ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 03/01/2013 Issue 14707 14707 الخميس 21 صفر 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

قبل أن أبدأ الكتابة في هذا الموضوع الحساس والمهم عن المواد الضارة التي نتناولها في برنامج غذائنا اليومي، أو نستعملها في حياتنا بوصفها مواد ضرورية أو كمالية على مدار العام، نحن وأطفالنا والناس من حولنا، وما يجب علينا اتخاذه حيالها من احتياطات جادة وحازمة ومستمرة لدرء مضاعفاتها والقضاء على أخطارها؛ من أجل تأمين مستقبل حياتنا على أسس صحية وسليمة.. يجب في البداية أن نأتي بإلمامة مختصرة وأمثلة محدودة عن بعض هذه المواد القاتلة والضارة التي إن لم تقتل مباشرة في بعض الأحيان فهي تسبب الأمراض الخطيرة، الخبيث منها والمزمن، مثل الفشل الكلوي والربو المزمن وتليف الكبد والحساسية الدائمة وصولاً إلى الغيبوبة وفقدان البصر والشلل، وبعضها يسبب السرطان بمختلف أنواعه.. وحدِّث عن مثل هذه الأمراض وغيرها ولا حرج، بناءً على ما نراه ونقرؤه ونسمعه، وربما نعايشه مع قريب أو جار أو صديق - حمانا الله وإياكم من كل مكروه - وبعد هذه المقدمة نأتي باستعراض أهم ما نقرأ عنه بصورة يومية عن هذه المواد القاتلة، التي لها اتصال وثيق بمجتمعنا وحياتنا في مجال الغذاء والدواء وأدوات التجميل، وغيرها من الضروريات والكماليات، وهي على النحو الآتي:

1 - مئات الآلاف من علب حليب الأطفال المتسممة والمتعفنة، التي يمضي على تخزينها سنوات في مخازن بدائية متهالكة، وتُباع في الصيدليات والأسواق المركزية في علب منمقة، ويتناولها الأطفال مخدوعين بأسمائها ومواصفاتها، وعند اكتشافها يختفي أو يُترك المتسبب دون مساءلة جادة وحازمة وعاجلة، وربما تمضي الشهور ولم يصدر بحقه أي عقوبة.. وملابسات مثل هذه القضية الخطرة تجد نبذة مفصلة عنها كعينة واحدة كما هو منشور في الكثير من وسائل الإعلام، بما فيها الصحافة.

2 - اللحوم الفاسدة وفاقدة القيمة الغذائية، وكذلك الدواجن المبردة المتليفة، التي تعرض في أوعية تبريد مكشوفة وقديمة، وما يقال عن تغذيتها بالهرمونات والأغذية المشكوك في سلامتها، ومعظمها من النتاج المستورد.

3 - المطابخ الشعبية المنتشرة هنا وهناك، والقذارة المستشرية داخلها، ومدى نظافة وصحة العاملين فيها، وعلى سبيل المثال بعض مطابخ المثلوثة والمطاعم البخارية ومحال الشاورما، وغيرها وأمثالها كثير، والمتضرر الوحيد منها هم روادها، وأكثرها من الأطفال والشباب.

4 - عطور مغشوشة وماركات كريمات مقلدة، تسبب الحساسية والربو، وبعضها يسبب العمى، وأهم من ذلك الأدوية الفاسدة التي يتم اكتشافها بين وقت وآخر.

5 - المخصبات الكيماوية المستخدمة في زراعة الفاكهة والخضار والحبوب بمختلف أنواعها ومصادرها، ومدى الدقة في استخدامها وضررها على صحة الإنسان.

6 - معلبات بمختلف أصناف الأطعمة المستوردة، يتم تزييف تواريخ إنتاجها ومصدرها، أو يتم تعليبها بطرق غير صحيحة، وتضاف إليها المواد الحافظة بطرق غير دقيقة وغير سليمة، ويأتي على منوالها المشروبات المستوردة وما يدور حولها من شكوك من حيث سلامتها وصلاحيتها والأمراض المترتبة على تناولها.

7 - قطع غيار السيارات المقلدة المنتشرة، وما يترتب على استخدامها في المراكب المختلفة من أضرار قاتلة وحوادث مريعة، تودي بحياة الألوف ممن انخدعوا أو وقعوا فريسة لضعاف النفوس والإيمان، ممن يهمهم الثراء الفاحش والعاجل حتى ولو كان على سبيل صحة وسلامة الإنسان، وما أكثر ما نشر عن خطورة استعمالها حتى الآن.

8 - المواد المضافة لتحسين مظهر المواد الغذائية المجهزة للاستهلاك مثل مادة (برومات البوتاسيوم)، هذه المادة القاتلة التي تضاف إلى الخبز من أجل نعومته وتكبير حجمه، ويتم استعمالها في الكثير من المخابز والأفران. هذه المادة كتب عنها الخبراء والأطباء والباحثون فأثبتوا أن التمادي في استخدامها يسبب للإنسان مرض السرطان؛ لذا تم التحذير من مضاعفاتها ومنع استعمالها في هذا المجال في كل من اليابان والولايات المتحدة، ووضعت العقوبات الصارمة في حالة استخدامها في منتجات الأفران كلها، وبالتأكيد أننا في مثل هذه الأمور آخر من يعلم أو يفهم.

وهناك الكثير والكثير مما سبق ذكره لا يستطيع هذا الحيز المحدود الإفاضة في الحديث عنه، ولكن أتينا بأمثلة مختصرة وبشرح مقتضب من أجل التذكير بهذه الأخطار المحدقة بنا، التي تستهدف حياتنا؛ الأمر الذي يتطلب الاستعداد التام لدرء هذه الشرور؛ ما يجعلنا من هذا المنبر الحيوي وفي جميع وسائل إعلامنا المختلفة نطالب ونلح في الطلب من أجل إقامة جمعيات وطنية هدفها وغايتها حماية ووقاية صحة المستهلك، ومتابعة كل قضية تتعلق بسلامة دوائه وغذائه على الأقل، ويقوم عليها ويتطوع للعمل بها بعض المخلصين من النخبة الواعية الناصحة، مواطنين ومقيمين ومسؤولين، فما أحرانا أمام طوفان هذه المخاطر إلا الالتفات بجدية وعزم وتصميم إلى هذه الأمور المهمة، ونتبنى إنشاء هذه الجمعيات الحيوية الضرورية بأسرع وقت ممكن.. والله ولي التوفيق.

abo.bassam@windows live.com
الرياض- كاتب صحفي ومدير عام تعليم سابق

هذه الجمعيات.. مطلوبة
عبد الله الصالح الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة