيقاعه على الآخرين.. بتعقيداتها وغرابتها.. وكيف لها أن تمنح الإنسان متعة يصعب فهمها!

ولو تفحصنا الواقع من حولنا سنلاحظ نماذج محيرة من مدمني الشكاية والبكاء والتألم من الظلم الواقع عليهم.. وبمجرد حصولهم على التفاعل بأي شكل كان.. عاطفي أو مادي عندها يحصلون على العائد.. لأن أحدهم لم يقابلهم بحقيقية أن الظلم جريمة يتحمل المظلوم فيها جزءا من المسئولية.. وعليهم أن يتحملوا مسئولية ضعفهم.

وفي الجانب الآخر فإن المتجبرين والمتسلطين يستمدون لذتهم وقوتهم من خوف الآخرين وإذعانهم.. وممن لم يتعلموا أن حقوقهم ليست منة أو صدقة.

وبمناسبة الحديث عن النجاح فإن أبناءك كذلك يريدونه.. وفرض حضر التجول والتوتر الذي يحدث فترة الاختبارات لن يمنحهم الدافع كي يجتهدوا.. أتعلم لماذا؟

لأنهم يحتاجون بشدة لأن يفهموا أنها مسئوليتهم ومستقبلهم.. وأن حبك ليس مشروطاً بنجاحهم.. إنما فقط لأنهم أبناؤك.. والحب والدعم سيكون لهم مهما كانت النتيجة.. حتى لو رسبوا لا قدر الله.. فإن درجاتهم الدراسية ليست مقياساً لمكانتهم عندك..

هم بحاجة لمن يحتضنهم ويخبرهم أنه يحبهم.. وأن مستقبلهم اختيارهم وحدهم.. وقيمتهم هم من يحددونها وليس أنت.. هم ينتظرون من يقول إن كل شيء بخير.. وما حدث وسيحدث يمكن تجاوزه وأنت معهم.

أما أسطوانة “ذاكر.. ذاكر” مهما ترددت وبأي لحن كانت فهي غير مسموعة لديهم.. فعندما تزرع صباراً من الغباء أن تنتظر تفاحاً.

amal.f33@hotmail.com

إيقاع
لذة الألم !
أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة