ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 08/01/2013 Issue 14712 14712 الثلاثاء 26 صفر 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

غريبة الروح يتيمة، تحدق في الفضاء وحيدة، لا الطيور عابرة، ولا الريح تأخذها إلى الغيوم الكثيفة، لا المطر عندها مطر، ولا البساتين مكتزة بالثمر، الحزن عندها يتكوم مثل رمل على شفا جرف، تفكر في الرتابة،

وترسم على حائطها سلة للفرح الذي قد يجيء ولا يجيء، كأن عليها أن تغني، كأن عليها أن تكسر قفص الحزن، كأن عليها أن تناجي الريح الذاهبة، كأن عليها أن تشهق في الريح الصغيرة وفي العاصفة، لا وهج النهارات عندها سعيدة، ولا للحكايات عندها نهاية، ابنة الليل هي، تتوحد في سواده، الوردة عندها شوكة، والأصابع غادرة، وحتى السحابة عندها غير السحابة، وحيدة، مثل زهرة فلاة وحيدة، الحياة عندها مربكة، لا الصباح عندها صباح، وساحة الحياة عندها مثل مقبرة، وحتى الحمام أضاع عنها الرسائل، جمرة هي في الخراب، زهرة في السراب، دمعة في التراب، يهبط الحزن عليها مثل جنح غراب، في عروقها هلع أقسى من صقيع، يستل إلى جلدها مثل أفعى، مدولبة بالهزائم، في صوتها زنابق سؤال، مثل مهرة تحاول أن تكتب تاريخها بالصهيل، تحاول تنظيم شتاتها، تصول على حالها من جديد، تثور، تحاول أن تمطر حيزها لينبت العشب وزهرة النوار، عيناها مطوقتان بمساحة ليل الأرق، سواد حزنها يخل بالبياض، موجعة هي حزينة، لكن تحاول أن تكون فراشة، تطوف حول النجوم، وتبحث عن نسمة عليلة، وجدائل صفصاف وحديقة، هي وحيدة، حتى في المنام وحيدة، يتيمة، معجونة من حلم ومن ألم، وحزن يخالطه انهزام، وطعنات سهام، تحاول أن تزرع النوار حول ضفافها، لكي يورق الفرح في مداد لا ينام، الآهات عندها نهر بلاغة، ولج بحر لا يرام، والدمعة الحرى عندها أبلغ من ألف كلام وكلام، يحاصرها الأسى، ترحل من حزن إلى آخر، في عينيها القمر المضيء ينزوي، والليل قد أرخى عليها سدوله، لحزنها هديل، يبعثر روحها ويخلطها بالرماد، في أضلعها يختبئ الخوف، ويحل في أرديتها العزاء، لا مواسم لهطول المطر عندها، لهذا يصاحبها الجفاف، وحدها تتلمس طرق الحياة، تحاول فتح الحصون، لتعيد ترتيب أغصان عمرها اليابسة، ولتنقش أسمها على سحب معدة للمطر، تهيئ نفسها واحة للنماء، وتفتح قلبها رغم الجراح للماء كي ينهمر.

ramadanalanezi@hotmail.com
ramadanjready @

اليتيمة!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة