ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 02/01/2013 Issue 14706 14706 الاربعاء 20 صفر 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

وساعفتْكَ الليالي
د. زاهر بن عواض الألمعي

رجوع

عنوان أبدأ به كلمتي إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير تعزية ومواساة في وفاة والدته الأميرة صيتة بنت فهد الدامر، تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته.

ارتحلت والدتك أيها الأمير المحبوب، والرحيلُ نوعان: رحيل يرجى عودة صاحبه في الدنيا، كالمسافر والمحتجب عن الأنظار لسبب أو لآخر، ورحيل ينقطع معه الأمل والرجاء في عودة صاحبه إلى أهله وذويه في الدنيا.. وتلك سُنَّة الله في خلقه، ولولا ما وعد الله به عباده المؤمنين من دخول الجنة واجتماع الأهل والأقارب والأصحاب في روضات النعيم لكان ذلك الرحيل أعظم كارثة تحل بالإنسان.

وإن فراق الأحباب له وحشة ولوعة تسريان بين الأحشاء والضلوع، لا يطفئ نارهما إلا الإيمان والرضا بقضاء الله وقدره.

وقد كنتَ يا صاحب السمو بارًّا بوالدتك رحيماً بها، وهذا ما شاع عند الناس وذكركَ به الذاكرون في معرض الثناء والذكر الجميل.. ولعله قد نالك دعوة صالحة من دعواتها قبل وفاتها؛ ففتح الله عليك بها من البركات والطاعات ما جعلك موفَّقاً في دنياك، تفعل الخير، وتسعى بالمعروف، وتعين على نوائب الحق.. ولن أتكلم عن نجاحاتك في إمارتك، ولا عن خدماتك لمليكك ووطنك واهتمامك بمصالح مواطنيك؛ فهذه واجبات أعانك الله عليها، ومتعك بالصحة والسعادة، ورزقك الأعوان الصالحين.

وقد تذكرتُ وأنا أكتب إلى سموكم الكريم هذه الكلمات المفعمة بالمحبة والتقدير مرثية (أبي فراس الحمداني)، التي بعث بها إلى (سيف الدولة) في وفاة والدته، ومن أبياتها:

وساعفتْك الليالي واعتززت بها

وعند صفو الليالي يظهر الكدرُ

فكم على الأرض من خضر ويابسة

وليس يرجم إلا ما له ثمرُ

وفي السماء نجومٌ لا عداد لها

وليس يكسف إلا الشمسُ والقمرُ

فتقبل مني تعزيتي وصادق مواساتي أيها الأمير، وخفف آلامك ووحشة فراقك لفقيدتك الغالية بكثرة الدعاء، وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو عِلْم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

- عضو مجلس الشورى في دورته الأولى

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة