ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 03/01/2013 Issue 14707 14707 الخميس 21 صفر 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

لا شك أن تهافت الكثير من شركات النقل بجميع أنواعه على الدخول إلى بلادنا هو أمر طبيعي لسببين هما، اتساع رقعة البلاد وتعدد المدن والمطارات، إضافة إلى كثافة سكانية متوسطة، مما يعني أن نجاح أي شركة طيران، أو شركة سكة حديد، هو أمر شبه محسوم، ما لم يحدث لها تضييق في الشروط والقوانين، يقلّل من هامش أرباحها الطبيعية، أو حتى يدفعها إلى الخسائر.

فمن التحديات التي واجهناها خلال العقد الماضي هي التنقّل بين المدن، فقبل ثلاثين عاماً كان الناقل الوطني «السعودية» خياراً متاحاً ومقبولاً، لكنه الآن لم يعد كذلك، لتردي خدماته من جهة، ولارتفاع سقف مطالبات المواطنين نتيجة ارتفاع ثقافتهم في التنقّل الخارجي باستخدام مختلف شركات الخطوط الجوية الأجنبية، من جهة أخرى، مما جعل الناقل الوطني في وضع لا يحسد عليه.

لذلك كان من الطبيعي أن يفض احتكار هذا الناقل الوطني من الاستيلاء على الرحلات الداخلية، طالما أنه لم يستطع أن يفي بضرورات المواطنين في السفر داخل البلاد، وربما أن المنافسة مع شركات أخرى قد تدفعه إلى إعادة هيكلة جهازه وتطويره، فمن يدري، قد يكون وجود شركات أخرى دافعاً لتغييره، وإدراكه أن العميل هو من صنع إمبراطوريته الهرمة.

ولعل عبارته الشهيرة «شكراً لاختياركم السعودية» تصبح ذات جدوى ومعنى، حينما يستطيع أن يخطف مسافراً إلى أبها أو الطائف أو القصيم من قبضة شركتي الطيران المنافستين، ليس لأنه «خيارنا الحتمي وقدرنا الوحيد»، بل لأنه بالفعل الأفضل والأكثر جودة ودقة واحتراماً للعملاء.

وهو الأمر الذي طرأ على خدمة الاتصالات لدينا، حينما دخلت السوق شركتان خليجيتان منافستان في خدمة الجوال، مما جعل شركة الاتصالات تدخل، رغماً عنها، عصراً جديداً من التطور والمنافسة المستمرة.

كل ما نتمناه، هو أن تُترك المنافسة مفتوحة بين الخطوط السعودية، وبين الشركتين المنافستين، الخطوط القطرية، وطيران الخليج، سواء على مستوى الأسعار أو الخدمات، وأن يتحقق للجميع العدالة ذاتها في أسعار الوقود واستخدام المطارات، لأن ذلك هو ما سيعيد الناقل الوطني إلى مجده الغابر، ويجعله يطور خدماته باستمرار، حتى يتم تحويل نسبة من ملكيته إلى شركة وطنية مساهمة عملاقة، وبذلك يمكنه العوم بمقدرة وشجاعة في بحر الشركات الجوية الناقلة في العالم.

اقتصاد السوق اليوم أصبح لا يرحم، فمن يعرف دولة أوروبية صغيرة مثل فنلندا؟ تلك التي اقتحمت العالم بجهاز «نوكيا»، حتى كادت لا تعرف إلا من خلاله، أين هي الآن من عملاقي الأجهزة الذكية، أبل وسامسونج؟. وهاتان أيضاً، إذا لم تتطورا بسرعة وتلبيان حاجات العملاء سيبتلعهما السوق من جديد. هكذا هو السوق لا يتوقف عند تاريخ شركة ومجدها، وكذلك هي شركات النقل الجوي، من لا تستطيع التطور السريع في خدماتها واحترامها للعملاء سيبتلعها سوق النقل الجوي الذي لا يرحم، صحيح أن خطوطنا كانت أبرز خطوط النقل خليجياً وعربياً، لكنها الآن لم تعد كذلك، فإما أن تترك السوق لغيرها، ونعتاد تقبل «شكراً لاختياركم العنابي» مثلاً، أو أن تثبت لنا أنها تقبل التحدي وتعود من جديد تشكرنا على اختيارها.

نزهات
شكراً لاختياركم العنابي
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة