ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 10/01/2013 Issue 14714 14714 الخميس 28 صفر 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

جوازات أم مفازات..؟!
طارق محمد الشباني

رجوع

في الوقت الذي يحتفل فيه أبناؤنا باليوم الوطني في المدارس، كنت في طريقي إلى الجوازات في الدرعية لزعمي أنها أقل ازدحاماً من جوازات الرياض لأجدد إقامة أحد منسوبي مكتبي - والذي يعمل تحت كفالتي - وعندما وصلت إلى مقرهم في الساعة التاسعة وجدت المكان مكتظاً بالزحام ويظهر على وجوه القوم علامات السخط..

توجهت لسحب رقم من آلة الأرقام وإذا هي لا تعمل.. ولا أزال لا أدري لماذا لا تعمل! سألت الحاضرين أين الأرقام؟

فأشار أحدهم إلى صف طويل لا يرى أوله من آخره من كثرة الواقفين والجالسين والمارين.. ذهبت إلى الصف وسألت أحدهم: هل يتم توزيع الأرقام؟ قال لي الأرقام انتهت ولكن يصطف الناس هنا للقاء المدير ولا أدري هل هو يوزع أرقاماً أم لا ولكن سوف نرى.. انتظرت في هذا الصف وهو يتحرك رويداً رويداً.. حتى أتاني الدور وقابلت المدير فقال لي: وش عندك؟

قلت له: عندي موظف وأبغى أجدد إقامته هو وعائلته والأوراق جاهزة وكاملة.. أخذ الأوراق وأخذ يقلّبها حتى وجد أحد أولاد المكفول وهو طالب..

فقال: هذا الولد تجاوز عمره 21 سنة ولازم ينقل كفالته على شخص آخر أو يحضر ما يثبت أنه طالب..

قلت له مستبشراً: الأمر محلول الأوراق جاهزة وموجودة..

قال: لا.. هذا الأمر يجب أن يتم عن طريق جوازات الرياض!!!

قلت له: ولماذا؟

قال: ليست من صلاحياتنا.. وما نقدر نسوي لك شيء..

قلت له: طيب.. سلام عليكم..

ثم مضيت لإكمال رحلتي إلى جوازات الرياض.. وصلت المبنى العتيق في تمام الساعة العاشرة والربع صباحاً.. ومن حسن الحظ أنني حضرت مع السائق فنزلت من السيارة حينما حاذينا المبنى وقلت له دبر نفسك.. ثم انطلقت مسرعاً للبوابة.. دخلت المبنى فوجدت الناس في جلبة.. وكأنهم في ساحة حرب مستعرة.. نحن في 2012م... والناس لا يزالون يدورون حول ملفهم الأخضر وكاونترات وصالات التخلّف.. ذهبنا إلى صالة تجديد الإقامات ووجدنا خلقاً كثيراً لا يحصيهم إلا خالقهم والطابور قد امتد حتى أصبح كالأفعى الملتوية فلا تعلم من أين يبدأ ولا إلى أين ينتهي..

قلت لأحدهم معتقداً أنه معقّب: هل هناك كاونترات خاصة بالكفلاء؟ قال على الفور: نعم يوجد في الدور الثاني وأنا كفيل مثلك ولكني رحت في الصباح بدري فوجدت المكان مزدحماً جداً والطابور متوقفاً تقريباً لذا فضّلت أن أقف في هذا الطابور مع المعقبين..

قلت له: هذا أمر لا يُطاق ثم انطلقت غاضباً إلى مدير العمليات ودخلت على سكرتيره وقلت له: أخي.. الأمر في الخارج لا يُطاق.. لماذا هذه الجلبة وهذا التعقيد.. الأمر ببساطة أني كفيل وعندي موظف أريد تجديد إقامته فقط وجميع أموري نظامية؟

قال: رح لصالة رقم 7 وادخل على مدير الصالة وراح يخلص موضوعك.. انطلقت مسرعاً مستبشراً نحو هذه الصالة فوجدت فيها خلقاً كثيرا اجتمعوا على الكاونترات ما بين قائم وقاعد ومراقب.. ثم رأيت أقواماً قد أحاطوا بمكتب مدير الصالة كإحاطة السوار بالمعصم..

قلت في نفسي: لعل هذا هو المكتب الذي يقصده ذاك الرجل.. انطلقت له وتخطيت الرقاب لأنظر من يكون.. ثم قلت له: أنا لست معقباً وأريد تجديد الإقامة لموظف تحت كفالتي.. وأمامي المئات.. فهل من سبيل؟

قال: اذهب إلى هؤلاء وأشار إليهم حول الكونترات..

قلت له: هذا غير معقول فأنا لست معقباً من الصباح للمساء لتجديد إقامة موظف واحد.. عندي أشغال أخرى..

قال: دامك مشغول عطها معقّب يخلصها لك.. انصرفت من عنده ثم التفت لأنظر في وجوه القوم.. فلم أر إلا التسليم والرضا.. فهل هذا معقول؟

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة