ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 04/01/2013 Issue 14708 14708 الجمعة 22 صفر 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لاحظت الباحثة “لينور والكر - عام 1970م” بأن العنف الأسري يمر في دائرة أسمتها دائرة العنف في كتابها (عنف المرأة) والذي تناول قصصاً واقعية لنساء معنفات! ولقد استفاد كثير من الباحثين والممارسين في مجال العنف الأسري تفسير الواقع الفعلي للمرأة المُعنفة بناء على هذه الدائرة واستمراريتها على كثير من النساء السلبيات تجاه العنف الممارس ضدهن! وهذه الطائرة تمر في ثلاث مراحل هي:

1 - مرحلة الاحتقان والشحن النفسي “وهي تبدأ بظهور المشكلة وتراكمها وتداخلها وتتطور للاحتقان النفسي”.

2 - مرحلة الانفجار “عندما يزيد الاحتقان يحصل الانفجار ويقوم الشخص العنيف باستخدام قوته بالتنفيس بسلوكيات مضادة على الطرف الآخر بدون رحمة”!!

3 - مرحلة السعادة والحب “بعد تفريغ الشحنة السالبة يهدأ المعتدي ويبدأ في التودد للضحية بكلمات الاعتذار والحب والهدايا، متهماً الطرف الآخر بأنه السبب ويطلب منه السماح، ومنحه فرصة أخرى ليثبت تغيره، وغيرها من الحيل التي تدخل الطرف الثاني في دائرة الوهم، ويتخلل هذه المرحلة التفاهم بين الطرفين!!

عند تفسير هذه الدائرة نفسياً تكون المرأة هي الضحية أولاً وأخيراً خاصة أن هناك كثيرا منهن يرتضين العنف لأنفسهن لسنوات طويلة جهلاً منهن بكيفية المطالبة، أوخوفاً من ردة فعل أسرتها، أو لأسباب أخرى وأولها خوفها من عدم حمايتها اجتماعياً، وخسارتها لأطفالها، وعدم حصولها على حقوقها في وقت قياسي يحميها من الدخول في دوائر أخرى أكبر من دائرة العنف الأساسية! هذه المخاوف والأسباب سبب في بقاء كثير من النساء داخل هذا الدائرة برضاها ورغبة منها في عدم خسارة الطرف الآخر الذي يقوم بالاعتداء عليها وإهانتها نفسياً وعاطفياً ولفظياً! وبالذات هذه الأنواع من العنف من الصعب قياسها لأنها متلازمة مع سوء المعاملة الزوجية حتى وإن لم يصاحبها عنف جسدي! وعندما ترتضيها الزوجة لنفسها تتطور من التوتر النفسي إلى الاعتداء الجسدي المتكرر، حيث بعدها تتجه الضحية للبحث عن مساعدة تنقذها من وضعها المُهان لكرامتها كزوجة وأم ومربية لجيل لا ذنب له فيما يقترفه والداه بشأنه!! وكثير من العاملين في مجال العنف الأسري يتفاجأون بانسحاب المرأة المُعنفة من استكمال إجراءات الشكوى ضد المعتدي عليها وخاصة “الزوجات” على أمل أن يعود الزوج للتعامل معها بالحسنى، وعلى أمل أن تكسب رضى أسرتها، وأن تحافظ على بيت الزوجية وكيان أسرتها، وعلى أمل أن يعيش أطفالها تحت مظلة أسرية آمنة! لكنهم يتفاجأون أكثر بعد ذلك عندما تظهر إعلامياً شاكية باكية بأن لجان الحماية والجهات الحقوقية لم يقدموا لها المساعدة للحد من العنف الواقع عليها؟!

هذه النماذج التي تبرر تكرار العنف عليها بفشل الجهات الرسمية، تعتبر من الحالات السلبية في إنقاذ نفسها وتكون أسيرة لهذه الدائرة لسنوات طويلة، وعندما تحاول الخروج منها فجأة، فإنها تطالب بالحصول على النتائج المكوكية بدون المرور بالإجراءات الرسمية التي تحميها وتحمي القائمين بالمطالبة بحقوقها الشرعية. ولذلك فإنها ستكون أسيرة هذه الدائرة طوال سنوات حياتها للأسف الشديد.

moudyahrani@ تويتر

روح الكلمة
دائرة العنف!
د. موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة