ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 12/01/2013 Issue 14716 14716 السبت 30 صفر 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

قال حفظه الله قبل سنوات عدة: “يا إخوان أنتم من هذا البلد وإليه، ومهما عملتم يطلب منكم المزيد لخدمة دينكم ووطنكم، وهذا أهم شيء، أنتم الآن تعرفون ماذا يحصل في العالم كله، وأحب أن أقول لكم إني أعتقد أن العالم الآن في حرب خفية، حرب اقتصادية، ولا بد أن تراعوا هذا الشيء، تراعوا مصلحة الدين والوطن، لا

مصلحة أشخاص؛ لأن الاقتصاد هو أساس كل شيء”. وتابع قائلاً: “لا تنسون يا إخوان أن بلادكم هدف لزعزعة هذه النعمة التي تفضل بها الرب عليكم، ولا لأحد فيها كرم إلا للرب عز وجل، لا بد أن نقدرها ونحترمها، لا بد أن نراعيها، لا بد أن نحافظ عليها بلا تهور وبلا وطنية مزعومة وبلا ظهور غير نافع، نريد أن يضع الواحد أمام عيونه مخافة ربه وشكره ومصلحة وطنه، هذا الذي نريده، وهذه إن شاء الله كلها فيكم، كلكم رجال فيكم الخير، وهدفكم ليس فيه شك، أنا لا أشك فيه ولا أحد يشك فيه، إن الوطن، الوطن فوق كل شيء، وشعبكم لا يريد أن يبدر منكم إلا كل كلمة طيبة، نعم هناك أخطاء وهناك وهناك”.

تخيلوا هذا الكلام من ولي الأمر بخصوص الوضع الاقتصادي العالمي، ثم وصلتني إحدى الرسائل بالبريد الإلكتروني عن مقابلة لرجل يدعى ليندسي ويليامز وهو رجل أعمال في شركات البترول الأمريكية، واختلط بصفوة رجال الاقتصاد وصناع القرار وهم المتحكمون من وراء الستار في أمريكا.

وقد قال في مقابلته تلك في شهر يوليو 2008، وكان وقتها سعر البرميل 140 دولاراً، الآتي:-

“لقد علمت ممن يمسكون باقتصاديات العالم أنهم سوف يوصلون سعر برميل النفط إلى 50 دولاراً خلال أشهر معدودة”، وقال أيضاً إنه “سيكون هناك انهيار كبير للاقتصاد الأمريكي”.

ويقول أيضاً: “حين سألت لماذا تفعلون ذلك؟ كان الجواب كي نفلس العرب، ونعيدهم للركوب على الجمال كما كانوا منذ 100 عام”!!!!!!!

إذاً، فهي كما قال خادم الحرمين الشريفين حفظه الله (حرب خفية) على الاقتصاد سببها الرئيسي هو أن العديد من المصارف الأمريكية باعت سندات ديون قروض لعقارات وتأمين تقدر بمئات المليارات من الدولارات إلى مصارف في مختلف أرجاء العالم، قبل أن يتضح أن هذه السندات لا قيمة لها في الواقع، وهو الأمر الذي سبب ما يسمى “أزمة الرهون العقارية”، وهي ما عرض معظم مصارف العالم وخزائن الدول لواحدة من أكبر عمليات التحايل في تاريخ الاقتصاد.

لقد تم نهب الأموال الموجودة عندهم في البنوك، ثم طالبوا العالم أن يدفع المليارات، وابتلعها الثقب الأسود الأمريكي، والآن ينزلون سعر البترول برغم تقليص مليون ونصف المليون برميل من إنتاج أوبك!!! ليس هذا فقط، بل ها هم يتسابقون اليوم إلى دول الخليج طمعاً في الأموال وحرصاً على التأكيد على المواقف، فهذه الدول لا تستطيع الآن سحب أموالها الموجودة في البنوك الغربية في الخارج بحجة أنها قد تسبب مزيداً من الانهيار، وأن الاستثمارات الخارجية لا تستطيع تصفيتها كذلك.. ولا ننسى أن النفط يباع مقابل النقد بالدولار، وأمريكا الآن ليس معها النقد الكافي لذلك، وكله على الديون، وفي النهاية من الممكن أن تلغى تلك الديون وتكون ضربت عصفورين بحجر واحد، أولاً حصولها على النفط مجاناً (تسول)، وثانياً هبوط أسعار النفط وضرب العرب.

إذاً، فإن ما يحدث إنما هو استنزاف لأموال الخليج، وهي حرب كما ذكر - حفظه الله - لا تقل عن أي حرب أخرى، بل قد تكون أسوأ الحروب؛ لأنها تسعى إلى القضاء على الاقتصاد الذي هو عماد نهضة الأمم وتقدمها.

يجب علينا أن نعي معنى هذا التحذير، وأن نعد العدة لهذه الحرب، وأن نحذر كل الحذر من تداعياتها، وأن نعمل على أن نكون صفاً واحداً يحرص بعضنا على البعض؛ فالحاقدون والحاسدون يحيطون بنا من كل جانب، نسأل الله أن يكفينا شرهم، ويرد كيدهم في نحورهم.

نذير الحرب
إبراهيم محمد باداود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة