ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 14/01/2013 Issue 14718 14718 الأثنين 02 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

قرن الابتكار الآسيوي مجدداً

رجوع

سكوت أنتوني:

خلال السنوات الثلاث الماضية، أعربت باستمرار عن اعتقادي بأن آسيا تبرز كمركز نفوذ عالمي في مجال الابتكار، في ما يُعتبَر، في الواقع، من أهم الأسباب التي دفعتني إلى الانتقال للعيش في سنغافورة في مطلع العام 2010.

مع أن تفاؤلي إزاء المدى البعيد يبقى قائماً، أراه من الضروري أن تتخطى المنطقة بعض الأعباء الجدّية، قبل أن تتمكّن من تحقيق كامل قدراتها. وتنطوي بعض هذه الأعباء، ومن بينها البنية التحتية الرديئة، على طابع مباشر إلى حد كبير، في حين أن أعباء أكثر خبثاً وأصعب معالجةً تقوم على ثلاثة تحوّلات جذريّة في العقلية السائدة:

أولاً، من الضروري أن تكون مستويات تقبّل الفشل أعلى بكثير، مع الإشارة إلى أن بعض أهمّ الأفكار التي غيّرت العالم كانت اكتشافات عرضية. وقد يعترض طريقَ الابتكار الخوفُ من الفشل، ويتأتى بمعظمه عن القوانين الإقليمية في آسيا، التي تشمل عقوبات قاسية على حالات الإفلاس. إلا أنه ناتج أيضاً عن الضغوط الصادرة عن العائلة، والأصدقاء، والزملاء في العمل.

ثانياً، من الضروري أن تتمكّن ثقافة الشركات، القائمة على صنع القرارات بالاستناد إلى الرتبة، من الانفتاح على الأفكار الجيّدة، بغضّ النظر عن مصدرها. ولا شك طبعاً في أن كبار القادة الذين يتحلّون بالحكمة والدراية المؤسسية قد يُطلقوا أفكاراً جديدة، ولكنّ هذه الأخيرة قد تصدر أيضاً عن أشخاص في العشرينيات من عمرهم، يفتقرون إلى نظرة مسبقة إلى ما قد ينجح أو لا ينجح.

ثالثاً، تحتاج الشركات، ولا سيّما الكبيرة منها، إلى جرعة من التواضع. ويفخر عدد كبير من المسؤولين التنفيذيين في آسيا، عن حق، بدورهم في بناء شركات ذات مكانة عالمية، خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً. وقد تأتّى هذا النجاح عن الانضباط والتركيز أثناء التنفيذ. ولسوء الحظ، توفّر هذه المهارات قدراً أقل من المساعدة على صعيد توجيه الابتكار أو قيادة شركة ما خلال مرحلة من التحوّل.

لن تتبدّل هذه العقليات بين ليلة وضحاها. وقد ينجح عمل صنّاع السياسات وقادة المؤسسات بطريقة مركّزة في ثلاثة مجالات في تقديم المساعدة على هذا الصعيد:

تشجيع التلاقي: كلما زاد عدد القادة الآسيويين الذين يمضون وقتاً في المهجر، زاد عدد الآسيويين المتعلمين في الغرب العائدين إلى ديارهم، وكذلك عدد الغربيين الذين يمضون أوقاتهم في آسيا، وعدد العقليات الراسخة تاريخياً التي ستشهد تحوّلات جذرية.

تحديد نموذج أعلى: شمل عدد كبير من قصص النجاح في آسيا، خلال العقود القليلة الماضية، تدخّلاً حكومي حثيثاً، وميراثاً عائلياً، أو مؤسسين شقّوا طريقهم بصعوبة إلى الصناعات التي تتطلّب موارد كثيفة. وكلّما زاد المبتكرون من عدد هذه الروايات، كثر عدد العقليات التي تشهد تحوّلاً.

جلب التوازن إلى القطاع التعليمي: تتمتع دول آسيوية كثيرة بأنظمة تعليمية عالية النوعية. إلا أن تركيزها الشامل على الوقائع والتحفيظ عن ظهر قلب قد تقوّض القدرات الإبداعية لدى التلاميذ.

ولا شك في أنّ الشعوب والثقافات والأديان الآسيوية متنوّعة إلى حدّ مثير للذهول. وبالتالي، تصوّروا أن يتم استنساخ هذا التنوع في عالم الأعمال. بمساعدة تحوّلات مناسبة في العقليات، قد تنجح بئر الابتكارات الكامنة والراكدة حالياً في آسيا في تغيير العالم.

- (سكوت أنتوني هو شريك إداري في شركة الاستشارات حول موضوعي الابتكار والنمو «إنوسايت». ويحمل أحدث الكتب التي ألفها عنوان «كتاب الابتكار الأسود الصغير» The Little Black Book of Innovation).

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة