ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 03/01/2013 Issue 14707 14707 الخميس 21 صفر 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

استوقفتني وأنا أتابع مثل غيري ردود الفعل السلبية والإيجابية على أرقام ميزانية العام الجديد سواء فيما يكتب من تعليقات على ما تنشره الصحف الورقية من مقالات وأخبار عبر مواقعها الإلكترونية.. أو ما يٌغرد به التويتريون.. أو ما يصلني على الفيس بوك.. أو... ولفت نظري وأنا أبحث هنا وهناك عن الجديد من القول في مسائنا الجميل نكران النعمة، وجحد الخير، وإلقاء التهم جزافاً بلا برهان ولا دليل.. والدخول في النوايا.. والحكم على المقاصد.. وكشف مكنون النفوس.. والشق عمّا هو داخل القلوب ومن قبل البعض منا الذين غاب عنهم استشعار مسئولية الكلمة أمام الله، ثم أمام ضمائرهم ومجتمعاتهم وللأسف الشديد!!، أقول.. استوقفني هنا كلام جميل ورائع لفضيلة الشيخ العلامة الجليل محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله- تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن كثر الخبث وعلت نبرة التشاؤم والشماتة وسوء الظن.. ونص ما قال رحمه الله : (...نحن ولله الحمد في خير.. بلادنا واسعة الأطياف.. واسعة الأراضي.. كثيرة الجبال.. والأودية.. وكثبان الرمال.. لو قدر الله عز وجل أن يكون هناك اختلاف في هذه الأمة.. ماذا سيكون الحال؟ والله لا يستطيع الواحد أن يمشي من عنيزة إلى بريدة، كما هو الواقع فيما سبق.. يحكي علينا الكبار الذين أدركوا زمن الفتن أن الإنسان ما يخرج من هذا البلد إلى الوادي الذي بيننا وبين بريدة – دون الجسر - إلا بالسلاح.. بل قال أحدهم إنه في سنة من السنوات أصابنا خوف في رمضان فكنا نخرج إلى صلاة العشاء والتراويح والبنادق معنا كالعصي.. لو أن الأمة هنا في البلاد اختلفت لكان انفلات أعظم وأشد من ذي قبل.. لأن الناس الآن صار عندهم من الأسلحة، وصار عندهم أيضا من التمرن عليها ما لم يكن من قبل.. فلهذا أنا أرى أن كل تصرف يوجب تفرق الناس والإخلال بالأمن ..أنه إساءة عظيمة إلى هذه البلاد وشأنها..)

أضاف إلى ما جاء على لسان فضيلته -رحمه الله- ما جد من أحداث في بلادنا العربية من حولنا فرأينا بأم أعيننا المآلات والنهايات التي بٌشر بها وسوق لها أنها ستكون ربيعاً رائعاً، وإذ الخريف يحل والشتاء يطرق الأبواب!!.

إن المقام ونحن نرفل بهذا النعيم مقام شكر واعتراف بالفضل لأهل الفضل.. ولا يعني هذا أنني أنفي أن من بيننا ومعنا المريض والفقير والمحتاج وذي العوز، كما لا يعني هذا عدم وجود مشاكل مجتمعية معقدة وعلى رأسها البطالة والفساد الإداري والمالي.. ولكن لا هذا ولا ذاك يجعلنا نشط في القول ونكيل سيل التهم وننسى فضل الله علينا ثم فضل ولاة أمرنا في السعي الدائم لتوفير كل ما من شأنه إسعاد المواطن ورفاهيته والوفاء بمتطلباته.

إن ما يكتب سلباً في مثل هذا المقام لن يصلح بقدر ما يفسد، ولن يصفي النفوس بل سيوغر الصدور ولن يجمع الكلمة ويوحد الهمم بل سيفرق الصف ويفسد الود، وليس هكذا تورد الإبل أيها التويتريون.. فالمقام مقام شكر وعرفان لأهل الفضل والإحسان.

ماذا لو ؟ كانت الكلمات والتغريدات تحتكم إلى المعايير الدولية والمؤشرات الوطنية أما أدركت تلك الجهود والخطط التي حققت نجاحات في العديد من القطاعات على اختلاف مجالاتها.

ماذا لو كانت تلك التغريدات تنهج في تتبعها للمجالات المالية والإدارية نظام الدولة التي حددته اللوائح والتشريعات؛ أما كان ذلك أجدى في مواجهة الفساد المالي والإداري، ومن ثم يعتبر جهداً مجتمعياً وضميراً وطنياً في ملاحقة الفساد وتحقيق الشفافية وتأكيد دور المواطن في الاهتمام بشئون الوطن وتعبيراً عن حسه النبيل بمسئوليته الاجتماعية.. ألم يعد ذلك بديلاً أنسب وطريقة أصح وسلوكاً أقوم من الاتهامات المرسلة والشائعات التي تزيف الإدراك وتجره إلى ما ليس فيه مصلحة الوطن.

ماذا لو التف النظر لما جرى حولنا في الدول العربية الشقيقة وقرأ ما آلت إليه الأمور أما أدرك أن أجهزة التواصل الاجتماعي وأجهزة الإعلام أحياناً كثيرة وبشكل عام تلعب دوراً خطيراً في تصدير الانطباعات كبديل للحقائق، وإن تعرضت لحقائق عكفت على مقطع منها أو زاوية صغيرة وأعطتها من الوزن ما يجعل المتلقي يدركها على أنها كل الحقيقة فتبنى الاتجاهات المشوهة، وتروج المفاهيم المعوجة، وتنتشر المواقف المبنية على زيف أو بطلان.

إنها أمانة الوطن تعبر عنها أمانة الكلمة في عصر بدأت تصك له أوصافاً جديدة يستخدمها المفكرون والإعلاميون حديثاً في العالم؛ خصوصاً حين تركز التواصلات الإعلامية والاجتماعية إلى أداء دور مثير للجدل. حمى الله وطننا من الفتن ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.

الحبر الأخضر
ما هكذا يكون الإصلاح أيها التويتريون
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة